3 أمريكيين يتقاسمون «نوبل للاقتصاد» لعام 2013
منحت الأكاديمية السويدية للعلوم ثلاثة علماء أمريكيين جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2013، وذلك لجهودهم العلمية في مجال التحليل التجريبي لأسعار الأصول.
وذهبت الجائزة البالغة قيمتها ثمانية ملايين كرونة (1.25 مليون دولار) إلى يوجين فاما، ولارس بيتر هانسن، وروبرت شيلر، حيث أسهمت أبحاثهم في فهم الأسعار في أسواق المال مثل أسعار الأسهم والسندات وتلك الأسعار المستخدمة في صناديق المؤشرات.
وأوضحت الأكاديمية في بيان الإعلان عن الجائزة: "ليس هناك سبيل للتنبؤ بأسعار الأسهم والسندات على مدى الأيام أو الأسابيع القليلة التالية. لكن من الممكن تماما التنبؤ بالمسار العريض لهذه الأسعار على مدى فترات أطول، مثل فترة ثلاث إلى خمس سنوات. هذه النتائج تم التوصل إليها وتحليلها على أيدي الفائزين الثلاثة لهذا العام".
#2#
وأشارت الأكاديمية السويدية إلى أن روبرت شيلر ساعد في إنشاء رقابة على نطاق واسع بخصوص أسعار المساكن الأمريكية، وفي حزيران (يونيو) الماضي حذّر من إمكانية نشوء فقاعة جديدة في الإسكان في عدد من أكبر المدن الأمريكية.
وقد نشر شيلر كتابا في الفترة الأخيرة بعنوان "التمويل والمجتمع الطيب" (من نشر مطبعة جامعة برنستون)، وهو متخصص في الكيفية التي يتم بها استخدام العلوم المالية في تعميق الأهداف الاجتماعية.
#3#
#4#
#5#
وعُرف شيلر بتحذيره من الفقاعات في أسهم شركات التكنولوجيا وفي الإسكان، وقال إنه "لم يصدق ما يسمع" حين تلقى مكالمة من الأكاديمية في وقت مبكر أمس.
أما يوجين فاما، الذي كان يُتوقع أن يفوز بالجائزة منذ عدة سنوات، فهو يُدعى بأب العلوم المالية الحديثة أو "أبو فرضية السوق الكفء"، ومشهور بأبحاثه التي تبرهن على أن مجموعات معينة من الأسهم يغلب عليها أن تكون ذات أداء متفوق على مدى الزمن. الأمر الذي ساعد المستثمرين في تقييم أسعار السوق بشكل أكثر دقة.
وذكرت الأكاديمية أن سلوك أسعار الأصول يعتبر الأساس في القرارات المتعلقة بالادخار وشراء المساكن والسياسة الاقتصادية الوطنية.
وأضافت: "يمكن أن يساهم الخلل في تقدير أسعار الأصول إلى أزمات مالية، وكما نرى من الركود العالمي الأخير، فإن الأزمات التي من هذا القبيل يمكن أن تدمر الاقتصاد بأكمله".
وفاما باحثٌ مختص في الاقتصاد والاستثمار، ويشغل منصب رئيس مركز الأبحاث في أسعار الأوراق المالية في كلية بوث لإدارة الأعمال في جامعة شيكاغو.
أما لارس هانسن، الذي درَس النماذج الاقتصادية الديناميكية في البيئات التي تسودها عوامل اللبس؛ فيشغل منصب رئيس مجلس معهد الأبحاث. ويعمل فاما (74 عاما) وهانسن (60 عاما) في التدريس في جامعة شيكاغو، في حين يعمل شيلر (67 عاما) في جامعة ييل.
هذا وقد بدأ علماء الاقتصاد، وبالذات فاما ومجموعة من زملائه، في البرهنة منذ الستينيات على مدى صعوبة التنبؤ بأسعار الأسهم على الأمد القصير، وبعد عقدين برهن شيلر على أنه يوجد قدر أكبر من إمكانية التنبؤ على الأمد الطويل في أسواق الأسهم والسندات، في حين أن هانسن طور منهجا إحصائيا لاختبار النظريات التي تبحث في أسعار الأصول.
وبيّنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم في تلخيص للبحث المُقدَّم، ونقله موقع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية واسعة الانتشار، أن "نظرية تصميم الآليات" تتيح تمييز الأوضاع التي تعمل فيها الأسواق بشكل جيد عن الأوضاع التي تعمل فيها بصورة سيئة.
وأوضحت أن "هذه النظرية ساعدت الاقتصاديين على تحديد الآليات التجارية الفعالة والبرامج التنظيمية وإجراءات التصويت". وتابعت الصحيفة تقول: "اليوم تلعب هذه النظرية دورا بالغ الأهمية في مجالات الاقتصاد والعلوم السياسية"، وتجيب النظرية التي وضعها هورفيتش وطورها لاحقا ماسكين ومايرسون عن جملة من الأسئلة منها:
ما الآليات التجارية التي ستسمح بتحقيق الربح الأكثر وفرة؟
ما الآليات التي ستدعم المرابيح المنتظرة من قبل المروجين؟
أي أنظمة تأمين تتيح التغطية الأفضل مع إحكام التعامل؟
ما أفضل آلية من أجل بلوغ هدف معين مثل الخطب الاجتماعية والربح الخاص؟
وذكر إطار التحكيم بالصورة المجازية الكلاسيكية السابقة للسوق الاقتصادية التي تُنبئ بعالم مثالي تكون فيه الأسواق ناجعة 100 في المائة، ويتضح عند التطبيق على أرض الواقع، أن المزاحمة ليست حرة كليا، والمعلومات التي تصل المستهلكين ليست كاملة كما أن الاستهلاك ينتج عنه تكلفة ومزايا اجتماعية.
وواصلت الصحيفة الأمريكية الحديث عن الأبحاث المقدَّمة من الفائزين الثلاثة، أن معظم العمليات تجري بالتوازي في إطار المؤسسات والمجموعات المهتمة والحكومات، وبمنأى عن الجمهور العريض، وقد عمل أصحاب نظرية آليات الدعم على مجابهة نقائص السوق والوصول بها إلى أعلى مراتب النجاعة.
وتعتبر نظرية "آليات الدعم" متفرعة عن "نظرية اللعب" التي يجري تنفيذها في عديد من المجالات الاقتصادية التطبيقية.
ويتلخص الأمر على سبيل المثال في تصور الآليات التي تضمن التوزيع العادل في المزادات، مع الأخذ في الحسبان مصالح كل المشاركين فيه، مثلما هو الشأن بالنسبة لسوقي الهاتف الخلوي (ذبذبات التشغيل) والبث الإذاعي (ذبذبات موجة البث).
وهذا من شأنه أن يصبح أنموذجا لتأمين أفضل الأسعار في الصفقات بالنسبة للبائع والمشتري على حد سواء.
يذكر أن ليونيد هورفيتش ولد يوم عام 1917م في العاصمة الروسية موسكو، وهو أستاذ فخري لمادة الاقتصاد في جامعة مينيسوتا في ولاية مينيابوليس.
أما إريك ماسكين، فولد في 12 كانون الأول (ديسمبر) عام 1950م في مدينة نيويورك، وهو يدرّس الاقتصاد في معهد الدراسات المتقدمة في جامعة برينستون، في ما ولد روجر مايرسون في 29 آذار (مارس) عاما 1951م وهو أستاذ في جامعة شيكاغو.
وجائزة نوبل للاقتصاد في العام الماضي مُنِحت للأمريكي إدماوند فيليبس تقديرا لبحوثه في التحكيم بين التكلفة والمدى الطويل لسياسات الاقتصاديات الناجعة (اقتصاديات الماكرو).
وبإسناد جائزة نوبل للاقتصاد يختتم موسم جوائز نوبل لعام 2007.
يذكر أن جائزة نوبل للاقتصاد واحدة من عدة جوائز تمنح في ستة مجالات: السلام، الآداب، الطب، الكيمياء، الفيزياء، الاقتصاد. والأخيرة لم يحددها المخترع السويدي ألفرد نوبل في وصيته لعام 1895م، لكنها أضيفت من قبل البنك المركزي السويدي في سنة 1968 لتكريم ألفرد نوبل، ومنحت للمرة الأولى في عام 1969 أما الجوائز الأخرى فمُنِحت كلها للمرة الأولى في سنة 1901.
يشار إلى أن جائزة نوبل في الاقتصاد وضعت للمرة الأولى في عام 1986م، وهي تدعى رسميا جائزة البنك المركزي السويدي في العلوم الاقتصادية تخليدا لذكرى ألفرد نوبل.
وعلق ديفد وارش، الذي يتابع شؤون أساتذة الاقتصاد في مدونته:Economic Principalsblog بالقول: "هؤلاء ثلاثة أشخاص في غاية الاختلاف، والشيء الذي يجمعهم هو أسعار الأصول".
وقد هيمن علماء الاقتصاد الأمريكيون على الجوائز الاقتصادية في السنوات الأخيرة، وكانت آخر مرة لم يفز فيها أمريكي هي في عام 1999.
وقد تابعت وواكبت الصحف الأمريكية هذا الخبر ونشرت عنه تقارير متلاحقة عبر المواقع الاقتصادية المتخصصة ومواقع الصحف المشهورة رغم الوضع المالي الساخن والمتأزم الذي تمر به البلاد. وقد أجرت صحف "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" لقاءات مع عدد من المختصين عن قدرة علماء أمريكا في الاقتصاد على الحصول على هذه الجائزة كما أجرت لقاءات مع أسر الفائزين.