الجماهير: بيئة الملاعب «منفرة»
فتحت رابطة دوري المحترفين بعد اجتماعها مع الأندية مساء الأحد الماضي المجال أمام كل نادٍ يرغب في رفع قيمة تذاكر المباريات، لمبلغ يصل إلى 40 ريالا حسب رغبة النادي الذي سيستضيف المباراة على أرضه، وهو الأمر الذي لاقى رفضاً قاطعاً من جماهير الأندية المختلفة، لأن ذلك ينافي المحاولات التي تبذلها الرابطة والأندية لجلب الجماهير إلى حضور المباريات، إضافة إلى أن السبب في رفع قيمة التذاكر هو الخلافات المالية بين الرابطة والأندية في كيفية صرف مستحقات الراعي الرسمي للدوري.
وأقرت رابطة دوري المحترفين مبالغ متفاوتة بين الأندية الجماهيرية وغيرها من الأندية، وهو الذي رفضه مسؤولو الأندية الأخرى لأن في ذلك انتقاص من أهمية وجودهم في دوري عبد اللطيف جميل السعودي للمحترفين، رغم أن الرابطة وضعت هذا النظام وفقاً للدوريات العالمية الشهيرة التي تضع بعض الفوارق بين الأندية لأسباب مختلفة، يأتي أهمها الجماهيرية التي يملكها الفريق إضافة إلى المشاركات الخارجية للنادي. هذه الهوة الكبيرة بين رابطة دوري المحترفين والأندية المعارضة لهذا القرار جعلت الجمهور هو الضحية والخاسر الأكبر.
"الاقتصادية" أجرت استطلاعاً لأخذ رأي الجماهير حول هذا القرار وموافقة رابطة دوري المحترفين مقارنةً بالإمكانات والبيئة الموجودة في الملاعب.
في البداية شدد ريان القباع على أن رفع قيمة التذاكر بهذه الطريقة بعد الخلافات بين رابطة دوري المحترفين والأندية بمثابة الاستفزاز للمشجع الرياضي.
وقال القباع "يجب أن يعلم القائمون على الرياضة السعودية أن الميزة الوحيدة التي ما زالت قائمة في رياضتنا هي الحضور الجماهيري، وهو الأمر الذي زاد من قيمة حقوق الدوري السعودي سواءً من خلال الراعي الرسمي للدوري أو حقوق النقل التلفزيوني، ومتأكد تماماً أنه لولا هذا الجمهور لأصبح الدوري السعودي بلا قيمة لأنه مع الأسف يعاني فنياً وبشكل كبير وواضح للعيان، والغريب أن الخلاف بين جهتين رسميتين يتمحور خلافهما حول الجوانب المادية ثم يأتي الجمهور في دور كبش الفداء، هذا أمر مستفز للمشجع الذي بات يرى أن عشقه لناديه أصبح محل استغلال من جهات رسمية، وهذه هي المشكلة الأكبر أن الجهات الرسمية من المفترض أن تشجع الجمهور لا أن تقف ضده من خلال وضع الحواجز والعقبات".
في الجانب نفسه، أوضح نايف القعيط أن الحضور الجماهيري سيكون أقل من السابق ليس لأسباب مالية وإنما سوء التعامل الذي وجده الجمهور في هذه القضية.
#2#
وقال القعيط "حينما تكون مشكلة بين رابطة دوري المحترفين وبعض الأندية ويذهب ضحيتها الجمهور الذي لا ناقة له ولا جمل في القضية، فإن ذلك يؤكد أن الرابطة والأندية على حد سواء لا يهمهم الجمهور، رغم أن الحضور الجماهيري هو الشيء الوحيد الذي يفاخر به في الدوري السعودي لأن مستويات الأندية في تراجع مستمر، لذلك أستغرب أن الحل أتى برفع التذاكر على الجمهور الذي لم يجد بيئة مشجعة للحضور الجماهيري علاوة على غلاء التذكرة بعد هذا القرار".
