وفاة «ماجد» تشغل السعوديين عن أحداث «تويتر» السياسية
على الرغم مما كان يخفيه ماجد الدوسري من معاناة بسبب وزنه الزائد المقدر بنحو 380 كيلوجراما، إلا أن ابتسامته التي لم تكن تفارقه سحرت قلوب الجميع، خاصة في ظل الأمل الذي كان يبديه دوما خلال حديثه عن شفائه وعودته للحياة الطبيعية، ما جعل خبر وفاته أمس يسيطر على تغريدات السعوديين في "تويتر" لأكثر من أربع ساعات مستمرة، كونه أكثر هاشتاق نشط، في مرات وصفت بالقليلة التي يبتعد فيها السعوديون في "تويتر" عن أحاديث السياسة في مصر وسورية.
ماجد الدوسري وشقيقته "رنا" صدر أمر ملكي بعلاجهما في مركز طبي أمريكي منذ عام تقريبا، إلا أن عدم وجود طائرة مناسبة تنقلهما أخّر تنفيذ القرار إلى أن دخل ماجد العناية المركزة بسبب نقص الأكسجين في الدم منذ ثلاثة أيام تقريبا، وعلى الرغم من نشر تغريدة على الحساب الخاص بماجد ورنا في موقع التواصل الاجتماعي، أمس الأول، يطمئن فيها الناس على صحته إلا أن تغريدة أخرى أعلنت خبر وفاته أمس، لينتشر بعدها الخبر ويصبح الأكثر تداولا رغم أنه لا يتابعه نحو خمسة آلاف مغرد.
وتلقت رنا، التي يصل وزنها إلى 280 كيلوجراما، نصيبا كبيرا من العزاء الإلكتروني الذي قدم لها، فهي أيضا تنتظر تنفيذ أمر العلاج بالخارج، حيث كان قد أعلن الفريق في 10 حزيران (يونيو) أنهما سيسافران إلى أمريكا خلال شهرين، وانتهت ثلاثة أشهر ولم يسافرا. وعلى الرغم من وجود جمعية سعودية خاصة بالسمنة تم إنشاؤها منذ عامين، ومركز جامعي لأبحاث السمنة في جامعة الملك سعود، إلا أن "تويتر" كان المتحدث الرسمي باسم حالتي "ماجد ورنا" إلى أن حصلا على أمر ملكي بنقلهما للعلاج، حيث انتشرت يوميات خاصة بصور الأفراد الذين يزورونهما، فقبل شهر ونصف الشهر تقريبا زارهما الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، وفي عيد الفطر طلب ماجد من المتابعين الحضور لقضاء العيد معه. ويقول لـ "الاقتصادية" يوسف السليمان صاحب حملة "عرب دايت" إن وفاة ماجد وتفاعل المجتمع معها "قد تكون صرخة تنبه المجتمع لخطر السمنة المنتشر، وتحفز أفراده لاتباع حياة صحية غذائية سليمة بعيدا عن عمليات نزع وتدبيس المعدة"، معتبرا أن وزارة الصحة عليها أن تلتفت أكثر لأضرار السمنة وتعمل على تشجيع الأفراد على التخلص منها، إذ إن حالتي ماجد ورنا لم تكن سمنة سببها الأكل الزائد أو الخاطئ بل كانت مرضا. فيما تقول عبير العيسى إخصائية التغذية إن السمنة من أكثر الأمراض انتشارا، خاصة بين الأطفال والمراهقين، لافتة إلى أن كثيرا من الأهالي لا يملكون المال اللازم للمتابعة مع دكتور متخصص في التغذية يساعد على التخلص من الوزن الزائد، خاصة أن أسعار مراكز التغذية مرتفعة، فالحد الأدنى لأي مركز يقترب من ألفي ريال شهريا، مطالبة بأهمية أن يغطي التأمين الصحي تكلفة الأمراض الناتجة عن السمنة أو مراجعة المتخصصين بالتغذية لمساعدة المجتمع على التخلص من هذا المرض، متمنية أن يكون خبر وفاة ماجد إنذارا لنا للتخطيط والتعامل مع السمنة وطرق التخلص منها بشكل علمي مدروس لا عشوائي.