تأييد خليجي وعربي لرفض السعودية عضويتها «غير الدائمة» في مجلس الأمن
حظي قرار السعودية بالاعتذار عن عدم قبول عضوية مجلس الأمن غير الدائمة بتأييد خليجي وعربي، حيث أيد نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، أمس، الموقف الذي اتخذته السعودية بالاعتذار عن ترشيحها للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن.
#2#
وأعرب الأمين العام في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ" نسخة منه عن أمله في أن "يدفع القرار السعودي الجهود التي تبذل منذ سنوات لتطوير وإصلاح مجلس الأمن".
وأكد "أهمية ما جاء في بيان المملكة بشأن عجز مجلس الأمن عن حل عدد من القضايا الحيوية مثل القضية الفلسطينية أو وضع حد للمأساة الإنسانية في سورية أو جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل".
وأوضح أن مجلس الأمن في حاجة إلى "إصلاح شامل" يتضمن تحديد نطاق استخدام أو التلويح باستخدام الفيتو من قبل الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس.
فيما أكد الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن اعتذار السعودية عن قبول مقعد غير دائم لمدة سنتين في مجلس الأمن، يعبر عن تمسكها بالشرعية الدولية، ورغبتها الصادقة في تفعيل دور المجلس، وأجهزة الأمم المتحدة ومؤسساتها المختلفة، بما يحقق الدعوات العالمية في هذا الشأن، ويجعل العالم أكثر تعاوناً وأمناً واستقراراً.
وأشاد بمطالبة السعودية بإصلاح مجلس الأمن الدولي، وتمكينه فعلياً وعملياً من القيام بواجباته، وتحمل مسؤولياته تجاه الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، مؤكداً أهمية مطالبة السعودية بتحقيق إصلاح جوهري في نظام مجلس الأمن بما يدعم دوره، كون جهاز الأمم المتحدة المسؤول عن كل التبعات الرئيسة لقضايا السلم والأمن العالميين، وقال: "خصوصاً أن عالمنا اليوم في حاجة ماسة لدور مجلس الأمن، وشرعيته الدولية في ظل اتساع حالات الاضطراب السياسي والأمني فيه".
وقال في بيان صحافي صدر عن الأمانة العامة لمجلس التعاون: "إنه على الرغم مما تحمله عضوية مجلس الأمن من مكانة دولية، فإن اعتذار السعودية عن قبول عضوية المجلس بسبب عجزه عن أداء واجباته وتحمل مسؤولياته، خصوصاً تجاه قضايانا العربية، ينطلق من اهتمام السعودية التاريخي بهموم وقضايا أمتها العربية، وباستقرار جوارها الإقليمي، كما ينطلق أيضاً من اهتمامها بالقضايا الدولية والاستقرار العالمي الذي يضطلع مجلس الأمن بالمسؤولية الرئيسة في شأنه.
من جهة ثانية، أوضح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية القطرية أن دولة قطر تتفق مع الأسباب التي دعت السعودية إلى الاعتذار عن عدم قبول العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن، وقال: "هي الأسباب التي تشاطرها فيها العديد من الدول والشعوب ولا سيما عجز المجلس فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والقضية السورية".
وأضاف المصدر في تصريح بثته وكالة الأنباء القطرية: "أن دولة قطر تأمل في أن تتمكن المنظمة الدولية وأجهزتها المختلفة ولا سيما مجلس الأمن من الوفاء بالتراماتها وبالأهداف السامية التي قامت من أجلها؛ وذلك تحقيقاً للعدالة وحفظاً للأمن والسلم الدوليين".
فيما وصف خليفة بن أحمد الظهراني رئيس مجلس النواب في مملكة البحرين، قرار السعودية الرافض لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن، بأنه رسالة واضحة وموقف شجاع لحث الأمم المتحدة بضرورة قيامها بالإصلاح الحقيقي والدور المطلوب في القضايا الإنسانية، وقضايا الأمة الإسلامية والعربية.
ورأى الظهراني وفق ما بثته وكالة الأنباء البحرينية أن مبررات اعتذار السعودية عن عدم قبول المقعد يعد قرارا تاريخيا يعبر عن المسؤولية الرفيعة للمملكة ودورها الرائد، تجاه انحياز المنظمات الدولية وعدم مصداقية قراراتها وفشلها في تحقيق الأمن والسلام في المجتمع الدولي.