لا نبالغ في أرقام المبيعات .. والدلالون والمزارعون أكبر الرابحين

لا نبالغ في أرقام المبيعات .. والدلالون والمزارعون أكبر الرابحين
لا نبالغ في أرقام المبيعات .. والدلالون والمزارعون أكبر الرابحين

يلفت نظرك وأنت تتجول وسط أرتال السيارات الكثيرة في ساحات مدينة التمور في بريدة وجود العمال الباكستانيين بكثرة في السوق، ويخيل لك وأنت تتجول في الساعة الثانية منتصف الليل أنك في أحد مهاجع العمالة، حيث يتخذ كل عامل السلة العلوية لسيارته المحملة بالتمور في انتظار أصوات الدلالين لتعلن يوماً جديداً في حياتهم.

وحينما تنخفض أصوات الدلالين يعود العمال لمزارعهم، ليستعدوا لليوم التالي محملين سياراتهم بأنواع مختلفة من التمور.

واعترف مسؤول مهرجان بريدة للتمور، أن العامل الأجنبي يشكل ثقلاً في السوق كل عام، وهو حلقة الوصل بين المزارع والسوق، فهو قد نقل تجارة التمور وأوصلها لهذه الصورة العالية، كما قام البعض منهم بالتفنن في طريقة العرض للبيع بأعلى سعر.

النقيدان يصف وجود العمالة بالفرصة الحقيقية للسعوديين ليحلوا بديلاً لهم، مشيراً إلى أنهم لن يستمروا في هذا النهج.

فالكرتون والتحميل والتنزيل والأرقام الكبيرة وشحنات التمر كلها هموم تحدث عنها النقيدان، الذي لفت إلى أن أرقام مبيعات السوق العالية غير مبالغ فيها وأن المهرجان وفر فرص عمل حقيقية للسعوديين. وفيما يلي نص الحوار:

كيف تبرر وجود عدد كبير من العمالة في السوق؟

من خلال وجودنا اليومي، العمالة تنقسم في السوق إلى ثلاثة أقسام، أولها عمالة تعمل لدى كفلائهم، وهؤلاء يجلبون التمور لصالح المزارع وهم معروفون ومشهورون.

القسم الثاني عمالة تعمل لجني أتعابها عبر النقل، من خلال اتفاق يتم بين المزارع والعامل وهم يجنون أتعاباً كبيرة في هذا المجال تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 20 في المائة من القيمة الإجمالية للتمر.

القسم الثالث عمالة تشتري التمور من المزارعين، وتجلبها لصالحها وتحقق أرباحاً منها، وهؤلاء ربما يتعرضون في بعض السنوات لخسائر.

بم تنصح الشباب السعودي بالدخول في هذا المجال؟

لا يمكن إجبار السعودي على الدخول في جني محاصيل التمور، يجب أن يكون الدخول نابعاً من رغبة شخصية، وحاولنا في السنوات السابقة مع بعض الجهات إيجاد محفظة لتقديم سلف للسعوديين للعمل في التمور، ولكن هذه لن تقضي على وجود العامل الأجنبي، خصوصاً فيما يتعلق بالخراف وإنزال المحصول من النخيل، فهو يحتاج لجهد بدني كبير.

كيف تقيم تجربة المهرجان؟

بالتأكيد التجربة لا تزال في البداية، وقد حققت مبيعات ضخمة للمزارعين، ونحن نرى أننا نجحنا في لفت الانتباه إلى هذا المنتج المهم، ورفعنا قيمة مزارع النخيل من خلال هذا الحراك الاقتصادي.

والتجربة لا تزال في بدايتها، ونأمل أن نوجد مزيداً من التجار على أرض مدينة التمور من مختلف دول العالم لنجلب عملة صعبة للبلد في عمليات شراء التمور.

البعض يشكك في الأرقام التي تعلن عن المبيعات خصوصاً الملايين الكبيرة؟

العملية سهلة للغاية لمن يزور السوق ويطلع عن قرب على العدد الكبير في السوق، ولدينا بوابة دخول وبوابة خروج يتم إحصاء السيارات وحمولتها ونوعية التمور ومن ثم نسجل متوسط المبيعات اليومية.

فيوم الثلاثاء الماضي دخلت السوق 1921 سيارة في الفترة الصباحية و743 سيارة فترة العصر والمغرب، ليصبح المجموع 2670 سيارة محملة بقرابة 319 ألف عبوة تمر متوسط البيع فيها 55 ريالاً، ليصبح الإجمالي 17.582.400 ريال، وهذه الإحصائيات تتم بشكل يومي.

