إعانة الأندية الأدبية لم تتغير منذ 40 عاما .. ننتظر زيادتها
أوضح الدكتور عبد الله الحيدري رئيس "النادي الأدبي" في الرياض أن الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد أوصى خلال لقائه وزير الثقافة والإعلام ورؤساء الأندية الأدبية في المملكة أول أمس بالشباب وأهمية تخصيص أنشطة وبرامج نوعية لاحتوائهم فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة.. مشيراً في الوقت نفسه إلى أن ولي العهد شدد على ضرورة توطيد اللحمة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد بجميع أطيافه وتنوعاته.
وكشف رئيس "أدبي الرياض" في حوار مع "الاقتصادية" أن رؤساء الأندية الأدبية تقدموا بطلب رسمي إلى وزير الثقافة والإعلام نهاية الشهر الماضي تضمن ضرورة رفع الإعانة المخصصة للأندية الأدبية من مليون إلى ثلاثة ملايين ريال في السنة الواحدة.. مضيفاً أن الميزانيات تقف عائقاً دون تحقيق طموحات الأندية الأدبية، حيث تواجه إحراجا كبيرا من المثقفين الذين يطالبونها بأكثر من طاقتها وقدراتها المالية والميزانية.
* بداية حدثنا عن أبرز ما دار خلال لقائكم ولي العهد الخميس الماضي واستقباله جميع رؤساء الأندية الأدبية؟
- كان هذا اللقاء نتيجة لقائنا وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة الشهر الماضي في جدة، حيث تقدم رؤساء الأندية الأدبية بطلب للدكتور خوجة أن يلتقوا بولاة الأمر لإطلاع المسؤولين الكبار في الدولة على الأدوار التنويرية المهمة التي تقوم بها الأندية الأدبية، وبعد أسابيع تم إبلاغنا عن موعد اللقاء مع ولي العهد وتشرفنا بالسلام عليه وتقديم التهنئة بشهر رمضان المبارك.
* ما هي أبرز النصائح التي وجهها لكم ولي العهد خاصة أنه متابع للحركة الثقافية في السعودية؟
- أوصانا ولي العهد بالشباب، وأكد ضرورة تخصيص نشاطات نوعية مهمة لهم لتحتويهم، مساهمةً في تنمية مواهبهم واستغلال أوقاتهم فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة، وشدد على توطيد اللحمة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد والزملاء في الأندية مدركون أهمية هذا الطرح.
* ما هي أبرز العوائق التي تحول بين الأندية الأدبية وتحقيق أهدافها الاستراتيجية التي وضعتها؟
- الميزانيات تقف عائقاً دون تحقيق طموحات الأندية الأدبية وتواجه إحراجا كبيرا من المثقفين الذين يطالبونها بأكثر من طاقتها وقدراتها المالية، وأعتقد أنه عندما تتحسن الميزانية ستكون برامج الأندية الأدبية نوعية وجيدة وتلبي متطلبات العديد من المثقفين الذين يريدون أن تقدم لهم برامج نوعية تلبي احتياجات المهتمين بالشأن الثقافي في المملكة.
* هل تقدمتم بطلب رسمي لوزارة الثقافة والإعلام لرفع الإعانة السنوية المخصصة للأندية الأدبية؟
- نعم تقدمنا بطلب رسمي لوزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة خلال لقائنا به الشهر الماضي، لرفع الإعانة المخصصة للأندية الأدبية التي لا تتجاوز المليون ريال في السنة الواحدة إلى ثلاثة ملايين، وهذا المطلب خرج من توصية الزملاء رؤساء الأندية الأدبية، إضافة إلى تقديم المسوغات المهمة لرفع الإعانة التي لم تتغير منذ 40 سنة.
* بماذا رد وزير الثقافة والإعلام على طلبكم؟
- قال لا أحتاج إلى مسوغات ومؤمن أن هذا الطلب وجيه وملح جداً خلال هذه المرحلة حتى تستطيع مجالس إدارات الأندية الأدبية تنفيذ برامجها بطريقة احترافية جيدة تواكب العصر وتهتم بجميع الشرائح المجتمعية.. والموضوع تبناه الوزير شخصياً، ونحن مطمئنون أن القيادة الحكيمة ستدعم هذا الطلب المشروع، لأنه يصب في خدمة الثقافة في الوطن، ومتفائلون أن يتحقق خلال ميزانية العام المقبل، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الطلب رسمياً، حيث كانت في السابق مطالبات فقط.
* دائماً ما يطالب المثقفون الأندية الأدبية بتقديم وتنظيم فعاليات ثقافية ترضي المهتمين بالشأن الثقافي، ما هو ردكم؟
- لا شك أن مطالبة المثقفين الأندية الأدبية بذلك هي نغمة تتردد كثيرا من زملائنا ونتقبلها بصدر رحب، لكن أعتقد أن الكثير منهم لو تسلموا رئاسة الأندية الأدبية أو عضوية مجالس إداراتها لأدركوا العوائق التي نعانيها، لذلك نحن نحاول العمل على إجراء شراكات مع القطاع الخاص لتعويض النقص الذي نعانيه في ميزانياتنا من أجل تقديم فعاليات وأنشطة ثقافية ترضي الجميع.
* كيف تقيمون تجربة انتخابات الأندية الأدبية؟
- جميع الأنظمة واللوائح بما فيها لائحة الأندية الأدبية بحاجة إلى التطوير ولائحة الأندية الأدبية التي صدرت لم توضع بين يوم وليلة ولم تكن نتيجة عمل ارتجالي، حيث قام عليها مثقفون ومسؤولون في وزارة الثقافة والإعلام والأندية الأدبية وتمت مراجعتها قانونياً، وأن يوجد بها ثغرات أو ملاحظات فهذا أمر طبيعي لأن هناك فرقا بين التنظيم والتطبيق العملي، ومن المتوقع خلال السنوات المقبلة عند تطبيق اللائحة الجديدة أن تنضج تجربة انتخابات الأندية الأدبية.
* لاقت تجربة انتخابات الأندية الأدبية العديد من ردود الفعل تجاهها، هل سيستمر الحال على ما هو عليه الآن؟
- تجربة الانتخابات تعد الأولى من نوعها على صعيد الأندية الأدبية وهي منجز كبير من وزارة الثقافة والإعلام، كما أنها جرأة من الوزارة أن تتحول من التعيين إلى الانتخاب دفعة واحدة، بينما العديد من الجهات الأخرى ما زالت تعين جزءا وتنتخب الجزء الآخر، ولست مع النقد القاسي الذي يوجه لها.
* بماذا تعزون عزوف الجماهير عن حضور فعاليات الأندية الأدبية وما الحل المناسب لمعالجتها؟
- العزوف عن حضور فعاليات الأندية الأدبية قائم، حيث نرى في بعض الفعاليات حضور عدد قليل جداً وفي فعاليات أخرى يحضر عدد كبير لدرجة أنه لا تتوفر مقاعد كافية للحضور، وأعتقد أننا في المدن الكبرى نعاني من مناسبة تقديم الفعاليات للجمهور، فالبعض يتحجج مثلاً بعدم مناسبة الوقت له أو الازدحام في الشوارع وبعد مقر النادي عنه، ونحن سخرنا كل وسائل الاتصال للإبلاغ للجمهور سواء عن طريق إرسال الرسائل النصية عبر الجوال أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى التواصل مع الصحف الورقية والإلكترونية ولا نستطيع القيام بأكثر من ذلك.