الأوضاع السياسية تحدّ من شراء الذهب وبيعه
تفاوتت آراء أعضاء اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة والأحجار الكريمة، حول تأثر الأسواق المحلية بانخفاض أسعار الذهب في الأسواق العالمية، ففي الوقت الذي يرى البعض منهم أن السوق المحلية لها وضعها الخاص، وأن الانخفاض في أسعار الذهب ظاهرة طبيعية جداً، أكد آخرون أن الأوضاع السياسية والإقليمية وغيرها من العوامل الخارجية تعد عوامل رئيسة في ارتفاع أو انخفاض أسعار الذهب.
وقال تجار: إن حالة عدم اليقين بشأن الأوضاع السياسية، وخصوصاً إمكانية حدوث ضربة عسكرية لسورية دفعت كثيراً من المستهلكين للتريث في عمليات الشراء والبيع لحين اتضاح الصورة بالنسبة لاتجاهات الأسعار.
ووفقاً لـ "رويترز" تراجعت أسعار الذهب، أمس، إلى أدنى مستوياتها في ثلاثة أسابيع أثناء التعاملات الآسيوية، قبل أن تتعافى بفعل مشتريات من صائدي الصفقات، لكن المعدن النفيس يفقد جاذبيته كأداة استثمارية آمنة وسط آمال بإمكانية تفادي ضربة عسكرية أمريكية للنظام السوري.
ويتعرض الذهب - الذي خسر أكثر من 18 في المائة من قيمته منذ بداية العام - لضغوط أيضاً من توقعات بأن يقرر البنك المركزي الأمريكي تقليص برنامجه للتحفيز النقدي بعد اجتماع لجنة السوق المفتوحة بمجلس الاحتياطي الاتحادي في 17 و18 أيلول (سبتمبر).
وهبط سعر الذهب للبيع الفوري إلى 1356.85 دولار للأوقية وهو أدنى مستوى له منذ 22 آب (أغسطس) قبل أن يتعافى إلى 1363.9 دولار، واستقرت العقود الأمريكية الآجلة للذهب عند 1364.10 دولار.
وقال عبد الغني عبد الله المهنا عضو اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة والأحجار الكريمة بالشرقية: إنه من الصعب التنبؤ بمستقبل أسعار الذهب بصفة عامة، معتقداً أن السوق المحلية لا تتأثر بالأوضاع العالمية بقدر اعتمادها على المواطن، خلاف ما يحصل في الدول الأخرى، أو دول الجوار.
وأضاف: على سبيل المثال، فإن أسعار الذهب في الإمارات ما بين "مد وجزر" وتتأثر بناء على إقبال الوافدين من عدمه، أما في السوق المحلية، فإن الانخفاض والارتفاع في الأسعار لهما علاقة شبه مباشرة بالأوضاع الداخلية والمناسبات، من ضمنها بدء العام الدراسي والذي أسهم إلى حد ما في انخفاض أسعار الذهب.
وذكر المهنا أن الفترة المقبلة ستشهد انتعاشاً في أسعار الذهب، نظراً لقرب موسم الحج ومناسبات الأعراس، مبيناً أن الفترة الحالية هي الأنسب للمستهلكين بشراء الذهب لانخفاض سعره مقارنة بالفترة الماضية.
من جهته، أكد أحمد فؤاد الشريف عضو اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة والأحجار الكريمة في جدة، أن مسألة الارتفاع أو الانخفاض في أسعار الذهب لها علاقة مباشرة بالأحداث السياسية والإقليمية، مستشهداً بما شهدته الأيام العشرة الماضية من انخفاض في أسعار الذهب، نتيجة الأوضاع السياسية التي تشهدها سورية.
وأضاف أنه من الصعب التنبؤ بمستقبل أسعار الذهب، خاصة في ظل ما يشهده العالم من أحداث، وأن معظم الآراء في هذا الجانب لا تتعدى التوقعات أو الحدس.
ويعتقد الشريف أن الأحداث السياسية ليست بالضرورة أن تسهم في انخفاض أسعار الذهب، وإنما قد يحصل العكس، مستشهداً بما حصل أثناء حرب الخليج الأولى، حيث ارتفع خلالها سعر الذهب، في حين انخفض سعره أثناء حرب الخليج الثانية.
فيما وصف خليفة بن عبد المحسن الأحمد عضو اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة والأحجار الكريمة في الأحساء، انخفاض سعر الذهب خلال الفترة الحالية بأنه أمر طبيعي، ويكاد لا يذكر، نظراً لأن الانخفاض في السعر بسيط جداً، نافياً في الوقت ذاته أن يكون للمناسبات المحلية دور في ارتفاع أو انخفاض أسعار الذهب في السوق المحلية.
وفي السياق ذاته، استبعد محمد بن مطلق المطلق عضو اللجنة الوطنية لشركات محطات الوقود، وجود علاقة بين الوقود والذهب من ناحية تأثر أي منهما بارتفاع أو انخفاض سعرهما، مؤكداً أن جميعهما تتأثر أسعارهما نتيجة الأحداث السياسية والإقليمية.