الأدلة تدين خلية التجسُّس .. والمحاكمة تنتظرهم
أكد لـ "الاقتصادية" اللواء منصور التركي المتحدث الأمني في وزارة الداخلية، أن التحقيقات الأولية والأدلة المادية التي تم جمعها، والإفادات التي أدلى بها المتهمون في قضية التجسس كشفت عن ارتباطات مباشرة لعناصر هذه الخلية بأجهزة الاستخبارات الإيرانية.
وقال اللواء التركي: إنه لا علاقة لهذه الخلية بتنظيم القاعدة، مشيراً إلى أن التحقيقات الأولية كشفت أن عناصر الخلية دأبت على تسلم مبالغ مالية على فترات مقابل معلومات ووثائق عن مواقع مهمة في عملية تجسس لمصلحة تلك الأجهزة.
وحول هل سيتم تقديم المتهمين للمحاكمة، أوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية أن التحقيقات لا تزال مستمرة مع عناصر هذه الخلية، وسيتم استكمال الإجراءات النظامية بحقهم، وتقديمهم للمحاكمة عند الانتهاء من التحقيقات.
يأتي ذلك استكمالاً لما أعلنت عنه وزارة الداخلية، حيث قالت: إنه قد توافر لرئاسة الاستخبارات العامة معلومات عن تورط عدد من السعوديين والمقيمين في السعودية في أعمال تجسسية لمصلحة إحدى الدول، بجمع معلومات عن مواقع ومنشآت حيوية، والتواصل بشأنها مع جهات استخبارية في تلك الدولة.
وأضافت الداخلية في حينه أنه تم خلال عمليات أمنية منسقة ومتزامنة القبض على 16 سعودياً إضافة إلى شخص إيراني وآخر لبناني، في أربع مناطق من المملكة هي مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والمنطقة الشرقية.
وكان عدد من الدول والجهات قد استنكر تصرفات هذه الخلية، والداعمين لها، حيث استنكر الدكتور عبد اللطيف راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية المحاولات المتكررة لزرع خلايا التجسس والإرهاب في دول مجلس التعاون، والسعي إلى المساس بأمنها واستقرارها، ووصفها بأنها محاولات إجرامية إرهابية يائسة تكشف عن نوايا عدوانية للجهات التي تقف وراءها.
ونوّه الأمين العام لدول مجلس التعاون بما أعلنته وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية عن كشف شبكة تجسس على صلة بإحدى الدول، تستهدف المساس بأمن السعودية واستقرارها، والنيل من مكتسباتها التنموية، مشيداً بالجهود الحثيثة والاستباقية التي تبذلها الأجهزة الأمنية لحماية أمن المملكة واستقرارها وضمان سلامة مواطنيها والمقيمين فيها، مؤكداً دعم دول مجلس التعاون ومساندتها للمملكة في كل ما تتخذه من إجراءات في هذا الشأن، انطلاقاً من إيمان دول المجلس الراسخ بأن أمنها كل لا يتجزأ، وأن المساس بأمن إحدى دوله يهدد أمن واستقرار جميع دول المجلس.
من جانبه، شن الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية هجوما على الأشخاص الذين يفشون أسرار الوطن، ويخططون للإطاحة والضرر به، ووصفهم بـ "الأعداء" فاقدي الإيمان.
وأكد آل الشيخ أهمية حفظ السر وحماية أمن البلاد، مشدداً على أنه أمر عظيم، وأن السر الذي فيه مصلحة للفرد والجماعة يجب كتمه وعدم إفشائه.
ولم يخفِ مفتي السعودية في خطبة الجمعة الماضية أسفه ممن يفضح أسرار وطنه، وقال: "مما يؤسف له أن البعض ممن ينتسب للإسلام هم أعداء للأمة، يعيشون بيننا وهم أعداء لنا، أولئك الذين جعلوا نفوسهم مطايا لأعداء الله، يفشون أسرار الأمة ويخططون لما يضر بالأمة في حاضرها ومستقبلها".
وعد آل الشيخ هذا التصرف "ذنبا عظيما" لا يصدر إلا من فاقد الإيمان، مبيناً أن من في قلبه إيمان حق لا يرضى أن يكون عدواً لأمته وعوناً لأعدائها، بل يكون خصماً للأعداء محافظاً على الأمة وأسرارها وما يتعلق بأسرارها أمنياً واقتصادياً، ويسعى في نشر الخير، حرصا على حفظ شأنها.