صندوق الاستثمارات العامة يتولى تسويق استثمارات السعودية في التقنية

صندوق الاستثمارات العامة يتولى تسويق استثمارات السعودية في التقنية
صندوق الاستثمارات العامة يتولى تسويق استثمارات السعودية في التقنية
صندوق الاستثمارات العامة يتولى تسويق استثمارات السعودية في التقنية

كشف لـ «الاقتصادية» الأمير الدكتور تركي بن سعود نائب رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لمعاهد البحوث، أن المدينة تستعد لإطلاق قمرين صناعيين أولهما في العام المقبل، والثاني 2014، لكنه لم يحدد تكلفة القمرين، إلا أنه أوضح أن تكلفتهما تتحدد حسب مهمة القمر، والتنافس التجاري عليها.
وحول الاستثمار في الاتصالات وتقنية المعلومات اعتبر الأمير تركي أن هذه السوق من الأسواق الكبيرة في العالم، وأن الاستثمارات في هذا المجال يجب أن تكون سريعة لمواكبة التطور الدولي، مشيراً إلى أن الشركات العالمية تقتنص الفرصة في هذه السوق بشكل قوي، وأن السعودية يجب أن يكون لها حصة في ذلك.
ولفت نائب رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في الحوار الذي أجرته «الاقتصادية» معه، إلى أن المملكة تتأهب لإطلاق شركة وطنية يملكها صندوق الاستثمارات العامة تعمل في مجال تقنية المعلومات، وأنها ستكون داعما قويا للاستثمار في هذا القطاع بالنظر إلى أن ما يخص التقنية سينتقل لها وستعمل على تسويق التقنية بشكل أكبر.

#2#

بداية يظن الكثير أن الدور الأبرز لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية يتلخص في حجب المواقع الإلكترونية فقط، هل هذا يعود إلى قصور المدينة للتعريف بنفسها ودورها محلياً وإقليمياً، أم هناك أسباب أخرى؟

أولاً بالنسبة للحجب فقد انتقلت مسؤوليته من المدينة إلى هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات من أكثر من خمس سنوات، وليس للمدينة علاقة بهذا الموضوع، حيث ينحصر في أعمال حددتها الهيئة العليا للمدينة برئاسة خادم الحرمين الشريفين فهي مسؤولة عن ثلاثة أشياء رئيسة أولها تحديد السياسات للعلوم والتقنية والابتكار والإشراف على الخطط الوطنية في هذا المجال والتنسيق بين الجهات وتمثيل الدولة فيما يخص التقنية داخلياً وخارجياً. ودعم البحث العلمي للمملكة في جميع القطاعات سواء الجامعات أو مراكز البحث العلمي أو الجهات الحكومية والخاصة، وإجراء البحوث على المستوى الوطني سواء من خلال المعاهد والمراكز البحثية في المدينة. وتحاول أن توفر المعلومات بقدر ما تستطيع، وقد يكون هناك تقصير في المجال الإعلامي ولكن على الإعلام التأكد من المعلومات من مصدرها وتثقيف المجتمع بمهمة الجهات والاستفادة من مناسبات المؤتمرات لتغطيتها وتقديم الصورة الصحيحة، وشرح ما يتم إنجازه بالطريقة الصحيحة دون مبالغة أو تقصير.

#3#

ما أبرز المشاريع المستقبلية للمدينة والتي تنوي القيام بها؟
المدينة تشرف على الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار، وهذه الخطة الآن في المرحلة الثانية ضمن الخطط الخمسية للدولة، حيث ركزت الخطة الخمسية الأولى على بناء البنية التحتية للمملكة في مجال تقنية المعلومات والابتكار وخصص لها ثمانية مليارات ريال وانتهت ولله الحمد.
وتم دعم البحث في الجامعات والمؤسسات العديدة وإنشاء برامج في المدينة في شتى مجالات التقنية الاستراتيجية حيث تم تحديد هذه الاستراتيجيات.
وهناك 15 تقنية استراتيجية تم تحديدها على مستوى المملكة، وشارك في هذا العمل مختصون في كل الجهات سواء أكاديمية كالجامعات، أو في القطاعين الحكومي والخاص. هناك برامج في المدينة والجامعات، والمدينة تشرف على هذا العمل وتدعم الجميع.

ما الأدوار التي تقوم بها المدينة ضمن الخطط الخمسية للدولة؟
في كل خمس سنوات هناك برامج للارتقاء بالمملكة من مستوى إلى أعلى، فالخطة الخمسية الأولى التي انتهت العام الماضي ركزت على بناء البنية التحتية في حين تركز الخطة الخمسية الثانية أن تكون المملكة رائدة في المنطقة في مجال العلوم والابتكار، وبنهاية الخطة الخمسية الثالثة تكون المملكة رائدة على مستوى قارة آسيا. وبنهاية الخطة الخمسية الرابعة تكون المملكة في مصاف الدول المتقدمة إن شاء الله، وهذه الخطط تمت بميزانيات وبرامج ومشاريع، والعمل ولله الحمد مستمر في جميع المجالات.