في المقابل، أكد فيصل السنيدي أن حضور المباريات في السعودية أشبه بالعذاب قبل أن يتم رفع قيمة تذاكر بعض المباريات، وقال "المشجع الذي يحضر للمباريات في الدوري السعودي يواجه معاناة من المفترض عدم وجودها، بل يتم التعامل معه بطريقة سيئة للغاية وغير حضارية. مع الأسف رغم أنه يحضر من أجل المتعة، لكن بيئة الملاعب والإمكانات التي تملكها كل الملاعب السعودية غير مشجعة ومنفرة، مقاعد رديئة وعدم وجود أرقام خاصة لكل مقعد تجبر المشجع على الحضور للملعب أحياناً قبل بداية المباراة بساعات طويلة، وهذا أمر يؤكد بأننا ما زلنا نعيش في زمن الهواية رغم أن الكل تطور وبالذات في دول الخليج ، سبقناها في كرة القدم ومن ناحية تحقيق الإنجازات لكنها للأسف تجاوزتنا وبمراحل من ناحية تقدير المشجع الذي يحضر ويساند فريقه من المدرجات".
#3#
من جانبه كذلك، أوضح أنس الخرجي أنه توقف عن حضور المباريات منذ سنوات طويلة لأسباب مختلفة أهمها عدم تقدير المسؤولين للجمهور، وقال "بكل اختصار كيف يمكن للمشجع أن يحضر المباريات وهو يجد الإهمال الكبير تجاه هذه الشريحة الكبيرة، والتي تمثل الجزء الأهم والأقوى في الكرة السعودية، الملاعب السعودية مع الأسف ليست صالحة للاستخدام الآدمي رغم التطور الذي شهدته الرياضية السعودية في كل الجوانب عدا تحسين بيئة الملاعب، وهو الأمر الذي دعاني لعدم التفكير وبشكل نهائي لحضور المباريات لأنني أجد تعاملا سيئا للغاية من وصولي للملعب وحتى خروجي منه، ورغم كل ذلك يأتي من يطالب بزيادة أسعار التذاكر بشكل غريب".
وفي السياق ذاته شدد بندر العريفي على أنه يفكر ويتردد كثيراً في حال رغب في حضور مباراة في الدوري السعودي، وقال "هناك في أوروبا يخرج المشجع إلى الملعب بغرض النزهة ودعم الفريق، وحضرنا العديد من المباريات هناك وكان الأمر ماتعاً للغاية وذكريات لا يمكن نسيانها إذا ما قارناها بما يحصل عندنا، لأنني إذا أردت أن أحضر مباراة يجب علي الذهاب باكراً وقبل بداية المباراة أحياناً بساعات طويلة من أجل حجز مقعد في الملعب، وكأننا نعيش في عصور قديمة، علاوة على عدم وجود أي أمر مشجع حتى من ناحية التغذية سواء الأكل أو الشرب. كل شيء يحصل في ملاعبنا وكأنه رسالة تقول لك لا تحضر للملعب. المشكلة رغم كل هذه الصعوبات يخرج من يطالب برفع قيمة التذكرة، والمشكلة الأكبر موافقة رابطة دوري المحترفين على هذا الأمر".
وأخيراً أبدى نايف السبعان استغرابه الشديد من رابطة دوري المحترفين بعد موافقتها على الزيادة في قيمة التذاكر والذي طالب به عدد من الأندية، وقال "كانت رابطة دوري المحترفين تعد الجميع بتطوير بيئة الملاعب من أجل جلب المشجع نحو حضور المباريات. فوجئنا بهذا القرار الذي ينافي أحد الأهداف الرئيسة التي وضعتها رابطة دوري المحترفين في بداية عملها، قد نتجاوز عن زيادة قيمة التذكرة في حال تم تحسين بيئة الملاعب وأصبحت جاذبة للحضور الجماهيري، لكن أن تكون بكل هذا السوء ثم يتم رفع قيمة التذكرة فهنا نتأكد يقيناً أن الرابطة تسير نحو الخلف وليس للأمام، وأتمنى من كل قلبي أن يتم تنفيذ بعض من سلسلة الوعود الوهمية التي ذكرها القياديون في الرابطة، لأننا مع الأسف نسمع أحاديث ولا نشاهد أي عمل على أرض الواقع".