تفاوت ملحوظ في توزيع المدارس الحكومية بين مناطق السعودية
أظهر تحليل أعدته وحدة التقارير الاقتصادية في صحيفة "الاقتصادية"، وجود فجوة في توزيع المدارس على مناطق السعودية، من قبل وزارة التربية والتعليم، بحيث لا يتناسب التوزيع الجغرافي لها في المناطق مع عدد الطلبة، أو مقارنة بعدد السكان لتلك المناطق، واحتياجاتها من المعلمين.
وقد توصلت الوحدة لهذا التحليل عبر عدة معايير، المعيار الأول ربط عدد المدارس بعدد الطلاب لكل منطقة، والثاني ربط المدارس لكل منطقة بعدد سكانها، أما الثالث والأخير فهو ربط معلمي المناطق بعدد المدارس المتاحة بها.
وبالنسبة للمعيار الأول وهو توزيع المدارس في المناطق على حسب عدد الطلاب لكل منطقة، فوجد التحليل أن هنالك تفاوتاً في عشر مناطق من مناطق المملكة، وهي «الشرقية» و«عسير» و«المدينة المنورة» و«جازان» و«القصيم» و«تبوك» و«حائل» و«نجران» و«الجوف» و«الباحة».
وظهر أكبر تفاوت أو فجوة بين عدد المدارس وعدد الطلاب في أربع مناطق، الأولى منطقة حائل، حيث جاءت المنطقة في الترتيب الثامن من حيث الأكثرية في عدد المدارس بين مناطق المملكة، وجاءت في المرتبة الحادية عشرة من حيث الأكثرية في عدد الطلاب.
المنطقة الثانية هي "نجران" وتأتي في المرتبة الثانية عشرة من حيث الأكثرية في عدد المدارس، وبالمرتبة التاسعة من حيث الأعلى في عدد الطلاب.
#2#
أما المنطقة الثالثة، والتي يوجد بها تفاوت كبير بين المدارس وعدد الطلاب ولكنه بدرجة أقل من سابقاتها، وهي منطقة القصيم، لتحتل المرتبة الخامسة من حيث عدد المدارس، ويأتي عدد طلابها بالمرتبة السابعة على مستوى المناطق.
وكذلك الحال للمنطقة الرابعة وهي "الباحة"، حيث تقع في الترتيب العاشر من حيث عدد المدارس، وفي الترتيب الثاني عشر من حيث عدد الطلاب.
أما المناطق الأخرى فيوجد بها تفاوت ولكنه قليل، أي بما معناه تفاوتاً في مرتبة واحدة، فمثلاً "الشرقية" تقع في الترتيب الرابع من حيث عدد المدارس، و"عسير" في المرتبة الثالثة، بالرغم من أن "الشرقية" تفوق منطقة "عسير" في عدد الطلاب.
وبتطبيق المعيار الثاني المذكور أعلاه، نجد أن في بعض المناطق التي بها كثافة سكانية كبيرة توجد بها مدارس حكومية أقل من مناطق أخرى تصغرها من حيث عدد السكان.
فمثلاً، منطقة مكة المكرمة تأتي في الترتيب الأول من حيث عدد السكان بين مناطق المملكة، ولكن عدد مدارسها يأتي في المرتبة الثانية من حيث الأكثرية بعد منطقة الرياض، وتقع منطقة الرياض في المرتبة الثانية من حيث الأكثرية في عدد السكان.
#3#
وكذلك أيضاً منطقة الشرقية، حيث تفوقت على منطقة عسير من حيث عدد السكان لتقع في المرتبة الثالثة و"عسير" في الرابعة، ولكن المنطقة الأخيرة تتفوق على الأولى في عدد مدارسها.
وعند التطرق لكل منطقة على حدة، فيتبين أيضاً أن هنالك تفاوتاً في توزيع المدارس على جميع مناطق المملكة، والبالغة 13 منقطة سوى منطقتين منهما، الأولى منطقة الحدود الشمالية، حيث تحتل المرتبة الأخيرة من حيث عدد السكان وعدد المدارس، وكذلك منطقة الجوف التي تأتي في المرتبة الحادية عشرة من حيث عدد السكان وأيضاً في المرتبة نفسها من حيث عدد المدارس.
ويوجد تفاوت كبير بين منطقة القصيم والمدينة المنورة، حيث يقل عدد سكان منطقة القصيم عن عدد سكان "المدينة المنورة"، ولكن عدد مدارس "القصيم" أكثر من عدد مدارس "المدينة المنورة"، بالرغم من التفاوت السكاني بين المنطقتين، بحيث تقع منطقة المدينة المنورة في الترتيب الخامس من حيث الأعلى في عدد السكان و"القصيم" في الترتيب السابع، أما من حيث الأعلى في المدارس تأتي "المدينة المنورة" بعد "القصيم" في الترتيب السادس.
أما المعيار الثالث، فقد أظهر التحليل بأن هنالك توزيعاً غير عادل بين المدارس على المناطق وبين توزيع المعلمين، أي أن هنالك مناطق عدد مدارسها أكثر من مناطق أخرى، ولكن عدد معلميها أقل، ويوجد هذا التفاوت في ست مناطق، وهي "الشرقية" و"عسير" و"المدينة المنورة" و"القصيم" و"تبوك" و"حائل".
فمثلاً منطقتا "عسير" و"الشرقية"، حيث تفوق الثانية الأولى من حيث عدد المعلمين، بالرغم من أن منطقة "عسير" مدارسها أكثر عدداً من منطقة "الشرقية". والحال نفسه لكل من "المدينة المنورة" و"القصيم"، و"تبوك" و"حائل".
يشار إلى أن وحدة التقارير اعتمدت في تحليلها على بيانات مؤسسة النقد العربي السعودي، حيث توجد بها آخر إحصائية عن التعليم للعام 2011 (1432 – 1433 هـ).
*وحدة التقارير الاقتصادية.