هجرة الطيور .. موسم الوقوع في شباك السعوديين
ما إن يبدأ موسم هجرة الطيور من المناطق الباردة للمناطق الحارة إلا ويكون العديد من السعوديين في انتظارها بشباكهم التي لا تخطئ الهدف. في كل فصل خريف من كل عام تهاجر وبشكل جماعي ملايين الطيور عبر القارات والمحيطات باتجاه المناطق الصيفية، فعندما يحل فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية تبدأ الثلوج بالتساقط وتغطي الغذاء الذي تتناوله الطيور ولا تجد الطيور ما تأكله من غذاء فتضطر للهجرة والبحث عن مصادر غذاء جديدة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، حيث يكون الفصل صيفا في ذلك الوقت لذلك تهاجر مع بداية فصل الخريف "أواخر شهر آب (أغسطس) إلى تشرين الأول (أكتوبر) وتبدأ رحلة الطيور في اتجاه الجنوب في رحلة (الذهاب)، ثم تبدأ رحلة (العودة) في فصل الربيع من كل عام (بداية شهر آذار (مارس) إلى أيار (مايو) باتجاه الشمال".
وخلال هاتين الرحلتين اللتين تمر أسراب الطيور أجواء السعودية من جهة الساحل الجنوبي الغربي للمملكة مرورا في مناطق ينبع وحقل وتبوك والشملي وحائل والجوف والقصيم ورفحاء وعرعر والقريات وغيرها من مناطق وسط وشمال المملكة، حيث يستقبل هذه الأسراب المليونية عشاق الصيد ببنادقهم ومطاردتها في كل صوب لاصطيادها كونها وجبات محببة لدى الكثير من هواة الصيد.
ورصد الباحثون في مواسم هجرة الطيور مواعيد هجرتها المختلفة التي تجاوز عدد أنواعها 30 نوعا خلاف الطيور غير المعروفة فطائر القطا النغاق تكون هجرته في 2 كانون الثاني (يناير) الماضي وهجرة طائر الجرجس والحصد والصعو في 8 آذار (مارس) الماضي والوز الربيعي والسمان في 19 آذار (مارس) وعودة الخواضير والدخل في 5 نيسان (أبريل) الماضي وعودة القميري في 10 نيسان (أبريل) الماضي والصفار والخواضير في 20 نيسان (أبريل) بينما هجرة الدخل والخواضير في 11 آب (أغسطس) وهجرة الصفار والدخل والسمان في 24 آب (أغسطس) وهجرة القميري والكرك وطيور الهرع الطرشات وأبو حقب في 1 أيلول (سبتمبر) وهجرة طيور الماء في 26 أيلول (سبتمبر) وهجرة الصقور الحر والشياهين المثلوثة 1 تشرين الأول (أكتوبر) وهجرة الكرك الأصلع في 10 تشرين الأول (أكتوبر) وهجرة الحباري والكروان والدرج في 16 تشرين الأول (أكتوبر) وهجرة قطا نجد في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) وهجرة الجوني الكدري في 1 كانون الأول (ديسمبر). وتزامنت هجرة الطيور للمملكة مع ما أشيع أخيرا بأن مرض (كورونا) الذي انتشر منذ عام في المملكة وحصد 42 حالة وفاة في مختلف مناطق المملكة الناقل له هو الطيور المهاجرة التي تتنقل من مكان لآخر، ما زاد تخوف هواة الصيد من اقتناصها وملاحقتها والبحث عن مصدر يؤكد أو ينفي هذه الإشاعات التي راجت في أوساط المجتمع السعودي، وقد أعلنت وزارة الصحة السعودية مسبقا تمكن فريق من الباحثين بالتعاون مع جامعة كولومبيا الأمريكية ومختبرات إيكو لاب الصحية في الولايات المتحدة الأمريكية من عزل فيروس كورونا الجديد المسبب للالتهاب الرئوي الحاد MERS-CoV من إحدى العينات التي تم جمعها سابقا من الخفافيش في السعودية.
من جهته أوضح المواطن محمد الحربي أحد هواة صيد الطيور أن هذا العام توقف عن اصطيادها بعد أن انتشر أخيرا أن الطيور هي من تجلب مرض "كورونا" الذي انتشر في السعودية حديثا وقال أتمنى من وزارة الصحة إيضاح حقيقة هذه الأخبار للمواطن وتوعيته للابتعاد عن صيدها أو نفيها قطعيا مبينا أن هناك تخوفا كبيرا من قبل الكثير من محبي هواية الصيد من ملاحقة هذه الطيور. بينما قال سعد زبن الشمري إن هذه الإشاعات لم يتم تأكيدها أو نفيها وأنا من هواة الصيد حيث استقبلنا هذه الأسراب المليونية في بنادق الصيد وقمنا باصطيادها وأكلها ولم نتعرض لأي شيء.
ونفى الدكتور خالد مرغلاني المتحدث الإعلامي باسم وزارة الصحة وجود علاقة للطيور بفيروس "كورونا داحضا كل الإشاعات التي تحدثت عن ذلك، وقال مرغلاني: تم نقل استفساركم لأحد أعضاء اللجنة العلمية الوطنية للأمراض المعدية وأفاد بأنه ﻻ يوجد أي دليل علمي حتى الآن يؤكد وجود علاقة بين فيروس كرونا الجديد ميرس MERS_CoV والطيور مؤكدا أنه لا تزال الدراسات مستمرة لمعرفة المصدر إضافة إلى كيفية انتقال الفيروس إلى الإنسان.