البسطات .. فارق الريالين يجذب الزبائن

البسطات .. فارق الريالين يجذب الزبائن

استطاع شباب سعوديون يعملون في بسطات بيع ملابس العيد منافسة المحال التجارية المتخصصة في بيع ملابس ومستلزمات الرجال وذلك باستقطاب زبائنها بتخفيضهم للسعر بفارق ريالين إلى أربعة ريالات في بسطاتهم المنتشرة هذا الأسبوع في أحياء المدينة المنورة. وأكد أصحابها أنه رغم محدودية أيام مواسمها إلاّ أنها تحقق لهم مكاسب تتجاوز السبعة آلاف ريال ويراوح عدد زبائنها في الأيام الخمسة الأخيرة من رمضان بين 400 إلى 500 زبون يومياً. وأكد لـ ''الاقتصادية'' علي عباس العيساوي أنه يعمل في بسطة لبيع ملابس ومستلزمات العيد للرجال في موسمي رمضان والحج منذ سبعة أعوام مضت، مضيفاً أنها تنتج أرباحاً جيدة، وقال إنه يستورد بضاعته من سوق البلد في جدة وبعضها الآخر يشتريها من التجار في منطقة المدينة المنورة بالكرتون.
وقال إن مدة البسطة 15 يوماً تبدأ منذ منتصف رمضان حتى ليلة العيد، فيما يبدأ السوق الفعلي والإقبال على الشراء من الزبائن من يوم 20 رمضان ويزداد في الأيام الخمسة الأخيرة حيث تشهد البسطة إقبالا من400 الى 500 زبون يومياً خاصة على الملابس الداخلية الرجالية والأشمغة والغُتر، وأضاف علي أن البضاعة كانت رخيصة السعر سابقاً إلاّ أنه منذ ثلاثة أعوام ارتفع سعر الملابس الداخلية الرجالية بفارق ثلاث ريالات حيث يقوم هو ببيعها بـ 12 ريالاً بمكسب ريالين فقط بينما تبيعها المحال بمكسب أربعة ريالات، فيما ارتفع سعر الشماغ والغترة نحو عشرين ريالاً، مضيفاً أن أرباح السنوات الماضية كانت بنسبة 60 في المائة، حيث يعمل هو وشقيقه بالبسطة وفي العشر الأواخر من رمضان يوظف معه أربعة من الشباب يمنحهم مكافأة ألف ريال مع وجبة السحور يومياً، على أن يعملوا معه في البسطة حتى نهاية الشهر وذلك من بعد صلاة التراويح حتى الساعة الثالثة فجراً. وأشار العيساوي إلى أن بضاعة البسطة في موسم الحج تختلف عن بضاعة رمضان، حيث يتم بيع ثياب النوم وسجادات الصلاة حيث تجد الإقبال الأكثر من الزبائن، مؤكدا أنه كشاب سعودي يعمل في البسطات يجد الدعم من الزبائن المواطنين وبعض المسؤولين، مشيراً إلى أن رئيس بلدية العوالي كان أول زبون يشتري من بسطته التي أقامها قبل ثلاث سنوات تشجيعاً له، وحث العيساوي في الوقت ذاته الشباب السعوديون على العمل بالبسطات في المواسم، وقال إنه عمل شريف يكسب من خلاله مالا حلالا ولا خسارة فيه، حيث إنه اشترى بضاعته بقيمة 52 ألف ريال في اليوم الثاني من شهر رمضان، وأضاف العيساوي أنه استطاع في العامين الأخيرة أن يحصل على ثقة التجار الذين يستورد منهم بضاعته حيث يدفع لهم مبلغ عشرة آلاف ريال من قيمة البضاعة والباقي مؤجل إلى نهاية رمضان. فيما ذكر الشاب أحمد حمدان الذي يمارس مهنة البيع في بسطات المواسم – حسب قوله - منذ أربعة أعوام، أنه بدأ ممارسة العمل مساعداً لأحد العمالة الوافدة في بيع الساعات والعطور والألعاب النارية ببسطة على سيارته الخاصة في شهر رمضان في شارع قباء، واستقل منذ العام الماضي ببسطة خاصة به أضاف لها بيع المستلزمات الرجالية. وأشار حمدان إلى أنه وجد إقبالا كبيرا على شراء المستلزمات الرجالية أكثر من الإقبال على الساعات، حيث إن فارق السعر في بيع الملابس الداخلية والكبكات والأشمغة بين البسطات والمحال يدفع الزبائن للشراء من بائعي البسطة وخاصة أن بضاعتهم هي ذاتها التي تباع في المحال ولكن بزيادة في السعر.
من جانبه، ذكر سالم عبد الله ''بائع في محل ملابس رجالية'' أن البسطات نافست في السنوات الأخيرة المحال بجلب الزبائن إليها خاصة أيام الأعياد، مشيراً إلى أن فارق الربح يشكل للزبون أهمية خاصة إذا كان الشراء لأكثر من شخص ومناسبة كأن يشتري الأب لخمسة وأكثر من أبنائه مستلزماتهم من الملابس للعيد وأخرى للمدرسة، بالتالي كلما زاد عدد القطع التي اشتراها زاد الفارق الربحي بين البسطة والمحل لذلك يفضلها الزبون.
وأشار سالم إلى أن الريالات الأربعة التي يرفعها المحل في السعر على رأسمال البضاعة لا تغطي قيمة إيجار المحل وسداد فواتيره، مشيراً إلى أن بعض المحال ما زالت تحتفظ بزبائنها حتى مع انتشار البسطات لشهرة تلك المحال خاصة الموجودة في السوق منذ زمن طويل.

الأكثر قراءة