مراكز التسوق الكبرى .. متنفس العائلات السعودية
مع قلة أماكن الترفيه العائلي في السعودية، لم تجد الكثير من العائلات أمامها إلا مراكز التسوق الكبرى كي تكون متنفساً لها ولأبنائها في العطلات والإجازات والأعياد والعديد من المناسبات.
واللافت أنه لا تزال الجهود الخاصة بإقامة المهرجانات في المولات دون المستوى المؤمل، حيث تظل أسماؤها هي المكتسب الوحيد لها بعد سنوات تتبادل المجمعات التجارية نفس الفعاليات المتكررة في كل عام.
ورغم تنوع أماكن المهرجانات المرتبطة في أغلبها بالمولات إلا أن هناك قصوراً في الاستفادة من ذلك التنوع الجغرافي، وهو ما يظهره ضعف الاستغلال الأمثل للتنوع الزمني من خلال العديد من المناسبات كشهر رمضان وأيام الأعياد وغيرها.
وحول ذلك الأمر، قالت سما الحارثي، مؤسسة فريق خير التطوعية: '' أصبحت مسألة عادة أنهم يبدأون الأعمال الخيرية من أماكن عامة مثل المجمعات التجارية، على أنهم لو جهزوا ساحات العروض وأماكن أخرى متوافرة بكثرة سيكون أفضل، وهناك فعاليات من الطبيعي أن تكون في المولات، مثل أركان الأطفال وخلافه، ولكن المسرح والعروض لها أماكنها الخاصة، ويجب أن تستهدف تلك الفعاليات كل الشرائح من أجل أن نكون بذلك عملنا برنامجاً كاملاً للأسرة الواحدة ويتطلعون بفعالية ترفيهية تثقيفية''. ويرى سالم الشامان من ذوي الإعاقة أن السبب في أن المجمعات هي المكان الذي يقصده معظم سكان الرياض هو الطقس بشكل عام في الرياض، حيث إنه لا يساعد على إقامتها في الساحات الخارجية، إضافة إلى أنها مهيأة ومجهزة لخدمة ذوي الإعاقة.
من جانبها قالت أم فهد: ''المهرجانات المعدة للترفيه في الرياض وسائر المناطق هي فقط تخص الأطفال، وجميعها مركزة على الترفيه الجسدي الذي يرتكز على الألعاب والحلويات المليئة بالسكريات، فلا يوجد لدينا تفاعل روحي لتثقيف أطفالنا، وأتمنى أن أرى مثل ما يطبق في البلدان العربية وأقربها دبي، حيث تقيم فعاليات لجميع الأعمار، وخاصة فئة الأطفال والمسنين كونهم أكثر الفئات التي تحتاج إلى الترويح عن النفس''.
وعلق صالح الورثان الباحث قائلاً: ''في رمضان أو في غيره إن كنا نتحدث عن ترفيه فالأمر مختلف البتة عن منظومة الأنشطة والفعاليات الثقافية والمجتمعية الأخرى، أما إن كنا نتوجه إلى الفعاليات الثقافية متعددة الأوجه فبرأيي أنها لا يجب أن تنطلق من المجمعات التجارية، حتى إن كانت مهيأة لذلك في جوانب التجهيز والإعداد لتلك الفعاليات، وهناك خلط كبير بين الفعاليات الثقافية وبين النشاطات الاجتماعية التي يغلب عليها الترفيه للأسر والأفراد''.
ولفت إلى أن المجتمعات العصرية باتت بحاجة ماسة إلى فهم احتياجاتها في ظل التطور العلمي والثقافي الذي يلف العقول، فلم تعد الفعاليات الرتيبة والسطحية والمكررة مقنعة بوجود وعي مختلف وفكر جديد. وتابع: ''يجب على منظمي تلك الفعاليات، مع حفظ جهودهم وما يبذلونه لإسعاد المجتمع وتثقيف أفراده، أن ينفضوا عن عباءة التنظيم في الأساليب القديمة التي لم تعد مجدية في زمن الفهم والذوق المختلف، كما يتعين عليهم رصد الواقع الاجتماعي بعناية فائقة للمواءمة بين تنظيم ناجح يرتكز على نظريات علمية ودراسات بحثية ورؤى واقعية تواكب العصر والفكر''.
أما المهندس سلمان البيز، عضو اللجنة السياحية بالغرفة التجارية والصناعية في الرياض ومدير مركز غرناطة التجاري فقد قال: ''المراكز التجارية أصبحت نقطة جذب في المدن الرئيسة في السعودية، وأعداد الزائرين للمراكز التجارية في ازدياد مستمر، وهذا يرجع في المقام الأول إلى صعوبة إيجاد مواقع ترويح وسياحة للعوائل والأفراد قادرة على التعامل مع الجو الحار ما لم تكن مكيفة بالكامل مثل ''المراكز التجارية''، حيث تجد العوائل فرصة للتمشي في بيئة مكيفة، تناول وجبات الطعام، وجود مدن ترفيهية للأطفال، إرضاء الجانب التسوقي لدى الأسرة بشكل عام من خلال استعراض ما هو جديد في الموضة بالاطلاع على المعارض المتنوعة داخل المراكز التجارية''.
وأوضح أنه توجد العديد من الفعاليات المتنوعة داخل المراكز التجارية، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى كثرة حركة الزوار، حيث يحرص كثير من الجهات المنظمة على استغلال حجم الحركة، وكذلك يرجع إلى أصحاب المراكز لرغبتهم في جذب أكبر عدد ممكن من الزوار.