السعوديون وذاكرة الأسماك
حين تم تدشين موقع تويتر في العام 2006، لم تكن أليه البحث مدروسه بشكل واضح، فحين تبحث عن كلمه مثل "رياض"، ستكون مخرجات البحث لكل الأشخاص الذين يحوي معرفهم على اللفظ "رياض"، وستشمل مخرجات البحث كل من كتب تغريدة حوت كلمة "رياض"، سواء كان يقصد رياض السنباطي أو مدينة الرياض أو أي رياض أخرى.
وحين بحثوا عن حلول لتأطير مسألة البحث، وبالتالي حصول الباحث على نتائج أنجع للبحث، توصلوا إلى إستخدام علامة "الهاش" # ، لتسبق الكلمه إذا كانت موضوعا، تلا ذلك تعريب تويتر قبل أشهر وتعريب الهاش تاق بالتبعيه، وتعارف البعض ممن ينكرون المنتجات الغربيه ظاهريا على تسمية الهاش تاق بالوسم.
وحين بحثت عن معنى كلمة وسم، وجدت أن وسم الشئ يعني منحه علامه، حيث يقال وسم دابته، وسم الشئ ووسمه (يسمه) أي كواه فأثر به بعلامه، وذلك حسب المعجم الوسيط، وهو معنى قريب جدا من إستخدام الهاش تاق، لأنه يمايز بين اللفظه إذا كانت إسم الموضوع الذي يبحث عنه أو مجرد تشابه في الألفاظ.
ولأن تويتر والذي يتميز بشكل رئيسيبقصر النص المسموح به للتغريد، بما لا يتجاوز 140 حرفا، أن هذة الميزة ناسبت الكثير من العازفين عن القراءة، وهي سمة سعودية وعربيه للأسف، ولكن اللافت في تعامل السعوديين تحديدامع الهاش تاق في تويتر، هو التناول المكثف والآني للقضايا، فتجدهم يهجمون هجمه واحدة في تناول قضيه معينه، وتفاجأ بعد يومين بنسيانهم تلك القضيه، أو دلاله تغريداتهم على ذلك، والعودة بحماسة لتناول قضية أخرى تماما.
وبالتالي كان معنى وسم في طريقة الإستخدام هو التعامل مع مواضيع النقاش، كموسم يعبر وينتهي ويتلوه غيره، وقدد عزز من ذلك بالطبع الحسابات التي تنشر المواضيع النشطه، وهذا أصبغ على النقاشات التويتريه، طبيعة الحماسه والعنف وذاكرة الأسماك، والتي تعد من أضعف الكائنات ذاكرة والتي تقدر في بعض الأنواع بالثواني.
النتيجة ستؤدي إلى إستخدام تويتر كوسيلة تنفيس أكثر من كونها أداه لتشكيل وقياس الرأي عام، فالمواضيع المهمه والغير مهمه نتناولها بحماسه شديدة، وبسرعة تشابة سرعة عصر الوجبات السريعة التي نعيشة، والأسوا أن الحدية في الطرح تزيد الإستقطاب في المجتمع، والأسوأ حين تسأل عن مخرجات نقاش أي قضيه على تويتر،سيجيبك: بعدم وجود أي مخرجات، ربما لأنه لم يكن هناك شئ يذكر، وربما لأن من سألته لديه ذاكرة الأسماك.