اتفاقية بين «التربية» و«افتا» لاكتشاف حالات «فرط الحركة» بين الطلاب
وقعت جمعية دعم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه "افتا" اتفاقية مع وزارة التربية والتعليم لعقد دورات تدريبية في مدارس البنين والبنات لاكتشاف اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى الطلاب ومحاولة علاجه، حيث أظهرت آخر إحصائية قدمتها الجمعية إصابة نحو 2.5 مليون طفل في السعودية بفرط الحركة وتشتت الانتباه وعلى أثر هذه الاتفاقية ستكون هناك زيارات للجمعية إلى المدارس من أجل مساعدتها على اكتشاف الحالات المصابة بهذا المرض والسعي لمساعدتها على التعامل الإيجابي معه.
وكشفت الدكتورة سعاد يماني رئيسة الجمعية والمتخصصة في طب الأسرة والمجتمع في المنطقة الشرقية أن نسبة المصابين بداء فرط الحركة وتشتت الانتباه وفق مسح ميداني يقدر بـ 16.7 في المائة في الشرقية فيما بلغت النسبة في الرياض 12.6 في المائة وشمل هذا المسح الذي قامت به جمعية "افتا" على المنطقة الشرقية والوسطى فقط، معتبرة أن هذه النسب تفوق ما هو موجود في أمريكا التي بها ما نسبته 10 في المائة من المصابين حسب آخر إحصائية رسمية.
جاءت هذه التصريحات خلال ندوة عقدتها جمعية اضطراب فرط الحركة لدى الأطفال وتشتت الانتباه "افتا" التي أطلقت فرعا لها في المنطقة الشرقية وعقدت ندوة تحت عنوان "وصلناكم" شارك بها عدد كبير من رجال وسيدات الأعمال والمهتمين بهذا المجال في غبقة رمضانية احتضنها أحد فنادق مدينة الخبر.
من جانبه، قال الدكتور عبد الله البحراني الاستشاري لأمراض الأطفال: إن الأدوية التي تمنح للمريض، خصوصا الحبوب لا يمكن أن تسبب له الإدمان كما يروج البعض، بل العكس يمكن أن يتم التخلص منها بسهولة وسرعة، خصوصا أن الأدوية لا ينصح بصرفها إلا في حالات ضيقة جدا، خصوصا في حال كانت هناك صعوبة كبيرة وشبه مستحيلة في التحكم بتصرفات الطفل على أن يتوقف صرف العلاج له في حال تحسن وضعه وكان قابلا للعلاج البعيد عن الأدوية بأنواعها.
وبين أن أعراض هذا المرض تظهر منذ أن يبدأ الطفل في المشي، حيث يلحظ على المصاب الحركة النشطة والتصرفات غير الطبيعية والتشتت في الذهن وتستمر معه هذه الحالة في حال عدم علاجها حتى يتجاوز الـ 20 عاما ولكن تتركز عادة أعراض هذا المرض بعد دخوله هذا السن في التشتت في الذهن وعدم الفهم والتركيز والاستيعاب اللازم كحال الشخص الطبيعي.
وشدد على ضرورة أن يهتم أولياء الأمور بعلاج أطفالهم بعد التأكد من إصابتهم بأعراض هذا المرض، لأن إهمالهم سيعزز المشكلة ويفاقمها وبالتالي سيكون هناك صعوبة في السيطرة عليها كلما تقدم المصاب في السن. وشهدت الندوة الكثير من المداخلات ومن بينها أمهات روت تجارب حقيقة مع أطفال لهن كانوا يعانون من هذا المرض وحينما سلكوا طرق العلاج تخلصن كثيرا من المشكلات وبات الأطفال منجزين في المهام ويشقون طريق الإبداع. كما تم خلال الندوة طرح نماذج لعلماء ومبدعين وتجار كبار على مستوى العالم نجحوا في التغلب على هذا النوع من المرض وأبدعوا في مجالات عدة من بينهم "أينشتاين وفان جوخ" وغيرهم من الشخصيات التي كان لها دور كبير في حدوث تحولات علمية مهمة في العالم.