25 سعودية يترصدن للتمور المغشوشة قبل توجهها للأسواق
حققت 25 فتاة سعودية تم تشغليهن في مختبر جودة التمور في أمانة الأحساء، رقما قياسيا للمدة الزمنية التي يستغرقها عملهن في فحص تمور المهرجان السنوي في المحافظة، حيث لا تستغرق عملية الكشف عن العينات لدى كل عاملة أكثر من دقيقتين ونصف الدقيقة أمام تدفق كبير لشحنات أنواع التمور الأحسائية التي تحملها يوميا 300 سيارة.
العاملات في المختبر اللاتي لا يتجاوز عمر عملهن في الأمانة 12 شهرا، كن ينجزن فحص العينات قبل ستة أشهر بمدة زمنية لا تزيد عن عشر دقائق، وحاليا استطعن أن يقلصن الوقت ليحققن رقما قياسيا في أدائهن.
#2#
وقالت لـ ''الاقتصادية'' نوير الزلفاوي مدير مختبر جودة التمور في أمانة الأحساء، إن المختبر يستقبل عينات عشوائية من شحنات التمور التي تصل إلى المعمل التي تحملها 300 سيارة يوميا، لتبدأ مرحلة الفحص على المنتج من قبل العاملات في المختبر اللاتي يتولين فحص كيلو لكل ألف كيلو من كمية التمور.
وأضافت، يصار بعد ذلك إلى ضبطها إلكترونيا لبيانات المزارعين ويبدأ الكادر الفني بإخضاع العينات من خلال أربع مراحل يتم فحصها اختباريا للكشف عن الإصابة الحشرية, تليها مرحلة تصنيف أحجام التمور التي تسعى من خلالها للحد من التلاعب بأسعار التمور من خلال أحجامها.
وذكرت أن المختبر في الأمانة يلعب دور حماية المستهلك ومكافحة الغش في السوق بعد أن كشف المختبر أن بعض المزارعين يعمدون إلى إضافة مواد كيميائية لتكبير حجم التمور خلافا لطبيعتها لدفع المستهلك إلى شراء هذا النوع من التمور الذي يختلف وزنه, لذلك بدأ المختبر بالعمل على كشفه والحد منه, وقياس مدى جودة أن يكون قابلا للشراء والبيع وتحديد نسبة ونوعية المواد الكيميائية المضافة, بجانب استبعاد التمور التي يتم خلطها بالشوائب وأمام هذه الحزمة من المراحل لمتابعة ما ينتج من تمور ويطرح في السوق سيسعى المزارعون إلى تحسين إنتاجهم.
وأشارت الزلفاوي إلى أنهن يطمحن لرفع عدد العاملات تدريجيا خلال هذا العام استعدادا لافتتاح مدينة الملك عبدالله للتمور التي تعد أكبر مدينة لبيع التمور في العالم, ويتطلب زيادة عدد الكوادر العاملة من العنصر النسائي, مشيرة إلى أن العاملات في المختبر استطعن أن يكتسبن مهارة عالية في إنهاء عملية الفحص على العينات في مدة زمنية لا تستغرق أكثر من دقيقتين ونصف الدقيقة خلافا للأشهر الستة الماضية من عملهن، حيث كن يستغرقن للكشف على العينة الواحدة عشر دقائق.
ولفتت إلى أن رفع طاقم المشغلات للمعمل سيرتفع في منتصف الموسم إلى 40, بينما بلغ العدد الحالي 25 فتاة يحملن عدة مؤهلات جامعية في مجال الاقتصاد الزراعي والتغذية، إضافة إلى تخصصي الأحياء والكيمياء، ما أوجد فرصا وظيفية جديدة أمام الفتيات في المنطقة، وحاملات المؤهل الثانوي اللاتي يتم إخضاعهن لدورات مكثفة لرفع مهاراتهن الفنية والمهنية من خلال مركز أبحاث النخيل وأمانة الأحساء.
من جانبه قال لـ''الاقتصادية'' المهندس عادل الملحم أمين أمانة الأحساء، إن مهرجان التمور في المحافظة، الذي تنظمه الأمانة للموسم الثاني أوجد فرصا كبيرة أمام السعوديات للعمل في مجالات تتعلق بالقطاع الزراعي, مضيفا ''إن العاملات يكملن عامهن الأول ويجري ترسيمهن لفتح فرص وظيفية في المختبر للفتيات خاصة مع افتتاح مدينة الملك عبدالله للتمور التي تعتبر أكبر مدينة للتمور في العالم والتي ستفتتح مرحلتها الأولى على مساحة مليون متر''. إضافة إلى فتح الفرص للبنات دعما لتوظيف المرأة خاصة أنه عمل غير مرهق ولديهن آلياتهن الحديثة التي تدربن على عملها, ودعم الأمانة حفز مصانع التمور لتشغيل السعوديات فيها في خطوط الإنتاج.
وبين أن مختبر جودة التمور في الأمانة يتولى مهمة فحص التمور قبل عرضها في السوق فهنالك 25 فتاة عاملة يجدن التعامل مع الأجهزة المتطورة والحديثة للكشف على المنتج الزراعي, ولديهن فريق مساند في الخارج ليصل إجمالي العاملين لدينا في المختبر بكل طاقمه إلى 95 شخصا.
وأكد الملحم أن الانتهاء من الكشف على التمور ينتهي بوقت قياسي، فهنالك 300 سيارة محملة بشكل يومي بكميات من التمور التي تخضع عيناتها للفحص, منوها إلى أن كل سيارة تضم شحنة من التمور يراوح إجمالي ما تحمله في اليوم الواحد بين 400 و 600 طن من المنتج.
وبين أن الأمانة حاولت الدخول في مجال الزراعة والترويج لتمور الأحساء انطلاقا من دورها في الحفاظ على الموروث الزراعي في المنطقة, ودفع المزارعين للعناية بشكل أكبر في النخيل, مضيفا ''حاليا تسعى الأمانة إلى أن تجعل من الأحساء ''وطنا للتمور'' متوقعا أن يمتد مهرجان التمور أكثر من 45 يوما نظرا لارتفاع الكميات'.
ويسهم المهرجان في رفع ثقافة المزارع والتاجر بجانب المستهلك, فالمزارع بعد تجربته الأولى للمهرجان العام الماضي استطاع هذا الموسم رفع جودة إنتاجه وتعامله في السوق, كما أن أعداد المزارعين زادت هذا الموسم, بعد أن حفزهم دور السوق في رفع إنتاجهم نتيجة لارتفاع القيمة الشرائية, مبينا أن العام الماضي زادت نسبة مبيعاتهم ما بين 40 و 50 في المائة خلافا للأسواق الأخرى.
ويؤكد الملحم أن السوق لا تسمح بدخول الأجانب من المزارعين باستثناء العمالة الأجنبية المساندة في تحميل ورص البضاعة، في حين لا يمكن أن تسجل السوق إلا دخول ومشاركة المزارعين السعوديين, يتم ضبطها آليا، حيث إن التجار يسجلون إلكترونيا, مشيرا إلى دخول التجار من دول الخليج القادمين من قطر والإمارات، إضافة إلى الكويت.