ومع نهاية الأسبوع قفزت مبيعات التمور في المهرجان إلى مستويات قياسية، حيث سجلت خلال يوم واحد مبيعات تصل لأكثر من 28 مليون ريال في رقم قياسي جديد يسجله السوق.

#2#

ما نصيب المهرجان من هذه الأرقام؟

ولا هللة واحدة. فنحن جهة منظمة، والمكان خاضع لمواقع النفع العام، وبالتالي لا توجد فائدة أو رسوم سوى ما يتم جلبه من الشركات الراعية للمهرجان، والذين يعولون على الحملة الإعلانية للمهرجان، وكذلك بعض الشركات التي تقوم بواجبها تجاه المجتمع.
والحمد لله المهرجان يحافظ على رعاته بشكل سنوي.

ما الفرص التي تتحدثون عنها للشباب السعودي في كل عام بمهرجان التمور؟

لدينا دلالون سعوديون عددهم يتجاوز العشرة دلالين، وكل واحد من الدلالين لديه 100 شاب سعودي يعمل معه في إدارة الصفقات اليومية، وهناك أكثر من 1000 شاب يعمل في هذا المجال، وهي مهنة محددة، وهناك فرص عديدة للعمل من ضمنها المنظمون، وكذلك الأمن ومسؤولو الإحصاء والتعداد، وكذلك النقل والتسويق، وهناك العديد من الشباب يعملون في مجال البيع الإلكتروني من خلال شراء التمور للمستهلكين من خارج القصيم، ويتم إرسالها لهم بمكاسب جيدة، وهناك فرص في مجال تدوير التمور وبيعها بشكل يومي والكسب فيه، وهناك أيضاً فرز للتمور، وإعادة بيعها، وهناك نقل للتمور خارج المنطقة وبيعها بسعر أعلى.

كيف تقيم تجربتكم الأولى في البيع الإلكتروني أو البورصة؟

نحن لا نسميها بورصة وإنما نسميها سوقاً إلكترونياً، وهي خطوة تسبق البورصة، وقد حققت نجاحاً جيداً هذا العام بوجود مشترين من خارج القصيم عبر أجهزة الجوال، وكذلك أجهزة مختلفة.
التجربة جديدة ومن الصعب الحكم عليها في بدايتها، وهناك شركة تتولى هذه العملية، وعند نهاية الموسم سيتم معرفة نقاط القوة والضعف في سبيل تطويرها للعام القادم.
ولا نزال نعول عليها الكثير وسنحقق فيها بإذن الله تقدماً بوجود مشترين من دول العالم.

ماذا عن دور جامعة القصيم ووزارة الزراعة في المهرجان؟

للأسف وزارة الزراعة لا تهتم بهذا المهرجان، ولا توليه أهمية سوى بحضور شرفي لا أكثر، رغم أن التمور منتج زراعي مهم يمثل سلعة استراتيجية ثانية بعد تراجع القمح، ولم نشاهد مسؤولين من وزارة الزراعة يهتمون بهذا المهرجان أو يدعمون هذا الحراك.
وكذلك الحال بالنسبة لجامعة القصيم، فهي التي تملك كرسي أبحاث للنخيل والتمر، ومع ذلك لم يحرك هذا التجمع العملاق أي شيء لدى الجامعة. ونحن متأكدون أن هذا التجمع لو وجد في أي دولة في العالم لكان حديث الناس وحديث مؤسساتهم الخاصة والعامة.

ما العائد على منطقة القصيم من هذا المهرجان؟

نحن لفتنا أنظار العالم لهذا المهرجان وشبهنا منتجاته بالنفط، وكان حديث المجتمع عبر رسالتنا الإعلامية في السنوات الأولى للمهرجان، وبالتالي حققنا بالتعاون مع هيئة السياحة دوراً سياحياً في هذا المهرجان عبر إشغال الفنادق والشقق المفروشة، وكذلك الاستراحات، كما حرك المهرجان مصانع الكرتون وكذلك الخدمات كالنقل والشحن والتفريغ بالإضافة للفرص الصغيرة التي من الممكن استثمارها عبر السعوديين.

من يقيّم تجربتكم في ختام المهرجان؟

بالتأكيد المستفيدون هم من يقيم التجربة، وكذلك جهات متعددة من بينها هيئة السياحة والجمهور من خلال الملاحظات التي تصلنا سواء على مواقع المهرجان أو عبر المكاتبات الرسمية للأمانة.

الأكثر قراءة