الجيش الحر بعد محادثاته مع الإبراهيمي: لا حوار مع المجرمين
أجرى المبعوث الاممي والعربي الاخضر الابراهيمي حوارا الاحد عبر سكايب مع قادة في الجيش السوري الحر الذين لم يبدوا تفاؤلا بنجاح مهمة الدبلوماسي الجزائري، وذلك قبل ساعات من مغادرته دمشق منهيا اول زيارة له الى العاصمة السورية.
واعرب رئيس المجلس العسكري في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي الذي شارك في الحوار، عن "ثقته" بان "الابراهيمي سيفشل كما فشل الموفدون الذين سبقوه، لكننا لا نريد ان نكون سبب هذا الفشل".
واضاف في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "نحن واثقون من انه سيفشل لأن المجتمع الدولي لا يرغب فعلا بمساعدة الشعب السوري".
وشارك في الحوار -الى العكيدي- رئيس المجلس العسكري للجيش الحر في دمشق العقيد خالد حبوس، والمتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل العقيد قاسم سعد الدين.
واشار العكيدي الى ان البحث تناول "الوضع العام في سوريا، لا سيما التدمير الذي يتسبب به النظام"، معربا عن اعتقاده بان الابراهيمي لا يحمل معه خطة لوضع حد للنزاع المستمر منذ اكثر من 18 شهرا.
وكان الابراهيمي اكد بعد لقائه الرئيس السوري بشار الاسد السبت، انه لا يحمل معه خطة للحل "في الوقت الراهن"، مشيرا الى انه سيعمل على وضعها بعد الاستماع الى الاطراف الداخليين والاقليميين والدوليين.
وذكر العكيدي بخطة النقاط الست للموفد السابق كوفي انان، ومن ابرز عناصرها وقف اطلاق النار وكل اشكال العنف وسحب الآليات العسكرية من الشوارع واطلاق المعتقلين وبدء عملية انتقال سياسي، والتي لم تجد سبيلها الى التنفيذ.
واعتبر ان النظام السوري "انتقل من البند الاول الى البند السادس"، بمعنى التخلي عن وقف النار والعنف، والاكتفاء بالدعوة الى الحوار.
وجدد الاسد بعد لقائه الابراهيمي السبت الدعوة الى حوار "يرتكز على رغبات السوريين".
واشار العكيدي الى ان ايا من النقاط المطروحة في خطة انان لم تطبق "لكنهم ما زالوا يدعون الى الحوار. لا يمكننا ان نحاور المجرمين".
وغادر الابراهيمي دمشق عصر الاحد بعد زيارة استمرت اربعة ايام، كما افاد مصدر في الامم المتحدة وكالة فرانس برس.
وافاد صحافيون في فرانس برس ان نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد كان في وداع الابراهيمي في الفندق حيث كان يقيم في العاصمة السورية، من دون ان يدليا بتصريح.
وكان الابراهيمي وصل الى العاصمة السورية الخميس للمرة الاولى منذ تعيينه مبعوثا للامم المتحدة وجامعة الدول العربية خلفا لكوفي انان.
واتهمت سوريا الاحد تركيا بالسماح بتسلل "الاف الارهابيين" الى اراضيها، وذلك في رسالتين متطابقتين الى الامين العام للامم المتحدة ورئيس مجلس الامن.
واعتبرت دمشق ان الحكومة التركية "سمحت بدخول الالاف من ارهابيي القاعدة والتكفيريين والوهابيين ليمارسوا جرائمهم بقتل السوريين الابرياء وتفجير ممتلكاتهم ونشر الفوضى والخراب".
ووجه وزير الخارجية السوري وليد المعلم رسالتين متطابقتين الى الامين العام للامم المتحدة بان كي-مون والسفير الالماني بيتر فيتيغ الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الامن، جاء فيها ان الحكومة التركية "تقوم بدعم العناصر الارهابية وتفتح امامها مطاراتها وحدودها مع سوريا لتقوم بأعمالها الارهابية ضد الشعب السوري".
واعتبرت الرسالة ذلك "انتهاكا صارخا للقانون الدولي وقواعد حسن الجوار".
واقرت ايران للمرة الاولى الاحد بانها ارسلت عناصر من الحرس الثوري الى سوريا لمساعدة النظام على مجابهة المعارضة المسلحة وكذلك الى لبنان المجاور، مؤكدة انهم عبارة عن "مستشارين" فقط.
واكد القائد الاعلى للحرس الثوري الايراني (باسدران) الجنرال محمد علي جعفري الاحد ان عناصر من فيلق القدس التابع للحرس الثوري موجودون في سوريا ولبنان. وقال الجنرال الجعفري في مؤتمر صحافي "ان عددا من عناصر فيلق القدس موجودون في سوريا ولبنان. غير ان ذلك لا يعني ان لنا وجودا عسكريا هناك. اننا نقدم (لهذين البلدين) نصائح واراء ونفيدهم من تجربتنا".