أعلنتم إطلاق قمرين صناعيين بحلول 2015، كم تبلغ تكلفة إطلاقهما؟
مدينة الملك عبد العزيز أطلقت 12 قمرا صناعيا خلال الـ 12 سنة الماضية، وهناك قمران الأول سيتم إطلاقه العام القادم، والثاني في العام الذي يليه، وتكلفة الأقمار حسب مهمة القمر نفسه، وهذه جوانب فيها تنافس تجاري لذلك من الصعب التكهن بالتكلفة، ويستحسن عدم إعطاء التفاصيل لأن فيها نوع من أنواع التنافس.
والتقنية ستتنقل إلى شركة وطنية أنشئت بقرار من المقام السامي، وهذه الشركة التي يملكها صندوق الاستثمارات العامة ستأخذ كل هذه التقنية وستسوقها على مستوى المملكة وعلى مستوى العالم.

ما أهم المشاريع والفرص الاستثمارية في مجال تقنية المعلومات والاتصالات في المملكة ؟ وما حجمها؟
تعتبر تقنية المعلومات والاتصالات من أهم مجالات التقنية في العالم ككل، وحجم نشاطها في المملكة كبير جداً بالمليارات، وتعطي فرصة كبيرة في المملكة أن يكون لدينا صناعة محلية تقدم هذه المنتجات، ولا شك أن المجال كبير جداً ويعتبر فرصة للشركات السعودية أن تنافس على المستوى العالمي بالاستفادة من السوق السعودية.

ما أبرز التحديات التي يواجهها قطاع تقنية المعلومات والاتصالات في المملكة خلال الفترة القادمة؟
أعتقد أن السوق كبير ويحتاج للاستثمار فقط، لأن تقنية المعلومات سريعة، وإذا لم يكن هناك استثمار سريع تفوتنا الفرص والشركات العالمية تدخل السوق وتنافس الشركات المحلية. ولكي تنجح الصناعة السعودية في مجال تقنية المعلومات يجب أن يكون هناك دعم قوي، وبوجود شركة تقنية سيتم هذا الأمر إن شاء الله.

قدمتم أكثر من نصف مليار لبحوث النانو، ما أهمية هذه البحوث ونتائجها؟
الحقيقة أنه من خلال خطة العلوم والتقنية هذا المبلغ خصص للمشاريع التي أجريت في الجامعات، وتقدم البحوث من قبل الجامعات وتحكم على مستوى عالمي وتدعم من المدينة، ولا شك أن مجال تقنية النانو يحظى باهتمام كبير من قبل خطة العلوم والتقنية واهتمام من قبل الجامعات والمؤسسات البحثية في المملكة في مجال تقنية النانو، ولا شك أن هذه المنتجات ستظهر في المستقبل خصوصاً أن هناك شركة تقنية أنشئت بقرار من قبل المقام السامي تبحث عن الفرص.

كيف أن يمكن أن تكون تقنية النانو هي الدخل الاقتصادي الثاني للسعودية بعد الثروة النفطية بعد الأبحاث والأعمال التي أجريت؟
تقنية النانو هي أحد التقنيات المهمة في هذه المرحلة والمملكة من خلال خطة العلوم والتقنية الخمسية تنتقل إلى مصاف الدول المتقدمة بحيث يكون اقتصادها مبنيا على المعرفة وليس على البترول وحده والثروات الطبيعية، ونعتمد على الثروة الحقيقية وهي الإنسان، والنانو تقنية ستساعد المملكة على الارتقاء إلى مصاف الدول المتقدمة وتبني صناعات حديثة و تدخل في الصناعات الكيماوية والبترو كيماوية وفي الصناعات الإلكترونية والدوائية وغيرها، وهذه الصناعات كلها ستستفيد مما يتم إنجازه في تقنية النانو بحيث يكون لدينا منتجات منافسة عالمياً ويكون لدينا صناعات ترتقي بالمملكة إلى مجتمع معرفي والمدينة من خلال معهد البترو كيماويات لدينا نشاطات بما فيها إنتاج الوقود النظيف بتقنية النانو، وهو أحد منتجاتنا.

ما مهمة شركة تقنية بالتحديد؟
مهمتها في أن تستغل المنتجات وتبني صناعات عليها، وإن شاء الله ستقوم بتوظيف الشباب السعودي المؤهل في هذه المجالات وتساهم في الارتقاء بالسعودية إلى مصاف الدول ذات المجتمع المعرفي.
ولاشك أن هناك منتجات عديدة في مجال تقنية النانو ولكن لن تظهر في السوق حتى يكون هناك شركة تأخذ هذه المنتجات وتستثمر فيها وهذا هو دور شركة تقنية وهي تعمل إن شاء الله مستقبلاً على هذا الموضوع.

