ضبط 12 سائقة خالفن النظام في الرياض والشرقية وجدة
قبضت الجهات الأمنية، أمس، على 12 سعودية خالفن الأنظمة والتعليمات التي تقتضي منع المرأة من قيادة السيارات في السعودية، حيث ضبطت عشر نساء يقدن السيارات في كل من الرياض والشرقية، بواقع خمس في كل منهما، فيما ضبطت شرطة جدة سيدتين في العقد الخامس أثناء قيادتهن سيارتيهما.
وشهدت مدن ومحافظات السعودية أمس، وجودا مروريا مكثفا عقب دعوات نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي لكسر الحظر المفروض على قيادة السعوديات السيارة، حيث أكدت شرطة الرياض القبض على خمس نساء يقدن سيارات، في الوقت الذي أكدت فيه شرطة المنطقة الشرقية القبض على خمس أيضا، وشرطة جدة ضبطت سيدتين.
وذكر قائمون على الحملة التي أطلقت الشهر الماضي، نجاحها، مؤكدين أن دعوات المسيرة التي حددت مدارس المملكة نقطة انطلاق لها، بأنها لم تصدر عن الحملة بل من جهات أردات إفشالها والتشويش عليها وجعلها في محل صدام مع الأمن".
وكانت "الاقتصادية" حاضرة منذ وقت مبكر أمام مدارس المملكة شمال الرياض، وهو المكان الذي أعلن فيه بدء المسيرة النسائية التي ستجوب شوارع الرياض، حيث نصب مرور الرياض نقطة تفتيش تم فيها إيقاف السيارات "المظللة" للتأكد من هوية صاحبها.
وقال لـ "الاقتصادية" العقيد علي الدبيخي قائد مرور الرياض إن المخالفات المرورية التي تم رصدها أمس: "اعتيادية كعدم ربط الحزام وحمل رخصة أو تظليل مخالف"، مؤكدا أن قيادة النساء ليست من اختصاص المرور.
فيما قال العقيد فواز الميمان الناطق الإعلامي لشرطة الرياض إنه تم إيقاف خمس نساء يقدن السيارات في الرياض وتم تطبيق التعليمات، دون الكشف عن تفاصيل، مؤكداً أنها ستكون في بيان إعلامي.
وأكدت إيمان الجفنان إحدى المشاركات في الحملة نجاحها، مشيرة إلى أن وجود أكثر من 50 ناشطة تمكنت من قيادة السيارة أمس، وقالت: "إن الحملة الشعبية لا تزال مستمرة مؤكدة وجود اتصالات تلقتها عدة ناشطات في الحملة تطلب منهن عدم النزول في 26 أكتوبر بالتحديد". وأكد لـ "الاقتصادية" مسؤول في وزارة الداخلية، أن الجهات الأمنية تتعقب النساء المخالفات لنظام منع المرأة من قيادة السيارة اللاتي ينشرن مقاطع لهن في المواقع الإلكترونية مثل "يوتيوب" و"تويتر" و"كيك" وهن يقدن السيارات، وأن ذلك يعتبر إدانة عليهن ويعرضهن للعقوبة.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه أمس عدد من الناشطات السعوديات أنهن تراجعن عن النزول إلى الشارع لقيادة السيارة، مؤكدات أن ذلك فيه تحد للسلطات وهن يرفضن ذلك، وأشرن إلى أن حملتهن كانت منذ البداية اختيارا وليست إجبارا. وقال العقيد فواز الميمان، مساعد المتحدث الإعلامي باسم شرطة منطقة الرياض، إن الجهات الأمنية مخولة باستدعاء النساء اللاتي ينشرن صورا ومقاطع لهن وهن يقدن السيارة، وذلك لتطبيق النظام ومنحهن مخالفات مرورية، وأخذ التعهدات عليهن وعلى أولياء أمورهن.
وأوضح العقيد الميمان خلال حديثه لـ "الاقتصادية" أنه عند تكرار المخالفة تحجز السيارة وترفع أمرها للإمارة.
ولم يستبعد أن تكون هذه الحالات قد صورت في أوقات سابقة لنشرها وقت التجمع الذي دعون إليه أمس للتحريض، مؤكداً أن الجهات الأمنية تتابع وترصد ما يناقش حول هذا الموضوع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأنها تتعامل مع المشجعين للقيادة بالنصح والإرشاد.
وأشاد مساعد المتحدث الإعلامي باسم شرطة منطقة الرياض بتعاون أولياء الأمور وحسن إدراك النساء السعوديات بعدم التجاوب مع مثل هذه الدعوات، التي تخالف الأنظمة، مشددا على أن الجهات الأمنية لن تتساهل مع النساء المخالفات لنظام منع المرأة من قيادة السيارة، وأنهم مخولون بإيقاف أي متجاوزة، وتحويلها إلى مراكز الشرط لتسجيل الحالة واستدعاء ولي أمرها لأخذ التعهد قبل رفع ملف القضية للإمارة.
وأوضح الميمان أن الجهات الأمنية شرعت في منع أي مخالفة لقرار المنع منذ قرار "الداخلية" الأربعاء الماضي، داعياً النساء إلى الالتزام بالأنظمة وعدم الخروج عن القوانين. إلى ذلك، كشف المقدم زياد الرقيطي المتحدث الرسمي لشرطة المنطقة الشرقية أنه تم ضبط خمس سيدات قدن سياراتهن في مواقع متفرقة في المنطقة، مؤكدا أن ثلاثا منهن في الأحساء واثنتين في الدمام. وبين أنه تم التعامل مع الحالات الخمس الفردية وفق ضوابط وبيان وزارة الداخلية، مطالبا الجميع بالتقيد بالتعليمات والتوجيهات وأن من يتجاوز تلك التعليمات فسيتعرض للعقاب الذي تصدره الوزارة، مؤكدا أن السيدات التي تم ضبطهن تم التعامل معهن حسب التوجيهات وتسليمهن للجهات المسؤولة لاتخاذ اللازم.
فيما أوضحَ الملازم أول نواف بن ناصر البوق الناطق الإعلامي لشرطة جدة أنه قد سجلت حالتين لقيادة سيارتين الأولى لامرأة كانت تقود سيارة من نوع مرسيدس تبلغ من العمر 50 عاما برفقة سائقها، والثانية لامرأة تقود سيارة من نوع شفروليه تبلغ من العمر 50 عاما أيضا برفقة ابنها البالغ من العمر 14 عاما. وأشار إلى أنه وفي كلا الحالتين تم اتخاذ الإجراء النظامي وفق التعليمات المتبعة.
وأكد البوق أنه تم التنبيه على أنه من تخالف الأنظمة فستطبق بحقها التعليمات، كما ورد في بيان وزارة الداخلية السابق، وأضاف في المجمل كانت الحالة الأمنية في جدة ممتازة، ولم تسجل أي حالات خلاف ما ذكر.