من يخلف جاك روج؟
يختار أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية اليوم في بوينس آيرس رئيسا جديدا للجنة بعد انتهاء ولاية البلجيكي جاك روج، ويتنافس ستة مرشحين لرئاسة هذه المنظمة الرياضية الأهم في العالم.
المرشحون للرئاسة، هم: البورتوريكي ريتشارد كاريون عضو اللجنة الأولمبية الدولية ورئيس اللجنة المالية فيها، الأوكراني سيرجي بوبكا بطل القفز بالزانة السابق، الألماني توماس باخ نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية ورئيس اللجنة الأولمبية في بلاده، التايواني تشينج كيو وو رئيس الاتحاد الدولي للملاكمة (هواة)، أن جي سير ميانج نائب رئيس المجلس الرياضي السنغافوري، والسويسري دنيس أوزفالد رئيس الاتحاد الدولي للتجديف.
وتناوب على رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية حتى الآن تسعة رؤساء، ثمانية منهم من القارة الأوروبية، وكان الأمريكي أفيري بروندايج الاستثناء الوحيد في الفترة من 1952 حتى 1972.
وتشهد بوينس آيرس منذ أيام أهم اجتماعات للجنة الأولمبية الدولية، حيث تم اختيار الدولة المضيفة لأولمبياد 2020، وفازت طوكيو بهذا الشرف بحصولها على 60 صوتا مقابل 36 لإسطنبول في الجولة الثانية من التصويت، بعد أن كانت مدريد خرجت من الجولة الأولى إثر جولة تمايز مع إسطنبول.
#2#
كما صوت أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية أمس الأول على إعادة رياضة المصارعة إلى برنامج الأولمبياد في نسختي 2020، و2024 بعد أن نالت 49 صوتا، متفوقة على البيسبول سوفتبول (24)، والإسكواش (22).
وقد أفرز التصويت فوز طوكيو بتنظيم أولمبياد 2020 معطيات جديدة حيث أكد قوة الكتلة الآسيوية، والتناغم مع الكتلة الأوروبية أيضا إذ اعتبر البعض وخصوصا عدد من المسؤولين الفرنسيين أن ذهاب الألعاب الأولمبية في 2020 إلى آسيا يعطي الضوء الأخضر لأوروبا، وتحديدا للعاصمة الفرنسية باريس، لتقديم ترشيحها لاستضافة أولمبياد 2024.
وألمحت الصحف التركية التي صدرت أمس الأول إلى ''حسابات أوروبية'' بتفضيل مدينة آسيوية على إسطنبول في التصويت.
لكن وجود ثلاثة مرشحين من أوروبا، هم: باخ، بوبكا، وأوزفالد قد يزيد الأمور تعقيدا، مع أرجحية حسب التقارير الإعلامية للألماني الذي له باع طويل في العمل في الحركة الأولمبية.
التسريبات الإعلامية استبقت التصويت واعتبرت توماس باخ المرشح الأبرز للفوز بالرئاسة التي شغلها روج 12 عاما، ونشطت الصحافة الألمانية في الكشف عن ارتفاع حظوظ مرشحها وبأنه يحظى بدعم شخصية مؤثرة في الحركة الأولمبية العالمية هو الشيخ أحمد الفهد رئيس ''أنوك''، والمجلس الأولمبي الآسيوي.
وبث تلفزيون ''أي آر دي'' الألماني تقريرا عن الانتخابات تحدث فيه عن دعم الفهد لترشيح توماس باخ، مع أن رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي رفض الكشف عن المرشح الذي سيدعمه في انتخابات الرئاسة عملا بأخلاقيات الميثاق الأولمبي.
لكن الدلالة الأبرز على كواليس اجتماعات أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية ما كشفه أحد هؤلاء الأعضاء في تصريح لفرانس برس بقوله ''إن حصول العاصمة اليابانية طوكيو على 60 صوتا من أصل 96 في التصويت أكد قوة القارة الآسيوية بقيادة الشيخ أحمد الفهد رئيس ''أنوك'' ورئيس المجلس الأولمبي الآسيوي''.
وأضاف ''في حال وصول توماس باخ إلى الرئاسة يكون قد اكتمل المثلث الذي تحدث عنه الشيخ أحمد الفهد قبل عامين في رؤيته لمستقبل الحركة الأولمبية، هذا المثلث يشمل رئاسة أنوك (اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية)، وقمة الهرم في رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية، ورئاسة منظمة الاتحادات الرياضية الدولية التي تولاها النمسوي ماريوس فايزر''.
وكان الفهد دعم فايزر رئيس الاتحاد الدولي للجودو في انتخابات سبورت أكورد ''منظمة الاتحادات الرياضية الدولية'' بحصوله على 52 صوتا مقابل 37 للفرنسي برنار لاباسيت رئيس الاتحاد الدولي للركبي المدعوم من رئيس اللجنة الأولمبية الدولية المنتهية ولايته جاك روج.
وهذا لا يمنع المرشحين الآخرين من خوض السباق بأمل الفوز، فقد نبه البورتوريكي ريتشارد كاريون إلى أنه إذا فقدت القيم ضاعت المنظمة الرياضية العالمية.
وقال كاريون (60 عاما وعضو اللجنة الأولمبية الدولية منذ عام 1990) في تصريح لفرانس برس ''رسالتي الرئيسة إلى أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية أنه يجب ألا ننسى أننا منظمة ترتكز على القيم، فنحن نحرك بعض المشاعر القوية لدى الناس''.
وأضاف ''أنا متفائل جدا على المدى البعيد، لكن شعاري هو، تأمل بما هو جيد واستعد للأسوأ، فدورات الألعاب الأولمبية الثلاث الأخيرة كانت ناجحة جدا حيث بات لدينا الاحتياطيات المالية لمواجهة أي ظروف قاهرة (السيناريو الأسوأ هو إلغاء الألعاب)، فالألعاب والحركة الأولمبية في وضع جيد''.
وأوضح ''لكن دعونا لا ننسى أنه قبل 15 عاما واجهنا أوقاتا عصيبة مع فضيحة التصويت لمنح استضافة أولمبياد سولت ليك سيتي، فدعونا لا نحيد عن الحقيقة، فنحن نعيش في عالم تتغير فيه الأمور بسرعة كبيرة''.
وأشار إلى أن خليفة جاك روج سيواجه تحديات ضخمة ''فهناك العديد من المشكلات الحالية مثل المنشطات والمراهنات غير القانونية، والمشكلات التي قد تحصل لاحقا''.
وذهب المرشح السنغافوري أن جي سير ميانج أبعد من ذلك بإعلانه أنه سيدعم إقامة الألعاب الأولمبية في إفريقيا في حال فاز بالرئاسة وذلك في محاولة لاستقطاب أصوات الأعضاء الأفارقة في اللجنة الأولمبية الدولية.