الهاشتاق.. أحدث وسيلة ضغط لزيادة الرواتب
نشرت "الاقتصادية" تقريرا بعنوان "أكثر من 17 مليون تغريدة في الراتب ما يكفي الحاجة"، وهو هاشتاق تم إنشاؤه بهدف توصيل رسالة محددة حول انخفاض مستوى رواتب العاملين في المملكة في مواجهة نفقات المعيشة المتصاعدة، والذي تضمن أيضا بعض المقارنات بين الرواتب في المملكة وباقي دول الخليج، بل وحتى مع الدول الصناعية، وبغض النظر عن مدى سلامة هذه المقارنات، فإن السؤال المهم هنا هو: كيف تزيد الرواتب؟
من الناحية الاقتصادية، يفترض أن زيادة الرواتب إما أن تستهدف مجاراة الزيادة الحادثة في الأسعار، وذلك حتى تحافظ الدولة على مستوى معيشة العاملين فيها، أو أن تصاحب النمو في إنتاجية العاملين، فمع زيادة الإنتاجية لا بد من زيادة التعويضات التي يحصل عليها العاملون في القطاعات المنتجة. أعتقد أنه لا مجال للحديث عن السبب الثاني، وتظل إذن الحجة الأساسية في الرفع هي ارتفاع تكلفة المعيشة التي تلتهم الزيادات الحادثة في الرواتب وتتراجع معها مستويات المعيشة، ولكي يتم ذلك على نحو سليم، لا بد من دراسة دقيقة للزيادات التي حدثت في الرواتب من نقطة أساس زمنية محددة، ومقارنتها بالنمو الحادث في الأسعار حتى يمكن تحديد الزيادة المناسبة في الرواتب.
ولكن لماذا حشد هذا الهاشتاق، هذا العدد الضخم من التغريدات؟ أعتقد أن السبب يرجع إلى توقيت إنشائه في رمضان، فلا يوجد شهر في السنة تشعر فيه الأسر بعبء ضعف الراتب مثلما هو الحال في رمضان.