مناطق صامتة

يمتلئ العالم بأماكن غريبة وظواهر يصعب تفسيرها وألغاز لم تحل رغم التقدم العلمي الذي نعيشه وتوافر أدوات البحث والاستكشاف إلا أن الكثير من الأماكن ظل عصياً.
ومن هذه الأماكن منطقة أذهلت العلماء، ليس بما يحدث فوقها من تحركات غريبة أو أصوات وأزيز، بل بصمتها المطبق وتفردها بصفات مخالفة لقوانين الطبيعة التي نعرفها سُميت بـ ''منطقة مابيمي الصامتة'' في نيومكسيكو وتقع شمال مدار السرطان، وتشترك في خط العرض نفسه جنوب خط 30 ضمن ما يُعرف بحزام الصمت، ويشمل: مثلث برمودا، وأهرامات مصر، ومنطقة التبت المقدّسة.
تم اكتشاف منطقة الصمت مصادفة بواسطة الطيار فرانسيسكو ساريتا عام 1930 عندما لاحظ توقف جهاز الراديو وأجهزة الملاحة في طائرته في أثناء مروره فوقها!
وفي عام 1970 أثار انحراف قذيفة أثينا الأمريكية عن مسارها وسقوطها في الصحراء عند مرورها بهذه المنطقة، فضول العلماء وذهبت البعثات ومنها اكتشفوا أنه لا يمكن إرسال إشارات الراديو عبر هوائها، كما لا يمكن أن يعمل فيها راديو أو تلفاز أو جوّال ما يجعلها منطقة مظلمة يطبق عليها السكون وتمنع عبور كل ما يعكر صفوها من موجات وإشارات.
واكتشفوا أنها تحوي الكثير من الغرائب مثل وجود مستويات عالية من المعادن والحديد، وبقايا أجرام سماوية، كما أن الحيوانات في تلك المنطقة تسلك سلوكاً غريباً فكلب إحدى بعثات الاستكشاف أصابته حالة من الذعر وأخذ يدور حول نفسه، وفي الصباح اختفى ولم يجدوا له أثراً!
وتموت فيها بعض الحيوانات دون سبب واضح، والأغرب أن جثثها تبقى ولا تتغذّى عليها الطيور الجارحة ولا السباع، أما الطيور المهاجرة فتضل طريقها وتفقد بوصلتها الذاتية حساسيتها عند مرورها بتلك المنطقة، وحتى السلاحف لا تبقى ثابتة على قدميها، بل تنقلب على ظهرها دون سبب واضح. وتشتهر منطقة الصمت بوجود الصبار البنفسجي والعديد من النباتات الغريبة.
ويزعم السكان القريبون من تلك المنطقة كثرة مشاهدتهم للأطباق الطائرة ''اليوفو'' والمخلوقات الفضائية humanoid ويدعون مقابلتهم والحديث معهم، وأنهم لا يطلبون سوى الماء! كما تحدث في تلك المنطقة حرائق غير مبررة وومضات نور غامضة!
وبعد العديد من الدراسات والبحوث والرحلات الاستكشافية لهذه المناطق الصامتة، لم يجدوا تفسيراً واضحاً لما يحدث. وعزت أغلب النظريات غرابة هذه المنطقة وما يحدث فيها إلى نشاط كهرومغناطيسي أرضي شاذ من الممكن أنه تسبّب في فتح ممرات دودية بين الأرض والفضاء الكوني ما سمح للكائنات الفضائية بالتنقل بينهما. ويربط الكثيرون بين هذه المخلوقات والحضارات الإنسانية التي نشأت قبل آلاف السنين مثل حضارة المايا وفاقت ما وصلنا إليه اليوم من تطور، وذلك واضح من رسومات الآثار في بعض الأماكن.. فهل من الممكن أن تكون هذه المناطق معابر من الأرض إلى السماء؟ نحن في انتظار ما ستكشفه لنا الأيام.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي