«مدينة الملك عبد الله للطاقة» تنتظر الموافقة على خطة إنشاء محطات نووية
قال الدكتور خالد السليمان نائب رئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، إن جميع الدراسات فيما يخص البرنامج الوطني للطاقة الذرية باتت جاهزة، موضحا أن المدينة جاهزة لبدء عمل الإنشاءات للمحطات النووية، وأنهم فقط في انتظار الموافقة على الخطة.
وأضاف: "مع بداية المدينة وضعت من أهم أولوياتها أن تكون متبعة لأفضل الممارسات العالمية فيما يتعلق ببناء وتشغيل المحطات النووية"، مشيرا إلى وجود تنسيق مستمر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل التأكد من أن جميع الخطوات طبقا لأفضل الممارسات العالمية.
جاء حديث السليمان ردا على سؤال لـ "الاقتصادية"، حول نسبة إنجاز المدينة لاستكمال متطلبات البرنامج الوطني للطاقة النووية، على هامش توقيعه اتفاقية مع مؤسسة تحلية المياه المالحة، للتعاون في دراسة وتطوير استخدامات الطاقة الذرية والمتجددة (الشمسية الكهروضوئية، الشمسية الحرارية، والرياح) في تحلية المياه.
يذكر أن المدينة حددت مواقع مبدئية مستوفية لجميع المتطلبات لإنشاء محطات نووية عقب دراسات استمرت أكثر من ثلاث سنوات، فيما أكد السليمان أن اللجان الوزارية تناقش حالياً استراتيجية المدينة وخطة التنفيذ.
ومن المعلن أن السعودية تخطط لبناء 17 مفاعلا نوويا لإنتاج الطاقة الكهربائية بحلول عام 2032، حيث عينت مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية بيوتا استشارية عالمية ومؤسسات مالية محلية ودولية في اللجنة الاستشارية المكلفة بدراسة تطوير البرنامج النووي الوطني لإنتاج الطاقة الكهربائية.
وفي شأن الاتفاقية مع مؤسسة تحلية المياه، قال السليمان: "هناك فرصة ثمينة جداً للسعودية للاستثمار في مصادر الطاقة المختلفة في التحلية، ليس بهدف استثمار المصادر الأخرى، ولكن بهدف تقليل التكلفة ورفع الكفاءة.
وتابع: هذا لن يأتي بين يوم وليلة ولكن من خلال عمل دؤوب ومشترك من خلال اختبار العديد من التقنيات، والطاقة الشمسية لها عدة تقنيات يجب أن نكون قادرين على اختبارها وتطويرها للوصول إلى كفاءة أعلى وجدوى اقتصادية أفضل.
من جانبه كشف الدكتور عبد الرحمن آل إبراهيم محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، عن وجود خطط لإنشاء محطات كبيرة في السعودية لإنتاج المياه المحلاة باستخدام الطاقة الذرية والمتجددة، موضحا أن هدفهم ليس إنتاج كميات محدودة، بل تجارية تستطيع تغذية المدن الرئيسة في البلاد.
وقال إن بلاده تستهلك حالياً ما يقارب 300 ألف برميل مكافئ من الوقود يومياً، مشيرا إلى أن الهدف رفع قدرات إنتاج المياه المحلاة بتقليل نسبة استهلاك الوقود الهيدروكربوني، في ظل وفرة الطاقة المتجددة.
واتفقت مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، أمس، على التعاون لدراسة وتطوير استخدامات الطاقة الذرية والمتجددة (الشمسية الكهروضوئية، الشمسية الحرارية، والرياح) في تحلية المياه.
ووقع آل إبراهيم والسليمان اتفاقية تعاون تنص على بناء محطات تجريبية لأكثر التقنيات جدوى من الناحيتين الفنية والاقتصادية، إضافة إلى التعاون في مجال الأبحاث وتطوير التقنيات.
وأكد محافظ المؤسسة، أن هدفهم من هذه الاتفاقية نقل هذه الأفكار إلى برامج عملية ليست لإنتاج كميات محدودة فقط، بل لإنتاج كميات تجارية تستطيع أن تغذي المدن الرئيسة في السعودية.
وأشار إلى تحديات تواجههم في استخدام الطاقة الشمسية والفرص المتاحة لها في السعودية مع وجود إسقاط شمسي عالٍ، التي تتمثل في طرق التخزين، موضحا أن فرصة المؤسسة تتمثل في إنتاج هذه المياه ثم تخزينها في خزانات ميكانيكية.
وعاد ليؤكد أن بلاده تحظى بعشرات الفرص متاحة في تحلية المياه باستخدام الطاقة المتجددة، ولاسيما أن درجات الحرارة التي يسعون لها قد تصل إلى 60 إلى 80 درجة مئوية، وهي درجات قابلة لأن تمد من قبل الطاقة الحرارية.