تراجع واردات المواد الغذائية عبر ميناء جدة 18 %
تراجعت كمية الواردات من المواد الغذائية للسوق السعودي عبر ميناء جدة الإسلامي بنسبة 18 في المائة إلى نحو 766 ألف طن خلال حزيران (يونيو) الماضي، بعد أن بلغت في الفترة ذاتها من العام الماضي نحو 935 ألف طن. وتعبر أكثر من 70 في المائة من الواردات إلى المملكة من ميناء جدة الإسلامي للسوق السعودي.
وأرجع تجار للمواد الغذائية أسباب تراجع الواردات من المواد الغذائية إلى خفض أعداد الحجاج والمعتمرين في الموسم الجاري، وإلى الإجراءات وتأخر عمليات التفتيش للواردات، وإلى حجم المغادرين بسبب إجراءات تصحيح أوضاع العمالة.
وقال لـ"الاقتصادية" واصف كابلي عضو لجنة الأغذية وعضو اللجنة التجارية في الغرفة التجارية الصناعية في جدة إن تصحيح أوضاع العمالة تسبب في مغادرة أعداد كبيرة من المخالفين للأنظمة والقوانين، وتراجع القوة الشرائية في السوق السعودي, خلال العام الجاري.
وأوضح أن تراجع أعداد المعتمرين خلال الموسم الجاري وتراجع أعداد الحجاج من الخارج, وذلك بالتنسيق مع شركات الحج والعمرة سيتسبب في تراجع مستوى القوة الشرائية والطلب على المواد الغذائية خلال موسم العمرة, وسيؤثر على حجم الطلب في موسم الحج.
وبين أن تنسيق الجهات المعنية مع شركات الحج والعمرة ساهم في مغادرة المعتمرين بعد أدائهم المناسك، وعدم بقائهم لفترات طويلة، حيث لاحظنا في السنوات الماضية بقاء أعداد كبيرة من المعتمرين بعد أدائهم النسك، وهذا يؤثر على مستوى القوة الشرائية، ونعتقد أن الأنظمة والإجراءات ستساهم في مغادرة الحجاج بعد أدائهم مناسك الحج مباشرة.
وتطرق عضو لجنة الأغذية وعضو اللجنة التجارية في الغرفة التجارية الصناعية في جدة إلى تأخر إجراءات التفتيش على المواد الغذائية وخصوصاً المواد المبردة مثل اللحوم التي لا تحتمل التأخير، حيث تتأخر عمليات التفتيش في العديد من الحالات، ويؤدي ذلك إلى عدم صلاحية اللحوم للاستهلاك الآدمي، وبالتالي ينخفض حجم الواردات في السوق ويتم تعويض تلك الشحنات برفع الأسعار.
وأشار إلى عدم وجود خدمات الشحن من الطائرات للمستودعات مباشرة، خاصة ما يتعلق بالواردات من اللحوم والمبردات التي لا تحتمل درجات الحرارة المرتفعة، كما أن تأخر الشحنات لنحو 10 دقائق فقط قد يؤثر على سلامة تلك الأغذية، وهي خسائر مالية يتحملها المستهلك في نهاية المطاف.
من جهته أوضح طلعت تونسي نائب رئيس لجنة الحج والعمرة لشؤون العمرة في الغرفة التجارية الصناعية في مكة، أن تنظيم وزارة الحج مع شركات العمرة ساهم في تقليص فترات الإقامة للمعتمرين في الأراضي السعودية.
ولفت إلى أن تأثير التراجع في أعداد الحجاج خلال الموسم الجاري سيؤثر بشكل مباشر في تراجع القوة الشرائية للمواد الغذائية، حيث عملت وزارة الحج بالتنسيق مع شركات الحج على تخفيض أعداد الحجاج من الداخل والخارج، وهذا سينعكس على تراجع القوة الشرائية والطلب على المواد الغذائية بلا شك.
وبين أن تراجع أعداد الحجاج سيكون واضحا في المرحلة القادمة، حيث إن هذا العام سيكون العام الأول لتخفيض أعداد الحجاج بسبب أعمال التوسعة، وربما ساهم تراجع الأعداد في خفض الواردات من المواد الغذائية للموازنة بين العرض والطلب خلال موسم الحج، ولاستيراد الكميات المطلوبة من الشركات دون زيادة.