تحويل المتعافين من المخدرات إلى شباب فاعل في المجتمع
تنظم المديرية العامة لمكافحة المخدرات بمشاركة الرئاسة العامة لرعاية الشباب ملتقى (فاستقم كما أمرت) للمتعافين من الإدمان في جدة خلال الفترة من 12 إلى 14 من شهر رمضان المبارك، برعاية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية.
من جهته، اعتبر الدكتور نزار الصالح الأمين العام للمركز الوطني لأبحاث الشباب - جامعة الملك سعود، رعاية وزير الداخلية الملتقى، لفتة كريمة ومبادرة مهمة لمد يد العون للمتعافين من إدمان المخدرات والمؤثرات العقلية، والعمل على رعايتهم والاهتمام بهم ومد جسور التفاعل الاجتماعي والتأهيلي، وتقوية الوازع الديني لديهم بمشاركة من خبراء ومتخصصين في المجال الشرعي والتربوي، والحرص على تقديم برامج الرعاية اللاحقة لهم، وهنا يأتي هذاالاهتمام من الأمير محمد بن نايف، استكمالاً لحرصه على أمن الشباب والمجتمع برجوع هؤلاء المتعافين أكثر قوة وفاعلية لمجتمعهم.
وأكد الصالح أن هذا الملتقى الذي تنظمه المديرية العامة لمكافحة المخدرات، بإشراف مباشر من اللواء عثمان المحرج الذي لا يدخر جهداً للتعامل مع مشكلة تعاطي المخدرات، يأتي ضمن جهود المديرية العامة الحثيثة لتبني مشاريع ومبادرات هادفة للتقليل من آثار تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية، وللمساهمة بفعالية للحفظ على أمن وأمان شباب المملكة والمجتمع، باحتوائها المتعافين من تعاطي المخدرات، وذلك بمشاركة من الجهات ذات العلاقة بمكافحة المخدرات، حيث سيشارك في إدارة فعاليات الملتقى نخبة من أصحاب الفضيلة المشايخ والخبراء المختصين.
وأوضح أن هذا الملتقى لا يكتفي بالعناية بالمتعافين بل يحرص على نقل الخبرات وتجويد العمل في الوقاية من تعاطي المخدرات من خلال إقامة ورشة العمل الخامسة لمسؤولي الشؤون الوقائية بإدارات مكافحة المخدرات في مناطق المملكة والتي تقرر أن يكون عنوانها هذا العام (البرامج التوعوية والوقائية بين الواقع والمأمول)، للاطلاع على آخر المستجدات في مجال الوقاية ورفع المستوى الثقافي لمسؤولي الشؤون الوقائية، بمشاركة العديد من الأساتذة المختصين من جامعات المملكة وستقدم أوراق العمل من المشاركين لمناقشة فاعلية البرامج القائمة لتطويرها وتلافي السلبيات والاستفادة من الإيجابيات.
وقال إن ''أمن الشباب والمجتمع مسؤولية عظيمة، والعمل على توفير البيئات المناسبة لاحتوائهم من أهم المسؤوليات، والمملكة باهتمام أولي الأمر فيها تبذل جهوداً كبيرة في ذلك، وتبقى المشاركة المجتمعية، والاستمرار في الاهتمام بهذه القضايا صمام الأمان للمجتمع''.
من جانبه، أكد الدكتور محمد النصار وكيل المركز السعودي لدراسات وأبحاث الوقاية من المخدرات لشؤون البرامج في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن هذه الرعاية تأتي لتؤكد حرص وزير الداخلية على دعم أنشطة الوقاية من المخدرات والأنشطة الداعمة للمتعافين للوصول بهم إلى بر الأمان، وليكونوا أشخاصاً فاعلين في خدمة مجتمعهم ووطنهم. كما أشاد الدكتور النصار بالجهد المبذول من المديرية العامة لمكافحة المخدرات، حيث تسعى جاهدة لحماية المجتمع من آفة المخدرات وتحرص على تحقيق التكامل والتعاون مع الجهات المعنية. وأوضح أن هذا الجهد يأتي ليتكامل مع الجهود المبذولة من الجهات الأخرى لتحقيق الأهداف السامية في مجال وقاية المجتمع، وتأهيل المتعافين، ومساندتهم والوقوف معهم ليتجاوزا هذه المرحلة وهذا المنعطف الأخطر في حياتهم؛ حيث تشير بعض الدراسات إلى حدوث انتكاسات وعودة إلى الإدمان وقد يرجع السبب في ذلك إلى ضعف البرامج المساندة للمتعافين.