فلوس السهارى
إنتهيت للتو من عادتي الشبه شهريه والمتمثلة في تسديد مخالفة ساهر، ذلك النظام الجميل الذي شاركنا أرزاقنا منذ حوالي الثلاث سنوات، جاورنا فيها بالمعروف حتى لنكاد نظنها ثلاثة عقود من طيب المعشر، وكأي نظام أو قانون يقتص من دخل المواطن، يكون الناس معه إما كارهين ومحاولين التملص ما استطاعوا، وأنى لهم ذلك، أو مستسلمين من أمثالي مرددين بيت المتنبي "ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى، عدوا له ما من صداقته بد".
ومما لا شك فيه أن ساهر سبب أثرا مباشرا في إنخفاض حوادث السيارات، وبالنتيجه إنخفاض الوفيات والإصابات، وإذا عدنا بالذاكرة إلى ما قبل تدشين ساهر بعام، سنجد أرقام مرعبه حيث سجلت أكثر من 6400 حالة وفاة، وأكثر من 36 ألف حالة إصابة، إنتهت معظمها بإصابات مستديمه، وكان الإنخفاض في الحوادث من 30% إلى 50% في أغلب المناطق التي تم تطبيق ساهر فيها.
لا أحد يكره بالتأكيد أن تقل الوفيات والإصابات، وأن يسلم الله البلاد والعباد، وبالطبع الأرقام لا تكذب ونرى هذا التحسن في السلامه المرورية، ولكن الأرقام كذلك لا يفصح عنها، ولا يعرف أحد كم يبلغ دخل ساهر، ولا يوجد وضوح ما إذا كان دخل ساهر يعود ويسهم في ميزانية المرور، أو يستخدم الدخل لتوسيع شبكه ساهر ودعم تغطيتها لمناطق أكبر.
الأفضل من ذلك تخفيف حنق المواطن من المخالفات التي قصمت ظهره، عبر صرف دخل ساهر على ما يعود بالنفع على المواطن، فماذا لو تم إنشاء مستشفى لساهر في أكثر من مدينه، أقله أن يُعني بإصابات الحوادث، وتعويض النقص في الأسره في مناطق عدة، ونماذج ذلك عديده ففي الغرب تدفع رسوم عند عبورك من طريق سريع، ولكنك تعرف أن ما تدفعه يؤول لجعل هذا الطريق أفضل.