ومن لبنان المجاور، دعا البابا بنديكتوس السادس عشر في اليوم الاخير من زيارته الى السلام في سوريا، مطالبا المجموعة الدولية والدول العربية باقتراح "حلول حيوية" من اجل السلام في منطقة الشرق الاوسط.
وقال البابا في قداس حاشد عند الواجهة البحرية لبيروت "فليمنح الله بلادكم (لبنان) وسوريا والشرق الاوسط هبة السلام في القلوب وصمت السلاح ووقف كل اشكال العنف".
وتوجه الى المؤمنين الحاضرين الذين فاق عددهم 350 الف شخص بحسب المنظمين، قائلا "فلنتضرع الى سيدة لبنان والله من اجلكم وبشكل خاص من اجل سكان سوريا والدول المجاورة التي تتوق الى هبة السلام".
وكان البابا حيا السبت "شجاعة الشباب السوري"، مبديا تعاطفه مع احزان السوريين.
ميدانيا قتل في مناطق سورية متفرقة الاحد 66 شخصا حسب المرصد السوري لحقوق الانسان بينهم 11 في قصف عنيف على حي الشعار في شرق مدينة حلب الذي يسيطر عليه المقاتلون المعارضون.
وفي ادلب في شمال غرب البلاد ادى هجوم شنته طائرة مروحية على بلدة كفر عويد الى مقتل خمسة اطفال وامراة على الاقل، بحسب المرصد.
واظهر شريط فيديو بثه ناشطون على موقع يوتيوب الالكتروني مباني مدمرة في شوارع حي الشعار، وبدت اشرطة الكهرباء متدلية من المباني السكنية التي تصاعد منها الدخان الاسود.
واظهر شريط اخر جثثا مضرجة بالدماء، بينها ولد واحد على الاقل.
اما في كفر عويد فعرض الناشطون شريطا على يوتيوب يظهر جثث اطفال موزعة في غرفة صغيرة.
وسمع احد الرجال يقول وهو يحمل جثة طفلة مقطوعة الرأس "حسبنا الله ونعم الوكيل. نشكي امرنا لله، لله فقط".
وتابع "الانسانية لم تنصفنا، والعالم كله لم ينصفنا. الله سينصفنا ان شاء الله، والنصر يأتي من عنده".
وافاد مراسل وكالة فرانس برس عن اندلاع اشتباكات جديدة في حي الميدان (وسط حلب) الذي شهد معارك طوال الاسبوع الماضي.
كما قصف الجيش النظامي حي بستان الباشا المجاور لحي الميدان، اضافة الى احياء العامرية والصاخور وقاضي عسكر والفردوس.
واشار المرصد الى ان ناشطا اعلاميا مع مجموعة من مقاتلي المعارضة لقي حتفه في مكان اخر من المدينة، الى مدنيين بينهما طفل قتلا جراء قصف على حي المساكن الشعبية.
وتحدث المرصد عن اشتباكات في حي العرقوب المجاور.
كما افاد المرصد عن العثور على 17 جثة غير محددة الهوية في حي الاعظمية في حلب.
وشهدت مدينة حرستا في ريف دمشق اشتباكات، بينما قصفت القوات النظامية حي الحجر الاسود في دمشق من محاور عدة، مع محاولتها اقتحامه، حسب المرصد.
في محافظة درعا (جنوب)، اشار المرصد الى سقوط سبعة قتلى في انفجار استهدف حافلة تقل مدنيين على طريق بلدة خربة غزالة في الريف، بينما شهد حيا القصور والسبيلة في المدينة حملة مداهمات واعتقالات تنفذها القوات النظامية.
واوضح المرصد ان قطاعات من محافظة دمشق ودرعا (جنوب) وحماة وحمص (وسط) ودير الزور (شرق) استهدفت بغارات جوية وبالمدفعية الثقيلة.
في محافظة حمص (وسط)، اشار المرصد الى تعرض بلدتي تلكلخ الحدودية مع لبنان والرستن للقصف.
كما اندلعت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في بلدة البوكمال في محافظة دير الزور.
##قائد الحرس الثوري الإيراني: قواتنا موجودة في سوريا لتقديم العون والمشورة
قال قائد الحرس الثوري الايراني اليوم ان أعضاء في الحرس الثوري موجودون في سوريا لتقديم العون غير العسكري وان ايران ربما تنخرط عسكريا هناك في حالة تعرض سوريا لهجوم.
وهذا التصريح أول اعتراف رسمي من قائد عسكري رفيع بأن ايران لها وجود عسكري في الاراضي السورية حيث أسفرت انتفاضة عن مقتل عشرات الالاف منذ أن بدأت قبل 18 شهرا.
واتهمت دول غربية وجماعات سورية معارضة ايران بتزويد القوات المسلحة السورية بالسلاح والخبرة واشتبهت في وجود عسكري ايراني داخل البلاد لكن ايران كانت تنفي ذلك.