مجالس المناسبات .. تقاليد تقاوم الموت في عصر مواقع التواصل
ثمة تقاليد ثابتة للاحتفال بالمناسبات الاجتماعية والدينية في الهجر القريبة من المدينة المنورة، في ظل هجمة جديدة للعولمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تظهر في صورة انتشار كبير لأجهزة الهواتف الذكية بين أيدي جيل مغرق في التقليد.
تستمر أعين الرجال في مجلس مضيفهم على شاشات أجهزتهم الذكية في قرية كانت إلى عهد قريب لا تعرف أكثر من جهاز المذياع وسيلة ربط مع العالم.
يقول مقعد سعد (46 سنة) وهو يحتسي القهوة في أحد مجالس إحدى المناسبات وينحي جانباً جهاز هاتفه: "لم تكن مجالسنا بهذه الكيفية قبل عقدين أو ثلاثة، إذ لم تكن تسيطر عليها سوى القصص اليومية لأبناء القرية مع جزء من التاريخ المحفوظ للمنطقة"، فيما يشير مقعد إلى عالم اليوم باعتباره قرية صغيرة صارت همومه الكبرى اليوم هي هموم قرية الأمس التي لم تكن تحيط علماً واسعاً بما هو خارجها.
وقرى أخرى ما زالت تحافظ على تقاليدها بعيداً عن استعمالات الواتس آب والتفاعل مع التوتير والفيس بوك، إذ أبقت على مجالسها تتصدر فيها قصص الرجال وأجواء القصة والشعر والنكتة والمداعبة في أحيان أخرى بعيداً عن أجهزة التواصل والهواتف الذكية، حيث لم تصل الشبكة الهاتفية لبعضها، فيما فضَّل آخرون تعطيلها مؤقتاً لمصلحة قيم التواصل المباشرة بدلاً من عوالم التواصل الافتراضي التي تمثلها الأجهزة المتشابكة مع الإنترنت.
ويقول بدر الشاطري ( 27 سنة) عن هذه المجالس التي تلبي مطالب الكبار في مجالس أصيلة تحافظ على القيم المتوارثة: "إن مجالس العيد بالنسبة له تبدو أحيانا ثقيلة الظل إلا أنها في النهاية تمثل واجباً اجتماعياً يشعر الإنسان فيه بشعور لذيذ أنه قام بالواجب كما هو في حال الشعور في تأدية الواجبات الأخرى".
وتعد القهوة العربية من مستلزمات الكرم وحسن الضيافة عند العرب، وعادة ما تقدم في المناسبات المختلفة سواء الأفراح أو الأحزان أو الأعياد وغيرها، وتعتبر المشروب الرسمي لأغلب المناسبات، ومنها أيام وليالي شهر رمضان الكريم وعيد الفطر وعيد الأضحى والمناسبات الاجتماعية.