فتاة تؤسس بنكاً للكتب والألعاب لأول مرة في السعودية
نجحت الفتاة السعودية في التغلب على حاجز العادات والتقاليد الذي كان يحول بينها وبين اقتحام العديد من المجالات خلال السنوات القليلة الماضية.
وسجلت حضوراً لافتاً في مجالات كانت بعيدة عن وجودها في السعودية، حيث دخلت مجالات العمل الخدمي والتطوعي والإبداعي والابتكاري والأدبي وغيره، مقدمةً نماذج مشرفة التي تصر على المشاركة في تنمية الوطن في كافة المجالات.
وعلى هذا الدرب، نجحت فتاة في تأسيس بنك للكتب والألعاب لأول مرة في السعودية، وعلى الرغم من كون الفكرة ما زالت في مرحلة المبادرة لمدة 30 يوما، إلا أنها بدعم من مركز الأمير سلمان للشباب ينتظر أن تكون مبادرة طويلة الأمد.
وقالت لـ "الاقتصادية" تالة بنت عبد الرحمن السكيت صاحبة الفكرة والناشطة في مجال العمل التطوعي: إن البنك تمكن خلال شهر من جمع 150 لعبة و100 كتاب، وأن فكرة البنك تتركز على إعادة استخدام الكتب والألعاب عن طريق إهدائها للمحتاجين، وذلك لزرع وتعزيز صفة العطاء لدى الأطفال من خلال رؤيتهم للكبار ومساهمتهم في ذلك، خاصة أن فكرة بنك الكتب والألعاب تعتمد على عدم وجود أي موظف للتعامل مع الجمهور الخارجي.
#2#
وأضافت: "تهدف الفكرة كذلك لتسهيل مهمة التبرع في أي وقت، وترسيخها لتكون مشروعاً اجتماعياً مستداماً، إضافة إلى نجاح قنوات التواصل الاجتماعي في التشجيع للفكرة، وتوليد الحماس لها عندما يقوم المتبرع بالتقاط صورة أثناء التبرع أو زيارته ونشرها على حسابه الخاص في تويتر أو إنستاجرام أو الفيس بوك، وعلى الرغم من أن البعض كان يلقي نفايات في الصندوق، إلا أن الغالبية كانت تتبرع بكتب وألعاب من الممكن الاستفادة منها وإعادة تدويرها".
وأوضحت تالة أن المرحلة الأولى من مشروع بنك الكتب والألعاب ستكون عن طريق حملات في مراكز التسوق كسوق حياة مول، وبالتعاون مع مركز تسامي للمبادرات الشبابية أو توزيعها من قبل جهتين هما مدينة الملك فهد الطبية للاستفادة من جزء من الألعاب وجزء من الكتب، و"طيسلة" وهو مشروع تطوعي توعوي يهدف إلى نشر ثقافة القراءة واستمرارية المعرفة.
عن طريق إنشاء مكتبة مصغرة ثابتة، ذاتية، ومجانية في الأماكن العامة، المدارس، والجامعات، يمكن للقراء تزويدها أو التزود منها باستعارة كتاب.
وعن الخطط المستقبلية للمشروع، بينت أن الفكرة الأساسية من بنك الكتب والألعاب أن يكون دائماً وفي مكان عام، بحيث يسهل على الشخص المرور في أي وقت للتبرع بما لديه طوال العام، وهو ما يحاول فريق العمل البحث عن جهة دعم دائمة لاستضافته لفترة طويلة، وذلك للمساهمة في استدامة المشروع والاستفادة الدائمة من فائض الكتب والألعاب.
وزادت تالة: "إن المشروع يغير من فكرة العمل الخيري التي تعتمد على الجانب المادي فقط، فالعمل الخيري الاجتماعي له عدة مجالات، ويمكن الاستفادة من الطاقات الشبابية لتصميم أفكار كثيرة تفيد المحتاجين وتساعد المجتمع على إيجاد طرق للتخلص من احتياجاته القديمة دون رميها في النفايات، مشددة أن الشباب بحاجة لمشاركة قدوة ناجحة من المسؤولين أو المشاهير، لحثهم ودعمهم على التطوع ونشر مثل هذه الأعمال وجعلها جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية للشباب والفتيات".