سبق أن تم الإعلان عن صندوق لدعم الصغيرة والمتوسطة، ماذا تم حياله؟
الصندوق هناك بنك التسليف والذي خصصت له الدولة أكثر من ستة مليارات ريال لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة وهو يقوم بدوره في ذلك.
وأعلنا قبل أكثر من شهر أن شركة تقنية ستنشئ صندوقا للاستثمار في المال الجريء، وهي للشركات الجديدة الواعدة التي تحتاج إلى رأسمال مخاطر، وهذه في الحقيقة وسيلة تستخدم في الدول المتقدمة لتطوير البحوث إلى صناعة خلال فترة قصيرة. فشركة تقنية تعمل على إنشاء هذا الصندوق للاستثمار في منتجات النانو وغيره.

برنامج بادر لحاضنات التقنية التابع للمدينة قدم مبادرات جيدة لأصحاب الأفكار الإبداعية والابتكارات، أين وصل البرنامج؟ وكم صرف عليه؟
بادر برنامج سيستمر ويحتضن الأفكار ويدعم الباحثين في إنشاء شركاتهم، وحقق نجاحات ولله الحمد ملموسة لعدد من الشباب حيث استطاع أن ينشئ شركات تتطور وتنتج ويكون لها دخل ومردود جيد، وإن شاء الله شركة تقنية تستثمر في هذه الشركات وتنقلها إلى شركات أكبر وأكثر دخلاً.

كيف تستفيد السعودية من تقنية النانو في صناعة البتروكيماويات؟
ضمن التطبيقات الرئيسة في صناعة البتروكيماويات أن كل الصناعات البتروكيماوية تعتمد على المحفز وهي مادة تدخل في التفاعلات ولا تتفاعل، فاستخدام محفزات بحجم النانومتر تزيد من فاعلية التفاعلات الكيماوية، وتساهم في تقليل التكلفة، وترفع من كمية الإنتاج، وتوجه الصناعات البتروكيماوية لاستخدام المحفزات النانوية، وهذا هو التوجه العالمي. ولاشك أن البحث في هذا المجال سيعطي المملكة الفرصة في أن تنافس العالم وألا تتأخر، وإذا لم تدخل في هذا المجال ستتأخر عن الآخرين.
والصناعة باختصار إذا لم يكن هناك بحث مستمر ستتراجع ولا تستطيع أن تنافس العالم في الصناعة دون بحث علمي وهو ضروري لكي تكون دائماً على مستوى المنافسة العالمية لهذا دعم البحث العلمي ضروري والمملكة حريصة على هذا الجانب وأيضاً اهتمام الشباب السعودي بالانخراط في المجالات العلمية مهم جداً لأنه هو الذي يبني المستقبل بإذن الله.

هل أنتم راضون عن المستوى الذي وصلت إليه المملكة في مجال تقنية المعلومات؟
المملكة ولله الحمد متجهة الاتجاه الصحيح، وجميع المؤسسات تعمل لبناء المعرفة والقدرات ولكن نحتاج من شبابنا إلى الاهتمام والجدية فالدولة وفرت الوسائل والدعم، ونحتاج من الشباب السعودي أن يكون حريصا على الإنتاجية، وينافس غيره في العمل والجدية وهذا أكثر ما نحتاج إليه في هذه المرحلة.

هل لديكم تعاون مع وزارة الاقتصاد والتخطيط؟
بالطبع لدينا، وخطة العلوم والتقنية تتم بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتخطيط والعمل مشترك بين المدينة والوزارة وبدعم قوي من قبل وزارة المالية.
ما أبرز الشراكات الاستراتيجية لمدينة الملك عبد العزيز مع الجهات الأخرى؟
عملت المدينة على عقد شراكات مع جهات عالمية سواء كانت جامعات مرموقة أو شركات عالمية، ولدينا تعاون مع شركة أنتل وأي بي أم وشركة بوينج وغيرها. وتعاونا مع شركة أنتل في عدة مجالات وخاصة موضوع الملتقى الثاني لتقنية النانو ولدينا مركز مشترك لتقنية النانو للتصنيع، وهذا يعطي المركز منحا للباحثين المتميزين في المنطقة سواء في العالم العربي أو الإسلامي حيث إنهم يأتون للمملكة ويجرون بحوثهم في معامل المدينة ويستفيدون من ناحيتهم وتستفيد المملكة من نتائجهم. وهذا أمر متاح للطلبة السعوديين في الجامعات، وحقق نجاحا ملموسا فلدينا عدد من الباحثين لديهم نتائج مبهرة والعديد من براءات الاختراع، وسنتوسع في ذلك بشكل أكبر بحيث تتجاوز المنح 70 منحة، حيث لدينا في هذه السنة 15 باحثا وفي السنة القادمة سيرتفع العدد إلى 24 وبعد ذلك سنتخطى حاجز السبعين وهذه المنح تتم بالتعاون بين المدينة وشركة أنتل العالمية بحيث تتولى الإشراف على هذه البحوث ونحن سعداء بالنتائج ونطمح إلى الأفضل إن شاء الله.

الأكثر قراءة