صناعة 38 طائرة من دون طيار يديرها 200 سعودي
كشفت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية عن تفاصيل الطائرات من دون طيار التي قامت بإنتاج ثلاثة أنواع منها، في خطوة تعد الأولى من نوعها على مستوى السعودية.
وأوضح لـ ''الاقتصادية'' الدكتور خالد الحصان المشرف على المركز الوطني لتقنية الطيران في المدينة، تصنيع ثلاثة أنواع من طائرات من دون طيار بعدد 38 طائرة أطلقت عليها اسم صقر2، وصقر3، وصقر4، مشيراً إلى أنها تدار من قبل 200 فني في مدينة العلوم والتقنية من الكوادر الوطنية، وتم اختبارها ونجاحها وعرضت صقر 4 لصغر حجمها في معرض العلوم والتقنية بالرياض 2013م، وأبدى عدد من الذين شاهدوها إعجابهم بها وأشادوا بها وأبدى عدد من الجهات رغبته في الاستفادة منها، مشيراً إلى أنه من المبكر الحديث حول آلية التعاون مع تلك الجهات واستفادتهم منها.
#2#
وبين الحصان أن هذه الطائرات مصنعة من الألياف الزجاجية والكربونية، وتتميز بخفة وزنها وقوة تحملها ولا يمكن التقاطها من خلال أجهزة الرادار والاستطلاع، وتتم برمجتها من خلال غرفة تحكم أرضية.
وأضاف، أن الطائرات تحتوي على جهاز تحكم آلي هو المعني بقيادة الطائرة، كما توجد بها برامج لوغرثميات تستطيع أن تتعامل وتتكيف مع الظروف البيئية للطيران كالتعامل مع الرياح ودرجات الحرارة المختلفة وزيادة الاحتراق للمحرك والهبوط أو الصعود الاضطراري للطائرة أو الانحراف عن مسار الطيران، كما تحتوي على أجهزة اتصالات وغرفة عمليات، يتم النقل المباشر والمستمر للصور والفيديو من الطائرة إلى غرفة التحكم، حيث يمكن تغيير المسار والأهداف من خلال الاتصال المباشر والطائرة في الجو.
وأكد الدكتور الحصان أنه من خلال البرمجة يتم تحديد مسار الطائرة والأهداف المراد تصويرها سواء كانت تضاريس أو وديان مياه أو جبالا أو مزارع أو طرق عمران، كما يمكن تحديد أهداف متحركة وتعقبها مثل حركة السيارات والقطارات وحركة الزحام البشري.
وأفاد أن هذه الطائرات تعمل آلياً، وتتم برمجتها مسبقاً، وتحتاج فقط إلى مهندس طيران يراقب الأجهزة والحساسات الموجودة في الطائرة من غرفة التحكم الأرضية، وفي حال حدوث عطل أو خلل يقوم بعدة خيارات منها الهبوط الاضطراري المظلي أو العودة إلى غرفة التحكم الأرضية.
واستعرض الدكتور الحصان أنواع الطائرات من دون طيار التي أنتجتها المدينة وهي طائرة متوسطة الحجم أطلق عليها اسم ''صقر 2'' ذات مدى يصل إلى 150 كيلو مترا ويمكن تطوير مداها إلى حد أقصى 250 كيلو مترا ولمدة تحليق تصل إلى ثماني ساعات بسرعة تقدر بـ 120 كيلو مترا في الساعة وبارتفاع 5000 متر، مفيداً بأن هذا النوع من الطائرات يصنف ضمن الفئة المتوسطة بعيدة المدى، حيث أثبت تصميم ''صقر 2'' جودته في الاستقرار والتحكم من خلال الاختبارات العلمية والعملية وكذلك تخفيض تكلفة المنتج من خلال تخفيض تكلفة البحث والتطوير.
وأكد أن ''صقر 2'' تضاهي مثيلاتها من حيث الدراسات التحليلية والتقنيات المستخدمة في تصنيع هيكل الطائرة، حيث استخدمت الألياف الكربونية والألياف الزجاجية لرفع نسبة وزن الإقلاع لوزن الطائرة فارغة، وتم تصميم ''صقر 2'' لحمل ما يزن 50 كيلو جراما من أجهزة التصوير والمراقبة، وكذلك إمكانية إضافة طبق للتحكم فيها عن طريق الأقمار الصناعية في المستقبل لتغطي مساحات أوسع وأبعد.
وأوضح الدكتور الحصان أن النوع الثاني من الطائرات هي طائرة كهربائية صغيرة الحجم أطلق عليها اسم ''صقر 3'' لا يتجاوز وزنها 4.5 كيلو جرام، وهي من فئة قصيرة المدى، صنع كامل هيكل الطائرة من الألياف الكربونية لتصبح بذلك من أخف طائرات هذه الفئة إن لم تكن الأخف، حيث تزن 4.5 كيلو جرام بما فيها الحمولة وعجلات الهبوط، وتستطيع هذه الطائرة الإقلاع من مختلف المدارج وأيضا القذف باليد، وتحلق على ارتفاع قرابة 1000 متر ولمسافة 50 كيلو مترا ولفترة زمنية تقدر بساعة و20 دقيقة تقريباً، ويمكن تحسين وتطوير أداء الطائرة باستبدال المحرك أو تغيير البطاريات المستخدمة أو بهما جميعا.
ولفت المشرف على المركز الوطني لتقنية الطيران النظر إلى إنتاج ما يقارب 20 طائرة من نوع ''صقر 3''، التي أثبتت جدارتها وفعاليتها في الاختبارات الجوية واستخدامها في الأماكن والظروف الصعبة.
وأضاف: إن النوع الثالث من الطائرات هي طائرة صغيرة الحجم أطلق عليها ''صقر 4''، تم الانتهاء من الاختبارات والتصنيع ونظام مراقبة وزن الإقلاع 25 كيلو جراما لهذه الطائرة، مبيناً أن الطائرة قادرة على حمولة تزن خمسة كيلو جرامات ويبلغ طول جناحها 3.75 متر وبسرعة قصوى 120 كيلو مترا في الساعة، وبارتفاع 5000 متر ومدة تحليق تراوح بين خمس إلى ست ساعات ومدى الطيران 120 كيلو مترا.
وأوضح أنه عند تصميم شكل الطائرة من دون طيار استخدمت التقنيات الحديثة والحاسوب عالية الكفاءة في حساب القوى المؤثرة فيها وتحليل القوى والإجهادات على الطائرة، مشيراً إلى أنه تمت عملية المحاكاة والنمذجة للطائرة، والنظام متكامل كي يستفاد منه في التحليل والتصنيع للهيكل ومعدات الهبوط، كما تم تصنيع معدات الهبوط باستخدام مادة الألياف الكربونية.
وبين الدكتور الحصان أن الهدف من صناعة الطائرات استخدامها في المناطق التي يصعب الوصول إليها عند حدوث الكوارث الطبيعية والكوارث البيئية - لا سمح الله -، وكذلك للتصوير الجغرافي والاستشعار عن بعد والتنقيب والزراعة ومراقبة الحدود، وفي عمليات الإغاثة التي لا يمكن الوصول إليها.