المفتي لرؤساء الشركات: لا تخونوا المساهمين وتتحايلوا عليهم
وصف الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية، رؤساء الشركات الذين يخدعون ويتحايلون على المساهمين بـ "الخونة"، مؤكداً أنهم يأكلون أمول الناس ظلماً وعدواناً.
وحذر مفتي السعودية التجار ورجال الأعمال من وضع شعارات على سلعهم تدل على الجودة، والواقع يخالف ذلك، معتبراً ذلك بالأمر الخطير الذي نهى عنه الإسلام.
ونبه آل الشيخ المسؤولين عن أداء الأوقاف من خيانة التوصية، وتنفيذها دون نقص أو تجاوز، داعياً المستدين والدائن إلى كتابة الدين وتوثيقه، وعدم إنكار المبالغ من المستدين، مستدلاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله".
وقال المفتي في خطبة الجمعة في جامع الإمام تركي بن عبد العزيز في الرياض أمس، إن من الناس من يقوم بخيانة أمته ووطنه، من خلال الزج بأمور ترجع بالذل والهوان لبلده، مبيناً أن هناك من يدعو الشباب إلى الخروج للجهاد ولا يعرف عواقب وبواطن الأمور.
وأضاف آل الشيخ، أن من يقوم بالاتصال على القنوات الفاسدة الحاقدة على البلاد والدين بـ "الخائن"، فهو ينقل أخبار الأمة، ويشاركهم في تصويب الضرر ضد وطنه ومجتمعه، مشدداً على أن وطن الأمة أمانة على المسلم، يحرص عليه، ولا يسكت عن التبليغ عن عدو أو إرهابي ضد بلده.
ووصف المفتي من يسعى إلى نشر الأكاذيب على الحكام ويؤلب عليهم بالخائن الذي يسعى إلى الفوضى وتمزيق الوحدة، داعياً الحكام إلى التخطيط الاقتصادي والعسكري والسياسي لبلادهم، لحفظ أوطانهم من "اللعبة" السياسية.
وعاد المفتي ليحذر من التلفيق على المسلم ما ليس به، مستدلاً بقول الله تعالى: " وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا".
وقال، إن إعطاء الخدم والموظفين حقوقهم من أسباب الفرج من الكروب، مشدداً على أهمية إعطاء الراتب في الوقت المحدد، وداعياً إياهم بـ "تقوى الله"، مبيناً أن هناك أعداء يتربصون بالبلاد الإسلامية، فبلاهم آمنة، ويريدون استغلال المسلمين والاستفادة من ثرواتهم.
وأكد مفتي السعودية أهمية تقديم المصالح العامة على المصالح الخاصة، كاشفاً أن هناك من المسلمين من يريد تحقيق مصالحه الخاصة وتقديمها، مطالباً بالتعلم والتناصح، وعدم الانسياق خلف الفتن والمشكلات.
ودعا آل الشيخ المسلمين إلى التوبة والمبادرة ورد المظالم إلى أهلها والاستسماح من المظلومين؛ فإنها من أخلاق المتقين. مبيناً أن الإنسان لا يعرف متى يموت، فلا يؤجل التوبة، داعياً إلى أداء الصلوات المفروضة في أوقاتها، والتعجيل في الحج، والإنفاق والصدقة لوجه الله.
وكان آل الشيخ قد انتقد بعض التجار والباعة المتلاعبين في الأسعار، داعياً إياهم إلى القناعة، والواقعية في الربح، مؤكداً أن هناك مغالاة في السلع، حيث تصل الأرباح إلى أكثر من 100 في المائة.