فرانسوا إنجليرت .. 50 عاماً احتاج إليها العالم لفهم نظريته
سنوات طويلة عاشها عالم الفيزياء البلجيكي فرانسوا إنجليرت بعيداً عن الأضواء رغم إسهاماته العلمية الواضحة.
وظل وقتا طويلا غير معروف كثيرا سوى في الوسط الفيزيائي، على الرغم من أنه تنبأ بالفعل عام 1964 بوجود أحد الجسيمات الحاسمة المكونة للمادة.
وولد إنجليرت عام 1932 في بروكسل، وترقى علميا في جامعة بروكسل الحرة حتى أصبح أستاذا غير متفرغ منذ عام 1998، كما قضى عامين في جامعة كورنيل في نيويورك، وذلك في الفترة من عام 1959 حتى عام 1961.
وتحدث إنجليرت عام 1964 عن فكرة "كسر التناظر" في مقال شهير بالتعاون مع زميله روبرت بروت، وذلك قبل فترة قصيرة من إعلان شريكه في جائزة نوبل للفيزياء هذا العام، بيتر هيجز، عن نظريته الخاصة بجسيمات هيجز أو البوزون، وهو الجسيم الذي يفسر وجود الكتلة ويساهم في فهم أفضل للكون، وذلك حسبما ذكرت وكالات الأنباء أمس.
واضطر العالم البلجيكي للانتظار نحو 50 عاما حتى يتوصل العلماء إلى دليل على صحة هذه النظرية، ليتم إعلان فوزه بمشاركة العالم هيجز الحصول على جائزة نوبل للفيزياء لتنبؤهما بجسيمات هيجز.
ويعد إنجليرت أول بلجيكي يحصل على جائزة نوبل في الفيزياء.
وسبق أن نال العديد من الجوائز الأقل شهرة علمية، حيث حصل عام 1978 على أول جائزة تمنح لمقالات عن الجاذبية من مؤسسة أبحاث الجاذبية. وفي عام 1997، منحته جمعية الفيزياء الأوروبية الجائزة الكبرى للطاقة والجسيمات الفيزيائية بالاشتراك مع كل من هيجز وبروت الذي توفي عام 2011.
وفي وقت سابق هذا العام، فاز إنجليرت بجائزة أمير أستورياس إحدى أرفع الجوائز التي تمنح في الأبحاث العلمية في إسبانيا.
ويعتبر جزيء هيجز أحد أكبر الاكتشافات العلمية في الـ 50 سنة الماضية، وكان هذا الجسيم هو قطعة الفسيفساء الغائبة في النموذج القياسي لبناء المادة.
ويشار إلى أن علماء الفيزياء استمروا في التشكيك في صحة هذه النظرية، وكان من بينهم أستاذ الفيزياء الشهير شتيفان هوكينج، الذي وصل به التشكيك إلى الدخول في رهان على خطأ النظرية، ثم اضطر فيما بعد إلى الاعتراف بأنه خسر مبلغ 100 دولار الذي راهن به.