«اليونسكو»: المهرجانات السياحية وفرت 5 آلاف فرصة عمل
قالت منظمة السياحة العالمية التابعة "لليونسكو"، إن الهيئة العامة للسياحة والآثار في السعودية نظمت خلال أربعة أعوام نحو 20 مهرجاناً غير مادي، أسهمت في توفير قرابة "خمسة آلاف فرصة عمل".
وبينت أن سوق عكاظ أسهم ولا يزال بقوة في دعم البرامج السياحية في المملكة، نظراً لما يقدمه من أنشطة ثقافية وتراثية ضخمة وحرصه على بناء واجهة حضارية مستقبلية، بالإضافة إلى إتاحته الفرصة لمشاركة فئات المجتمع، وتوفير فرص عمل لهم ما أثمر عنه تحقيقهم لعوائد مالية، كما أنه لعب دوراً رئيساً في تعزيز التمسك باللغة وتأصيل السياحة الثقافية غير الربحية من جهة، والفريدة من جهة أخرى.
ومن منطلق اهتمام هيئة السياحة، وبإشراف مباشر من رئيسها الأمير سلطان بن سلمان، حرصت الهيئة على دعم وتبني العديد من الأنشطة والبرامج التي يحتضنها السوق، فقدمت دعماً لجائزة الحرف اليدوية لترتفع إلى نصف مليون ريال بعد أن كانت قيمتها في الدورة السادسة 350 ألف ريال، بهدف تشجيع الابتكار لدى الحرفيين من الجنسين وإحياء المهارات النادرة التي شارفت على الاختفاء أو الاندثار وتعريف الأجيال بها.
وكان الأمير سلطان بن سلمان قد أكد أن لجهود وتوجيهات الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ من منطلق رؤية سموه الشمولية، دوراً كبيراً في إعادة الروح للسوق بعد الفترة الزمنية الطويلة التي مرت على اندثار أنشطته، لافتاً إلى أن الهيئة تعمل على أن يكون السوق منتجاً ثقافياً يقدم خدماته للزوار والسياح على حد سواء، ويعكس الحراك التنموي الذي تشهده المملكة على الأصعدة كافة.
ووصفت منظمة السياحة العالمية، سوق عكاظ - عبر دراسة لها في هذا الجانب - بأنه تجربة لا تنسى ومن المناسبات البارزة التي تعنى بالتراث الثقافي غير الربحي، ما شجع المنظمة على دعوة السياح لزيارة السوق الذي يتسم بتفرد الأنشطة وتنوعها، بالإضافة إلى أن فعالياته تحمل رسالة سامية هدفها تأصيل العلاقة بين الأجيال وإحياء التراث".
كما صنفت المنظمة سوق عكاظ على أنه مناسبة إبداعية ذات صبغة تاريخية، مستندة في ذلك إلى التاريخ العريق للمكان الذي يجمع بين حداثة التقنية وتطورها إلى جانب قيمته التاريخية الأصيلة ما يجعل من التظاهرة تجربة سياحية لا تنسى، نظراً لاختلاف العناصر الثقافية في المكان، التي استطاعت أن تجمع أنشطة عدة في أشكال مختلفة تحت مظلة التقاليد إلى جانب السجال الشعري، موضحة أن من بين عوامل الجذب التي تجيّر لصالح سوق عكاظ؛ الاهتمام بالحرف والفنون بأنواعها، وأيضاً عادات الغذاء، والتظاهرات الاجتماعية، والعادات التي تصاحب المناسبات المختلفة التي تزخر بها المملكة.
وتطرقت الدراسة التي أشرفت عليها الهيئة العامة للسياحة والآثار، إلى أن الموروث الثقافي الذي يقدمه سوق عكاظ يعيد إلى الأذهان التراث الأصيل، والاحتفاء بشعراء المعلقات، وأباطرة الأدب من أجل تجسير الفجوة بين الأمس والحاضر، ما عزز مفهوم الترابط وإعادة الروح للقصص التقليدية والفن الشعري المرتجل، إضافة لما يحويه من أجنحة مخصصة للحرف اليدوية والتقليدية، ما نتج عنه استقطاب للجماهير، وأسهم بشكل كبير في رفع مستوى الإقبال على المناسبة، مبينة أن ذلك يعتبر عاملاً مهماً لتأصيل التراث وترسيخ جذوره، مضيفة أن السوق أسهم من خلال أجنحة العروض في تقديم دروس في تطوير المنتج السياحي المبني على أساس التراث الثقافي غير المادي.