الأزمة السياسية في إيطاليا تهز أسواق المال العالمية

الأزمة السياسية في إيطاليا تهز أسواق المال العالمية

تسبّب تجدّد الغموض السياسي في إيطاليا بهزّة في أسواق المال الدولية أمس، وارتفاع هامش المخاطرة بين السندات الإيطالية لأجل عشر سنوات ونظيرتها الألمانية القياسية، وتراجع سوق الأسهم الإيطالية.
وينزلق ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو إلى حالة من الفوضى، جرّاء تهديدات صادرة من رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلسكوني بإسقاط الائتلاف الحكومي الكبير؛ ما أثار مخاوف من أن الاضطراب السياسي يمكن أن يشعل من جديد أزمة ديون في تكتل العملة الموحدة.
وسجلت الأسهم الإيطالية انخفاضا زاد على 2 في المائة في التعاملات الصباحية، فيما ارتفع معدل العائدات التي يطلبها المستثمرون على السندات الحكومية لأجل عشر سنوات إلى نسبة 4.598 في المائة مقارنة 4.416 في المائة يوم الجمعة الماضي.
وتم إيقاف التداول على العديد من الأسهم في بورصة ميلانو بعد تسجيل تراجعات حادة ما أدى إلى تفعيل تعليق تداولها بشكل تلقائي.
وكانت شركة ''ميدياسيت''، العملاقة في مجال الإعلام والمملوكة لبرلسكوني، واحدة من أكبر الخاسرين في البورصة بعدما تراجع سهمها بنحو 4 في المائة.
وذكر موقع ''فيرستاونلاين إنفو'' الإخباري في تعليق على أوضاع السوق أن تأثير برلوسوكوني ''يضرب السوق مرة أخرى، والخوف يسود الأسواق''.
وقام برلوسكوني الذي يواجه احتمال طرده قريبا من مجلس الشيوخ إثر الحكم عليه بالسجن بتهمة التهرب الضريبي؛ برفع مستوى الضغوط في الأيام الماضية.
فقد أعلن يوم السبت الماضي عن سحب وزراء حزبه (حزب الحرية) الخمسة من الائتلاف الحكومي الهش، ودعا إلى انتخابات مبكرة بالسرعة الممكنة.
ووصف رئيس الوزراء ليتا، الذي تولى السلطة هذا العام وواجه صعوبات في محاولته تقوية الاقتصاد المتعثر، الخطوة التي أقدم عليها برلوسكوني الذي تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات بأنها ''مجنونة وغير مسؤولة''.
وحذر ليتا (47 عاما) من تأثير إجراء الانتخابات في هذا الوقت الحرج بالنسبة لإيطاليا على الأسواق المالية، وفي الوقت الذي بدأت تنتعش فيه الآمال بالخروج من الانكماش المدمر الذي تعانيه البلاد منذ عامين.
وقال المحلل في مصرف ''إتش إس بي سي''، ماتيو كومينيتا: علينا أن ندرك أن المخاطرة بإجراء انتخابات مبكرة كبيرة، لكننا نعتقد أن المقامرة التي أقدم عليها برلوسكوني لن تنجح في النهاية. وبين السيناريوهات المحتملة أن تواصل حكومة ليتا عملها بصعوبة، سواء في شكلها الحالي أو بعد إعادة تشكيلها؛ بدعم من المتمردين على برلوسكوني والمنشقين من ''حركة النجوم الخمس''.
وقال ليتا إن التبريرات التي ساقها برلوسكوني لسحب دعمه للحكومة، ومن بينها فشل الحكومة في منع زيادة ضريبة المبيعات إلى 22 في المائة هذا الأسبوع؛ هي ''غطاء لمصالحه الشخصية''.
وفي أوروبا، تراجعت الأسهم الأوروبية أمس، وانخفض مؤشر ''داكس'' الألماني بنسبة 0.9 في المائة، وهبط مؤشر ''يورو ستوكس 50'' في منطقة اليورو بنسبة 1.24 في المائة.
ويرتبط التراجع بتوقف عمل الحكومة في الولايات المتحدة الذي قد يبدأ اليوم ما لم يتوصل أعضاء الكونجرس لاتفاق في اللحظة الأخيرة بشأن مشروع موازنة وافق عليه مجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون، ويرفضه الديمقراطيون في مجلس الشيوخ والبيت الأبيض.
كما سادت حالة الغموض الأسواق الآسيوية، ففي اليابان خسر مؤشر ''نيكّي'' القياسي 304.27 نقطة أو ما يعادل 2.06 في المائة من قيمته مغلقا عند 14455.8 نقطة، كما تراجع مؤشر ''توبكس'' الأوسع نطاقا بمقدار 23.42 نقطة أو ما يعادل 1.92 في المائة ليغلق عند 1194.1 نقطة.
وأنهى مؤشر البورصة التايلاندية ''سيت'' على 1383.16 نقطة منخفضا 34.33 نقطة أو بنسبة 2.4 في المائة.
وقال المحلل في ''آشيا بلاس سيكيوريتيز'' للأوراق المالية، تيردساك تاويتيراتام: إن الهبوط يرجع إلى الاضطراب في المنطقة بسبب التوقف الذي يلوح في الأفق لعمل الحكومة الأمريكية.
كما انخفضت مؤشرات أخرى بأكثر من 2 في المائة في إندونيسيا والفلبين وباكستان.
وفي أستراليا، انخفض مؤشر ''إس آند بي - أيه إس إكس 200'' بنسبة 1.7 في المائة، وتراجع مؤشر ''هانج سينج'' في بورصة هونج كونج بنسبة 1.5 في المائة.

الأكثر قراءة