بعد 25 عاما .. إزالة أكبر سوق ماشية عشوائية في الرياض

أزالت أمانة منطقة الرياض سوق المواشي ''العشوائية'' في حي النظيم شرقي العاصمة، بعد 25 عاماً من إنشائه من قبل باعة جوالة وبعض الأهالي، حيث تعتبر إحدى أكبر الأسواق غير النظامية في الرياض.

وقالت مصادر: إن الأمانة حذرت الباعة من العودة لإنشاء حظائر الأغنام في السوق نفسها، مشددة على أن مصيرها سيكون الإزالة ومصادرة الأغنام.

#2#

فيما أكد لـ ''الاقتصادية'' الدكتور إبراهيم الدجين، وكيل أمانة منطقة الرياض للخدمات، أن الأمانة لديها خطة لإزالة جميع الأسواق العشوائية وغير النظامية في الرياض، مشيراً إلى أنها بصدد إنشاء سوق نظامية للأغنام شرقي العاصمة.

ورصدت ''الاقتصادية'' خلال جولة لها في السوق أمس، خلوها من وجود حظائر الأغنام كما كانت في السابق إلا من بعض العمالة المخالفة الذين وضعوا لهم مسالخ غير نظامية لذبح الأغنام، إضافة إلى وجود بعض الحرائق في الموقع، وانعدام النظافة.

وحاول بعض الباعة في السوق نفسها إنشاء سوق جديدة عشوائية تبعد عن السوق القديمة ما يقارب الكيلو متر، حيث يعملون على تجهيزها أملاً في العودة من جديد.

#3#

في الوقت الذي قال فيه عبيد عيد العنزي رئيس مجلس حي النظيم التطوعي: إن الحي تنفس الصعداء عندما تمت إزالة سوق الأغنام والأخشاب العشوائية التي رغم قدمها إلا أنها كانت مصدر قلق وإزعاج كبيرين للسكان، حيث إنها تعمل بطريقة عشوائية أولاً، ومن ثم فإنها تسببت في أضرار صحية بالغة للأهالي نتيجة المسالخ العشوائية ورمي المخلفات والحيوانات النافقة، إضافة إلى أنها على مسافة قريبة جداً من طريق خريص، ما يسبب خطرا على سائقي السيارات.

وأبان أن ما يحز في النفس وبعد سيل من المطالب التي قام بها المجلس وغيره من أبناء الحي أزيلت هذه السوق، ولكن للأسف حل محلها موقع لشركات خرسانة جاهزة غير مرخصة، وكأن الأمر كان لرضا مستثمر ليس إلا، ضاربين بمطالب الحي عرض الحائط.

وأشار إلى أن المصانع الموجودة شرقي الحي مصانع عشوائية، لأنها مرخصة من وزارة التجارة ولكنها غير مرخصة من أمانة منطقة الرياض وهنا مكمن الخلل، حيث إنها تقع على مقربة من الحي وقريبة جداً من الطريق المتهالك، ناهيك عن سائقي شاحناتها المتهورين في غالبهم.

وأضاف رئيس مجلس النظيم التطوعي أن هنالك مسلخاً نظامياً تم إقراره في الحي وعلى مسافة مناسبة بيئياً، ولكن لم تتم ترسيته حتى الآن، كما أن هنالك مقترحا بإنشاء سوق نظامية على يمين طريق خريص على أرض تملكها الأمانة، وتمت الموافقة عليه من أمانة الرياض.

وكانت السوق تقع على امتداد طريق خريص على بُعد عشرة كيلو مترات شرقي حي النظيم، وتسبب وجودها على هذا الطريق في ازدحام الطريق وإغلاق الحركة عليه وقت السوق، حيث تفتقر السوق التي تمتد عمرها نحو ربع قرن إلى أبسط الخدمات من كهرباء وماء ومواقف سيارات والحظائر ومراكز خدمة وتموينات وساحة للبيع ومسلخ مجهز وأدوات السلامة، وغياب التنظيم المروري والجهات الرقابية والتنظيمية والخدمات المصاحبة.

وكانت ''الاقتصادية'' قد نشرت تقريراً عن السوق الشهر الماضي حول افتقادها لكثير من الخدمات على الرغم من جذبها آلاف الزبائن، خاصة في المواسم والأعياد، إلا أنها لا تتمتع بخدمات بلدية من كهرباء وماء ومواقف سيارات وحظائر ومراكز خدمة وتموينات وساحة للبيع ومسلخ مجهز، إضافة إلى غياب التنظيم المروري.

وذكر التقرير أن السوق تعد المجمع الرئيس لأسواق الماشية في شرق الرياض، وتشهد حركة تجارية نشطة على مدار العام، حيث يقصدها مربو الماشية وتجار المواشي من داخل مدينة الرياض، ومن القرى المجاورة لها، كما تشهد خلال هذه الفترة مع اقتراب عيد الأضحى يومياً آلاف الزيارات والمعروضات من المواشي في فترتين بعد صلاة الفجر وبعد الساعة الواحدة ظهراً.

وذكر حينها كبير الدلالين في السوق ''فرج العنزي'' أسفه من تجاهل أمانة الرياض للسوق، وقال: ''هذه السوق مهملة بشدة من الأمانة، وينقصها التنظيم والخدمات والأمن، وتتسم بالعشوائية على طريقة ''من سبق لبق''.