ماذا لدى عيد ورفاقه؟

عيون تنظر للأشياء بصفاء ونقاء وتفاؤل، وتشاهد الحياة بألونها المختلفة ومن نوافذها المفتوحة والواسعة، وتدرك أن لكل لون خصوصيته وجاذبيته، وعيون أخرى لا ترى في هذا العالم غير لون الظلام والإحباط والسلبيات، وهذه العيون بالتأكيد لا يتصف بها إلا المساكين الذين فقدوا طعم النجاح في حياتهم، فغلف الشيطان قلوبهم بالغل والحقد والكراهية تجاه نجاحات الآخرين، وبما أننا نشاهد ونسمع ونقرأ كل ما يدور في فلك المنظومة الرياضية من طرح هابط لا يرتقي لمستوى العرض، سواء عبر وسائل الإعلام، أو عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، مستغلين هامش حرية الرأي عن طريق بوابة النقد الهادف، ومتسلحين بسلاح التعصب الأعمى للأندية، ولعلنا نشاهد يومياً نماذج حية تثير الشفقة والاشمئزاز في نفس الوقت عبر البرامج التي تعرض عددا من القضايا، ويتم تداولها باستمرار بحجة الإثارة وجذب المتابعين والصدع بكلمة الحق التي أريد بها باطل يحكي لنا عن أبرز متناقضات الإعلام الرياضي الحر.
بعضنا ينظر لاتحاد الكرة نظرة تشاؤمية وكأن شيئا لم يحدث، ولن يتغير أي شيء في المستقبل، ولكن في المقابل تجد أن الكثير من العقلاء الذين عملوا في مجال كرة القدم، سواء في الأندية أو الاتحادات لديه تفاؤل كبير بأن اتحاد الكرة ما زال يسير نحو تعديل وترتيب الأوضاع لتتوافق مع منظومة العمل المتبعة في الاتحادات القارية والدولية والأهلية المحترفة، وهذا بلا شك يحتاج إلى مزيد من الوقت وكثير من الجهد وكوادر بشرية لديها الخبرة والإمكانيات لتحقيق نجاح ملموس ينعكس على أداء التنظيم الإداري للمنظومة الرياضية بشكل واضح للعيان الذي سيكون نقطة تحول للكرة السعودية إلى آفاق أوسع وأكثر شفافية، فعندما ترى تحركات رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأستاذ أحمد عيد والأمين العام الأستاذ أحمد الخميس تشعر أن هناك رجالا أكفاء يسعون لتصحيح بعض السلبيات التي كانت تواجه الاتحاد في سنوات مضت وفي جميع الاتجاهات.
ربما لا يشعر الكثير من المتابعين أو حتى المهتمين بشؤون كرة القدم السعودية عن حجم الجهود المبذولة قبل رئيس لجنة الاحتراف الدكتور عبد الله البرقان من أجل توافق الأنظمة واللوائح المحلية لتتوافق مع أنظمة ولوائح الفيفا مع إضافة بعض الضوابط التي من شأنها أن ترتقي بالكرة السعودية، ولعل هناك مواد تم استثناؤها في وقت مضى بحجة خصوصية الكرة السعودية ورغبات الأندية الكبرى، وقد حان الوقت لإقرارها وتفعيلها بشكل واضح، وهذا ما قامت به لجنة الاحتراف في لائحتها الجديدة، ولم يبق لها إلا تعديل لائحة وكلاء اللاعبين التي تحتاج إلى ضوابط عديدة، من أجل حماية الأندية واللاعبين من التلاعب بعواطف الصغار وإغرائهم بالمال من أجل التوقيع معهم، وتحويلهم إلى مزادات علنية دون مرعاة استمرارية نجوميتهم، وتوهجهم مع النادي المنتقلين إليه، وهناك أمثلة عديدة من نجوم كبار كانوا يقدمون عطاءات متميزة، وبعد الانتقال وإغراقهم بالأموال غابت شمسهم وتدحرجت مستوياتهم إلى الأسوأ، وهذا أحد عوامل انتكاسة الكرة السعودية في وقت مضى، وتسبب في تأخرها وإعاقة تطورها وألقى بظلاله على نتائج الأندية السعودية والمنتخبات الوطنية في الاستحقاقات الآسيوية.
كما أن هناك جهودا وترتيبات واضحة تقوم بها الإدارة المشرفة على المنتخب السعودي الأول بقيادة الزميل النشط سلمان القريني الذي سخر كل جهوده وأفكاره وتجاربه السابقة من أجل انتشال منتخب الوطن من حالة التذبذب والإخفاقات المتتالية إلى حالة إعادة الثقة والثبات التي طال انتظارها، وبدأنا نرى بصيصا من بوادرها في المباريات السابقة.
أسماء وجدت في منظومة اتحاد الكرة تدعو إلى التفاؤل والأمل بولادة جيل نشط، يحمل في جعبته العديد من الملفات الشائكة التي واجهوها إبان عملهم في الأندية. على سبيل المثال، الدكتور عبد الرزاق أبوداود وعدنان المعيبد الدكتور صلاح السقاء وصالح أبونخاع وسعد الأحمري وخالد الزيد وأسماء لا تحضرني الآن لديها الخبرة الكافية لإصلاح الحال وتعديل مسار الكرة السعودية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي