فتيات مراهقات يتسولن في الشوارع بتوجيه من أسرهن
اعتبرت المشرفة العامة على مكتب جمعية حقوق الإنسان في المدينة المنورة استغلال الأطفال في التسول ''انتهاكاً لحقوق الطفل''، مشددة على ضرورة تطبيق القانون بحق الأشخاص الذين يستغلون براءتهم في التسول وبحق الأسر التي تزج بهم للشارع غير آبهة بالمخاطر التي يمكن أن يتعرضوا لها مقابل نيل مبالغ مالية جراء التسول.
وأوضحت لـ ''الاقتصادية'' شرف بنت أحمد القرافي، أن صور التسول بالأطفال لها عدة أشكال، حيث يوجد أطفال يقوم أفراد من أسرهم باستغلالهم في التسول بصورة يومية ومنتظمة، وآخرون يقوم أفراد من خارج أسرهم بأخذهم من أسرهم الموجودة منذ زمن قانونياً أو بصورة غير قانونية، لاستغلالهم في التسول، أو صغار السن أقل من عام أحياناً يتم استئجارهم من أسرهم بواسطة أشخاص لغرض استخدامهم كأدوات مصاحبة ومساعدة يستدرون بها العطف والشفقة أثناء التسول، أو فتيات في سن الطفولة أو سن المراهقة يتسولن في الشوارع بتوجيه من أسرهم، أو أطفال معوقون يتم استئجارهم بغرض التسول استدراراً لعطف المحسنين في المواسم الدينية وخلال فصل الصيف، أو أطفال يعملون في بيع الأشياء الصغيرة كالمناديل الورقية أو المياه المعدنية في الشوارع وبين السيارات وعلى الأرصفة.
وأضافت المشرفة على جمعية حقوق الانسان أن هناك عدة أشكال استغلالية للأطفال في ''بيئة التسول'' وصفتها جميعاً بـ ''لا إنسانية''، وقالت: ''هذه الأشكال تحمِّل الأطفال عناء لا يستحقونه وتعرضهم لخطر حقيقي ناتج من بقائهم ساعات طويلة في الشوارع تحت درجات الحرارة المرتفعة وخطر المرور بين السيارات، مما يؤدي إلى إلحاق ضرر بهم وبحياتهم''.
وأشارت إلى أن تلك الصور من استغلال الأطفال تعد انتهاكاً لحقوق الطفولة في الحياة الكريمة والآمنة، فالمسؤولية الجنائية تقوم في حق الفاعل الذي غالباً ما يكون في هذه الحالة أحد أفراد الأسرة.
ويلاحظ المواطن والزائر لمنطقة المدينة المنورة انتشار نساء يحملن أطفالاً يتسولن بهم في المجمعات التجارية وأمام المساجد، حيث تخصص كل واحدة منهن لها موقعها لا يزاحمها عليه الأخريات، ولا تنتقل منه مدة طويلة، فيما يحظى المتمركزات منهن على أبواب المجمعات بالنصيب الأكبر من المال.
وطالب المواطن محمد العلي، إدارة مكافحة التسول في منطقة المدينة المنورة بتفعيل دورها والقيام بجولات على المواقع التي تحتضن هؤلاء المتسولات اللاتي أكد أن مشاهدة الزائر للمدينة المنورة لهن ترسم صورة مسيئة للمنطقة.
وأشار إلى أن المتسولات بأطفالهن أغلبهن وافدات، لكنهن يرتدين عباءة الرأس والنقاب للتمويه على الناس بأنهن سعوديات، مطالباً بالقبض عليهن والتحقق من هوية الأطفال الذين بصحبتهن ومن الذي يقوم بدعمهن وتوزيعهن على هذه المواقع.
فيما طالبت ''أم وسن'' أئمة المساجد وأصحاب المحال بمنع المتسولات من الجلوس أمام أبوابهم، من أجل تخفيف انتشار هذه الظاهرة المسيئة للمنطقة، وقالت: ''لم نشاهد أي دور ملحوظ لمكافحة التسول في منع هذه الظاهرة، بل إن العدد يزداد يوماً بعد آخر حتى باتت المتسولات يتنافسن على المواقع الأكثر جذباً للمارة''.