«إبداعات خلف القضبان» تجذب زوار الجنادرية
جذبت أعمال نزلاء الإصلاحيات الإبداعية المعروضة حاليا في جناح المديرية العامة للسجون، ضمن المهرجان الوطني للتراث والثقافة، زوار الجنادرية.
ومما يثير الاهتمام في أعمال النزلاء أنها من البيئة المحلية "الرمل الممزوج بمادة تجعله متماسكا"، مشكلا لوحات فنية في غاية الجمال، إضافة إلى أعمال النزيلات من المنسوجات والجلديات والأحذية وغيرها.
وغص المعرض بالأشغال الفنية، وامتلأ عن بكرة أبيه بالزوار منذ اليوم الأول، إلا أن المسؤولين عن الجناح أبدوا استعدادا بتخصيص أيام للعوئلات، حيث كان لها حضور جيد العام المنصرم.
وزرعت المديرية ثقافة العمل الإبداعي حتى بعد خروج النزيل، فاستعانت هذا العام بأحد المفرج عنهم الذي أبدع في مجال الرسم بالرمل والتشكيل، مستفيدا من برامج الإصلاحية التي تقدمها المديرية للنزلاء.
#2#
"واس" التقت الشاب الذي رمز لاسمه بـ "ف. م" وقلبّت معه بعض صفحات الإبداع لديه، فكشف أنه فنان في المجال التشكيلي وارثا الفن من أبيه، مشيرا إلى أن السجن لم يكن عائقا للإبداع، مخططا أن يكون صاحب عمل خاص في هذا المجال.
وأوضح أن البرنامج التدريبي للتعليم الفني الذي يشرف عليه متخصص في الرسم بالرمل وهو عبد الحافظ الغامدي كان له الأثر البالغ في تغيير التفكير لديّ داخل السجن، ووضع استراتيجية جديدة تهدف لصنع حياة جديدة خارج السجن.
وقال: قضيت فترة عقوبتي وخرجت من السجن، بعد أن أصبح لدي موهبة أستطيع من خلالها الولوج لسوق العمل، مشيرا إلى أن ذلك ما حدث بالفعل وهو قيام بعض الشركات الفنية بالتوقيع معه.
وأضاف بلغة بالغة الثقة: أنا موهوب، لذا أنا هنا اليوم في جناح مديرية السجون المشارك في الجنادرية لأعرض أعمالي الإبداعية أمام الزوار وأبيعها أيضا.
من جانبه، علّق العقيد الدكتور أيوب بن حجاب بن نحيت، الناطق الإعلامي للمديرية العامة للسجون ومدير إدارة الشؤون العامة والمشرف العام على المعرض، على ذلك بقوله: "نفخر بأن يكون الشاب أحد مخرجات العملية الإصلاحية بالسجون، كما نفخر بحضوره بيننا هذه الأيام.
وأبان أن الهدف من معرض أعمال النزلاء هو إشراكهم في فرحة المجتمع بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة وإيصال صوتهم لمجتمعهم، المتمثل في رغبتهم وأملهم الأول بتقبلهم والصفح عن الخطأ الذي ارتكبوه في حق أنفسهم وذويهم ومجتمعهم، ولا سيما أنهم لقوا من التأهيل والإصلاح ما هو كفيل بإعادتهم أعضاءً فاعلين صالحين - بعون الله.
وأوضح أن المديرية العامة للسجون تسخّر جميع إمكاناتها لإصلاح النزلاء والنزيلات وتأهيلهم وفق استراتيجيات معدة مسبقا، داعياً المجتمع لمساعدتهم على أداء هذه الرسالة التي تعود بالنفع على وطننا.
من جهته، أفاد عبد الحافظ الغامدي، المتخصص في الرسم بالرمل والمكلف بتدريب النزلاء للأعمال والأشغال الفنية، أن تقبل فكرة أن تكون فنانا أو نحاتا لدى النزيل فاقت التوقعات، مبينا أن القابلية تزداد وتتوسع لأنها تكسب النزيل صنعة يكسب من ورائها بعد قضاء محكوميته.
وأكد عبد الحافظ أن النزيل الذي يرغب تعلم حرفة الرسم والنحت يخضع لدورة لمدة ستة أشهر.
وأشاد بتكاتف القطاع الخاص مع القطاع الحكومي لتهيئة المواقع داخل الإصلاحيات، مؤكدا أهمية هذا التعاون الذي يهدف لرفع قيمة المهنية والحرفية في وسط النزلاء، منوها بدور البنك السعودي للاستثمار الذي قام بدعم النزلاء والمفرج عنهم، وبناء مواقع خاصة للأعمال الفنية داخل الإصلاحيات، إضافة إلى تجهيز مواقع خارجية للأشغال اليدوية.