«سوق عكاظ» يفتح للمثقفين آفاق أزمنة الشعر
اعتبر عدد من المثقفين ورؤساء أندية أدبية، أن سوق عكاظ يلعب دورا كبيرا في دعم الأنشطة الأدبية، ومنح الفرصة للمختصين في الشأن الثقافي للمشاركة في التظاهرة الثقافية التي تحتضنها محافظة الطائف سنويا؛ نظرا لما يحمله السوق من مكانة تاريخية، إضافة إلى الصيت الذي بات يحظى به في الأوساط المحلية والعربية.
وأكد عدد من المشاركين في برامج السوق للعام الحالي من منسوبي الأندية الأدبية، أن العلاقة بين السوق والأندية تكاملية، مستشهدين بالترحيب الكبير الذي لقيته مقترحاتهم التي تقدموا بها للأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ، ودعوته لهم للمشاركة بشكل فاعل في برامج السوق، وتقديم الأفكار التي تتكامل فيها مع اللجنة الثقافية لإنجاح المناسبة، مثمنين للجان المسؤولة إسناد عدد من الأنشطة لنحو ثمانية من رؤساء وأعضاء الأندية الأدبية.
وقال الدكتور عطا الله الجعيد رئيس نادي الطائف الأدبي: لا شك أن إحياء السوق بحد ذاته فكرة رائدة، ونأمل أن يصل السوق لمرحلة العالمية، بعد أن تخطى المحلية وأصبح اليوم تظاهرة عربية يحرص الجميع على المشاركة فيها، ما انعكس على الجميع وأحدث حماسا للمشاركة.
فيما أوضح الدكتور عبد الله السلمي رئيس نادي جدة الأدبي، أن أندية منطقة مكة المكرمة قدمت للأمير خالد الفيصل برنامجا موسعا يتضمن مشاركة الأندية، وكان ذلك قبل انطلاقة السوق بنحو شهر واحد، مستدركا أن ضيق الوقت حال دون تنفيذها، وهذا لا يعني أن الأندية الأدبية مغيبة عن المناسبة.
ونوه بأن الأندية الأدبية تقدمت بفكرة استحداث جائزة جديدة تخصص للنقد، ولقيت ترحيبا من القائمين على السوق، مشددا على أن الأندية الأدبية تريد إحياء النقد من خلال رصد جائزة تقدم لهذا الجانب، لذا اقترحت أيضا جائزة أخرى تخصص لنقد النقد، بحيث تكون هناك قراءات نقدية تتناول القراءات المقدمة للقصائد الملقاة في سوق عكاظ. وبخصوص التعاون بين الأندية والسوق، أكد السلمي أن مشاركة الأندية في فعاليات السوق واضحة، سواء من خلال الأسماء المشاركة التي تنتمي إلى عدد من الأندية الأدبية، أو من خلال التنسيق في إعداد الفعاليات التي يكون المشاركون فيها أعضاء تابعين لتلك الأندية، متوقعا أن تشهد الفعاليات مزيدا من التنسيق في المواسم المقبلة بين الأندية والسوق.
بينما ذهب الدكتور حامد الربيعي رئيس نادي أدبي مكة، إلى أن سوق عكاظ تحول إلى تظاهرة ثقافية، ورافد معرفي، استطاع ربط الأجيال بماضيها الذي يشكل هوية ضاربة في التاريخ، متطلعة إلى المستقبل.
وبين أن نادي مكة الأدبي نظم ندوات ضمن فعاليات سوق عكاظ، كما كان من بين أندية المنطقة التي تقدمت للأمير خالد الفيصل بمشروع متكامل عبرت فيه عن رؤيتها، وطرحت فيه ما يمكن أن تسهم به في الخطة القادمة من فعاليات وأطروحات، ولقيت ترحيبا منه.
من ناحيته، أشاد الدكتور عبد الله الحيدري رئيس نادي الرياض الأدبي، ببرامج السوق الثقافية وعنايته بالأندية الأدبية ومنسوبيها، متوقعا أن يشهد التعاون ما بين الأندية والسوق مزيدا من التنسيق خلال الأعوام المقبلة.
وقال: ''كلاهما في خندق واحد، ويعملان من أجل هدف واحد، وهو نشر الثقافة، كما أن الأندية تراقب فعاليات السوق، وتحرص على الإسهام فيها من خلال الأوراق والمشاركات البحثية''.
وأشارت أمل القثامي عضو مجلس إدارة نادي مكة الأدبي والمسؤول المالي، إلى أن التعاون الكبير بين سوق عكاظ والأندية الأدبية واضح وجليّ من خلال المحاضرات، ومعارض الكتب، ولعل من أبرز المشاركات التي كان للأندية الأدبية دور فيها معرض الكتاب الرقمي وأجنحة الأندية الأدبية.
وأكد الدكتور أحمد التيهاني عضو مجلس إدارة نادي أبها الأدبي والمسؤول الإداري، أن السوق في أساسه نتاج جهد مشترك بين قطاعات الأجهزة في اللجنة الإشرافية والمهتمين بالشأن الثقافي، لافتا إلى ضرورة أن تبادر الأندية الأدبية وخاصة أندية منطقة مكة بتقديم كل ما لديها للإسهام في هذا العمل الثقافي المميز، مطالبا الأندية بالتضامن فيما بينها وأن يكون لها دور أكثر بروزا في صياغة البرامج الثقافية للسوق واختيار المتحدثين، حتى تخفف العبء عن اللجنة الإشرافية للسوق.
أما الدكتور صالح الغامدي، الأمين العام لمؤتمر الأدباء السعوديين، فنوه بأن الأندية الأدبية عليها أن ترفع مستوى التنسيق بينها على النحو الذي يعمل على تنمية ثقافة الوطن.
في حين قال الدكتور عبد الله الوشمي، الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية: ''إن أنشطة سوق عكاظ لم تقتصر على الأندية الأدبية فحسب، ومركز الملك عبد الله الدولي لخدمة اللغة العربية بصدد تنفيذ المشروع المشترك بين المركز وسوق عكاظ''.
من جهته، اقترح الدكتور منصور الحازمي الناقد والأكاديمي والمؤلف السعودي، أن تبادر الأندية الأدبية بتقديم مقترحات وآراء فيما يتعلق بالشأن الثقافي والأدبي، نظرا لتوافق الهدف والرؤية لدى الأندية والسوق، ممثلا في لجنته الثقافية.