ضعف إقبال السياح يخفض إشغال الفنادق في جدة

ضعف إقبال السياح يخفض إشغال الفنادق في جدة

أكد مسؤول اللجنة الوطنية للسياحة في مجلس الغرف السعودية أن نسبة الانخفاض في سياحة جدة وتحديدا في شهر رمضان هذا العام بلغ 75 في المائة، مؤكد أن نسبة الإشغال الفندقي في المحافظة تراوح بين 20 إلى 30 في المائة، في حين أكد رئيس اللجنة السياحية في غرفة جدة أن محافظة جدة، والهيئة العامة للسياحة والآثار، والغرفة التجارية الصناعية، تتحمل نتائج ضعف الإقبال على مهرجانات وفعاليات جدة والسياحة فيها التي تأثرت بضعف التسويق.
وقال إبراهيم الراشد عضو اللجنة الوطنية للسياحة في مجلس الغرف السعودية لـ ''الاقتصادية'' إن نسبة الإشغال الفندقي في جدة في رمضان 2013 وصلت إلى 20 إلى 30 في المائة، وتختلف من منطقة إلى أخرى في جدة بحسب حيوية المكان وموقعة الجغرافي، مشيرا إلى أن السبب في ذلك هو إجازات المدارس وتأخر المدرسين في الخروج لإجازتهم الصيفية، وإجراءات المرحلة الثانوية العامة ونتائج اختباراتها وما يصحبها من تقديم الطلبة والطالبات في الجامعات، وانقسام إجازة الصيف قبل وبعد رمضان.
وذكر أن الأسر السعودية والخليجية في رمضان عادة لا تفضل السفر باستثناء مكة والمدينة، مشيرا إلى انخفاض الدعاية والتسويق لمدينة جدة والسياحة فيها. وأوضح أن نسبة الانخفاض في هذا العام كانت فوق حدود التوقعات وأضاف:'' توقعنا أن يكون الانخفاض في حدود 25 في المائة ولكن ما رأيناه هذا العام وصل إلى 75 في المائة''.
من جانبه، قال الأمير عبد الله بن سعود بن محمد رئيس اللجنة السياحية في غرفة جدة لـ ''الاقتصادية'' إنه من المبكر أن نحكم على انخفاض أو ارتفاع السياحة في شهر رمضان في مدينة جدة، وخاصة أننا مازلنا في منتصف الشهر، وحتى الآن لم تظهر الإحصائيات والدراسات المعنية بذلك، لكني أؤكد أن شهر شعبان من عام 2013 شهد انخفاضا ملحوظا في نسبة إشغال الفنادق والشقق المفروشة قياسا بالأعوام الماضية في جدة بنحو 20 في المائة، والسبب في ذلك ضعف التسويق لمدينة جدة ولمهرجانها وفعالياتها المقامة فيها على مستوى يليق بها, فجميع المشاريع السياحية على اختلاف أنواعها شهدت هذا الانخفاض''.
وأضاف:'' التسويق لمشاريع جدة السياحية هذه السنة كان ضعيفا جدا وللأسف ما نراه الآن هو ضعف التسويق كل سنة أكثر من السنة التي قبلها، وهذه مسؤولية تتحملها محافظة جدة في المقام الأول والهيئة العامة للسياحة والآثار والغرفة التجارية الصناعية التي لم تؤد دورها بشكل الصحيح لخدمة جدة سياحيا، والحمل كله الآن ملقى على عاتق رجال الأعمال والأعمال السياحية فهم الذين يسوقون لمدينة جدة ولمشاريعها رغم أن هذا الدور ليس بدورهم. ومع الأسف الشديد أن السياحة ليست من أولويات المسؤولين، وأتوقع أن المسألة هي تكاسل منهم وعدم أمانة في أداء المسؤولية، ونقص الوعي عند المسؤول''. ونفى أن تكون جدة قد تأثرت سياحيا بالوضع السياسي الذي تشهده المنطقة العربية وتقليص أعداد المعتمرين، مؤكد أن البازارات الرمضانية المقامة في عدد من فنادق جدة والتي تستقطب عددا من المشاركين من خارج جدة أو خارج السعودية هي ظاهرة صحية وميزة تتميز فيها جدة.
ويرى الأمير عبد الله أن مثل هذه الفعاليات يجب أن تدعم وأن تعمم لأنها أحد أوجه السياحة، موضحا أن اللجنة السياحية في الغرفة التجارية طالبت هيئة السياحة والبلديات أن توجد رؤية واضحة للاستثمار في مجال الفنادق والشقق المفروشة، وتابع: ''السعودية بشكل عام وجدة على وجه الخصوص تفتقد للعدد الكافي للفنادق وخاصة أنها العمود الفقري لأي مدينة سياحية، لكن مع وجود العقبات التي تواجه المستثمرين خاصة من وزارة الشؤون البلدية وردة فعل هيئة السياحة البطيئة، أصبح هناك نوع من العزوف السعودي عن الاستثمار الفندقي''.
وبسؤال الأمير عن أبرز المعوقات التي تقف عائقا أمام السعوديين في مجال الاستثمار الفندقي قال: ''الأنظمة والشروط الخاصة بالفنادق لا نجدها في أي دولة أخرى وهي معقدة جداً، فالمسؤولون لدينا هم من وضعوا هذه الأنظمة وقامت على اجتهادات فردية، ولم يقتبسوا شيئا من أنظمة دول العالم المتقدمة والاستفادة من تجارب هذه الدول، ولم يستفيدوا من الخبراء في هذه المجال. العالم الآن أصبح يتقدم للأمام في مجال السياحة ونحن نتراجع للخلف''.
من جانبه، أكد الدكتور بندر الفهيد رئيس المنظمة العربية للسياحة لـ ''الاقتصادية'' أن السياحة العربية تأثرت بشكل كبير جدا أخيرا بسبب الأحداث السياسة، حيث فقدت المنطقة ما يقارب 12 مليون سائح بعد أن كانت تستقطب ما يقارب 52 مليون سائح لها من أصل 950 سائحا في العالم، وفي أزمة مصر أيضا تفاقمت الخسائر المادية حيث وصلت إلى أكثر من 15 مليار دولار.
وفيما يخص السعودية فالحكومة تنفق على السياحة خارجيا أكثر مما تنفقه داخليا. وأوضح الفهيد أن المنظمة بدأت بالتعاون ووضع خطط مع عدة دول لرفع ميزان السياحة، وعمل مؤتمرات لتنشيط السياحة في عدد من الدول الأخرى، ومن المتوقع أن يكون حجم الصرف 570 مليار دولار وأن يوفر فرصا وظيفية على مستوى العالم أكثر من 450 مليون وظيفة بنهاية عام 2013م، مؤكدا أن السعودية تقدم كل التسهيلات مع المنظمة لتنشيط قطاع السياحة.

الأكثر قراءة