بث صور المريض دون موافقته خطأ يستوجب مقاضاة المتسبب
أثار ظهور صور عدد من المرضى لا سيما المصابين بالسمنة المفرطة منهم في وسائل الإعلام أخيراً حالة من اللغط الإعلامي والطبي، حيث إن استخدام صور المرضى بأي طريقة سواء في الإعلام أو الجانب الأكاديمي لا يجوز إلا بموافقة المريض، كما هو منصوص عليه دولياً.
وحول هذا الأمر، قال لـ''الاقتصادية''الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز الشدي عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان: إن الأنظمة المعمول بها في السعودية تنص على سرية معلومات وتفاصيل أي حالة مرضية بغض النظر عن طبيعة المرض أو جنسية المريض، وعدم الإفصاح عنها أو عن أي تفاصيل أخرى تتعلق بالمريض سواء للأفراد أو لوسائل الإعلام أو نشر صور بعض الحالات المرضية وخاصة النادرة إلا بموافقة المريض على ذلك.
#2#
وأضاف أن وزارة الصحة السعودية أقرت لائحة بحقوق المرضى تطبق في العديد من الدول، تؤكد جميع بنودها على سرية معلومات المريض وحقه رفض مقابلة أي شخص لا علاقة له بتقديم الرعاية الصحية بما في ذلك الزوار وغيرهم.
وشدد الشدي على أن نشر معلومات المريض عبر وسائل الإعلام يتطلب موافقة المريض إذا كان من وراء النشر أهداف اجتماعية وتوعوية، موضحاً أن موظفي إدارة علاقات المرضى ملتزمون بحماية حقوق المرضى وذويهم وتوضيحها بالطريقة المناسبة.
وأوضح أنه لا يمكن له أن يعلق على طريقة نقل الشاب خالد شاعري مريض السمنة التي وجدت ردود فعل كبيرة في مختلف الأوساط لطريقة النقل عبر رافعات وتصوير ذلك عبر وسائل الإعلام، وتابع: ''لا أعلم ما الإجراءات التي اتخذها الفريق الطبي قبل نقله؟ وهل وافق على حضور وسائل الإعلام أم لا؟، وفي كل الأحوال أي مريض تتسرب معلوماته الخاصة أو تفاصيل مرضه أو صوره لوسائل الإعلام يمكنه اللجوء للجهات المختصة ومقاضاة من تسبب في ذلك''.
من جهة أخرى، قال لـ''الاقتصادية'' أحد الأطباء، فضل عدم ذكر اسمه، إن عيادات معالجة السمنة وجراحة التجميل تلجأ في العادة إلى تصوير مرضاها قبل إجراء العمليات لهم بهدف التعرف على الفارق بعد العملية ومقارنة النتائج، في الوقت الذي يجب أن يستأذن المريض حول ذلك ويترك له حرية الموافقة من عدمها، مؤكداً أن هذه الصور يتم حذفها من ملف المريض مباشرة بعد انتهاء برنامج العلاج، خاصة إذا كانت الصور لسيدات.
وأضاف: ''لا يمكن لطبيب استخدام الصور أو عرضها لوسائل الإعلام أو استخدامها في المؤتمرات والدراسات وغيرها دون موافقة المريض، وفي حال رغبة الطبيب المعالج عرض بعض الحالات الخاصة في وسائل الإعلام للتعريف على نجاحات طبية في مجالات معينة وجب موافقة وقناعة المريض دون الضغط عليه أو التقليل من فرص علاجه''.
يشار إلى أن لائحة حقوق المرضى التي أقرتها وزارة الصحة السعودية لا تشتمل على بند صريح لكيفية إجراءات عرض بعض الحالات في وسائل الإعلام إلا أن اللائحة تتضمن بنداً يؤكد على الخصوصية والسرية للمريض وذويه، والمتمثلة في عدة نقاط، أهمها: مناقشة البرنامج العلاجي للمريض سواء معه أو الوصي القانوني عليه بسرية، الحفاظ على ستر عورة المريض في غير ما تقتضيه ضرورة العلاج، الحفاظ على سرية المعلومات الخاصة بالمريض والتشخيص والتحاليل والعلاج والسجلات الطبية إلا بموافقته أو موافقة الوصي القانوني عليه ومنع سوء استخدامها - فيما عدا ما تطلبه الجهات القضائية -، رفض مقابلة أي شخص لا علاقة له بتقديم الرعاية الصحية بما في ذلك الزوار، ألا يطلع على الملف الطبي للمريض سوى الفريق الطبي المشرف على العلاج وجميع الأشخاص المخول لهم خطياً من قبل المريض أو الوصي القانوني عليه أو الجهات القضائية، إضافة إلى توفير الملابس المناسبة والأدوات الشخصية الضرورية للمريض.