القصبي بدا في «التائه» و«طاش ماطاش» علامة فارقة
الفنان السعودي ناصر القصبي الذي يعد من نجوم الكوميديا القلائل في الخليج بل يعد ممن وضعوا لأنفسهم شخصية فنية مميزة عُرف بها على الدوام، فبمجرد ترشيح اسمه لعمل ما يسعى جاهداً لكي يكون عملا ذا قيمة لأنه بلا شك يعتبر أيقونة العمل والمسؤول الأول عن نجاحه، لذلك فهو يبحث دائماً عن المضمون الراقي وبالتحديد في الكوميديا التي اشتهر بها وأحبها فأحبه الجمهور من خلالها، ناصر القصبي خريج كلية الزراعة جامعة الملك سعود حالة خاصة لأنه عاشق للفن عمل به ترك تخصصه العلمي، وجعل من الفن غايته التي يتوق دوماً إليها والأهم أنه يُعد من رواد الدراما والمسرح في السعودية في وقت كان العمل غير مُيسر في هذه المهنة الصعبة التي احتاجت حينها إلى المزيد من الجهد لترسيخ فكرة فن التمثيل الكوميدي في المجتمع بطريقة أكثر انفتاحاً، لذا يُعد هذا الفنان صاحب الصوت والإفيهات والطلَّة المميزة في أعماله شخصية يُحتذى بها للوصول إلى النجاح الذي اعتاد عليه في أعماله التي بدأها بمسرحية ''التائه'' وشاركه الفنان راشد الشمراني وأخرجها رشدي سلام عام 1984م إلى أن جاءت البداية الحقيقية له في دور من أجمل وأكثر الأدوار التي أحدثت علامة فارقة في حياته الفنية وأجمع عليها المشاهدون من الخليج والوطن العربي وهى ثنائيات ''طاش ما طاش'' مع رفيق ضربه الفنان السعودي عبد الله السدحان. هذا المسلسل التلفزيوني الرمضاني الذي بدأ عرضه عام 1993م وشارك فيه العديد من النجوم السعوديين والعرب ولكن الفنان عبد الله السدحان والفنان ناصر القصبي بتقديمهما هذه الخطوات الجريئة نَجحا معاً في إحداث حالة خاصة وفريدة في الدراما التي تعالج المشاكل الاجتماعية بطريقة كوميدية هزلية لهذا فقد وصلا إلى عقول وقلوب المشاهدين الذين تابعوهم علي مدار سنوات عُرضت فيها أجزاء المسلسل الأشهر عربياً الذي تعرض أيضاً لانتقادات عديدة بسبب ما تَطرق إليه من مشكلات اعتبرها البعض تجريحا لا داعي له ولكنه أكمل المشوار الفني بنجاح مذهل عاما تلو الآخر هكذا هو الفنان الحقيقي الذي يؤمن بقضيته ويدافع عنها مهما كانت الضغوط والعقبات، وخلال تلك الفترة حصد العديد من الجوائز ومنها الجائزة الذهبية الأولي في مهرجان الخليج السابع للإذاعة والتلفزيون عام 2000م عن مسلسل ''القصر'' مع عبد الله السدحان وعبد الإله السناني وأحرز مسلسل طاش ما طاش جائزة مهرجان الخليج العربي للإذاعة والتلفزيون عام 2010م إلى أن ظهرت على الساحة مشاكل عديدة تارة مع المخرج عبد الخالق الغانم وتارة أخرى مع الفنان عبد الله السدحان تلك المشاكل التي طغت على مسيرة العمل بسب انشغال الصحافة بها وتركها النجاح المدوي للعمل الذي يعد من أنجح الأعمال السعودية بل العربية فقد قدم من خِلاله قرابة 500 شخصية إلى أن بدأت مرحلة جديدة من الانفصال الفني تلتها منافسة بين كل من السدحان والقصبي تلقفتها الصحف التي تناقلت تصريحاتهما وأحدثت فجوة عميقة بينهما وضاع طاش ليبدأ كل منهما العمل منفرداً فلم تُفرز هذه الأعمال نجاحاً خاصة تجربة الفنان عبد الله السدحان ''طالع نازل'' الذي اتهمه الجمهور حينها بأن الإخفاق في العمل جاء نتيجة بعده عن رفيقه القصبي ولكن الثنائي لم يأبها بذلك ليستمر كل منهما في عمله ليقدما هذا العام مسلسلين نالا قدراً كبيراً من النقد وأحياناً كثيرة من الإطراء وبالتحديد مع حُمى المقارنة بين العملين اللذين استقطبا فيهما فنَانَين لهما من الوزن الفني والثقل الدرامي الكثير. الفنان عبد الله السدحان استعان في مسلسله ''هذا حنا'' بالفنان الكويتي سعد الفرج رفيق درب الفنان الكويتي عبد الحسين عبد الرضا الذي استعان به على الجانب الآخر الفنان ناصر القصبي ليشاركه مسلسله ''أبو الملايين'' الذي عُرض في رمضان الماضي على شاشة إم بي سي فقد سُنت عليه الأقلام وتعرض لانتقادات عديدة ذلك بسبب السيناريو الخالي من الحبكة الدرامية التي جعلت المشاهد يتوه بين الحلقات ويضع كامل تركيزه على أبطال العمل مما جعلهم عرضة للنقد الدائم ما بين مؤيد ومعارض ولكن في المجمل كان هناك إجماع من الجمهور على استمرار وهج الفنان ناصر القصبي الذي عاد للساحة بقوة من خلال هذا العمل، وها قد عاد مجدداً للعمل الجماهيري في برنامج اكتشاف المواهب ''آرب جوت تالنت'' على فضائية إم بي سي من خلال اشتراكه في لجنة التحكيم مع الفنانة اللبنانية نجوى كرم والفنان أحمد حلمي وعلي جابر، هذا وتعد مشاركة القصبي هذا العام بعد مشاركته العام الماضي التي أضافت روحاً مرحة وقدم آراء جيدة في المواهب المتقدمة التي تعد أيضاً إضافة جديدة لرصيده المهني ونجاحا جديدا يحسب له.