مواطنون: انتقال الشغب إلى «الستين» في جدة .. «ممنهج»
وصف مواطنون التقت بهم "الاقتصادية"، أمس الأول، في موقع أعمال الشغب التي قام بها أثيوبيون مخالفون في شارع الملك فهد في جدة المعروف بـ "الستين"، انتقال أعمال الشغب والتخريب من حي "منفوحة" جنوب الرياض إلى شارع الستين بـ "الممنهجة والمرتب لها سلفاً".
وقال محمد المالكي - أحد سكان الشرفة الجنوبية الذي شهد أعمال الشغب في جدة أمس الأول، إنه شاهد بداية تجمع العمالة من شرفة منزله القريب من الموقع ورصد توافد عدد من السيارات لنقل المخالفين، مما يؤكد أن هذا التجمع لم يكن عشوائياً لأشخاص تجمعوا بالصدفة بل هو ممنهج ومرتب له مسبقاً.
فيما لم يستبعد سليمان الخالد - أحد ساكني عمائر الإسكان في الشرفية - وجود تنظيم من قبل عصابات داخلية وخارجية قامت بتأمين المواصلات ودفعت الأموال لهؤلاء، وقال: "ليس من المعقول أن يتجمع هؤلاء عن طريق مجموعات واتس آب؛ إذ إن المجموعة الواحدة لا تحتمل أكثر من 50 شخصا كما أن هذه العمالة لا تحمل غالبيتها جوالات ذكية، مما يؤكد وجود من دفع لهم المال وأمّن لهم المواصلات للقيام بهذا التجمع".
وتساءل لؤي مفتي، أحد المتضررين إذ تم تكسير زجاج سيارته - عن الجهة التي ستقوم بتعويضه عن التلفيات التي حدثت في سيارته، مضيفا: "سمعت من العمال الذين تجمهروا أنهم يريدون السفر مباشرة والتوجه للمطار دون المرور بمرحلة أخذ البصمات، أو المبيت في دور الإيواء"، لافتا إلى أنهم أصحاب سوابق جنائية ولا يريدون أن يتم منعهم من الدخول للسعودية ثانية، مما يشير إلى وجود جهات ستستفيد من دخولهم ثانية لارتكاب الجرائم وزعزعة الأمن في السعودية، وقال: "هذه الجهات أوعزت لهم القيام بذلك الشغب حتى تضمن عودتهم دون إثبات الجرائم التي ارتكبوها قبل خروجهم".
من جهة ثانية، اعتبر الدكتور سعود المصيبيح المستشار والأكاديمي الإعلامي، تكرر أعمال الشغب وانتقالها من مكان لآخر بين مدن السعودية "طبيعية"، مؤكدا أن وزارتي الداخلية والعمل اتخذتا سلسلة من الإجراءات التنظيمية لتصحيح وضع مخالفي أنظمة الإقامة والعمل وبموافقة المقام السامي على ذلك، بدءا من مهلة عادلة خلت من الرسوم ومعتمدة على مبادرة العمالة وأرباب العمل على تصحيح وضع عمالتهم، وقد تم تمديدها بأمر الملك، رغبة في التيسير، مما نتج عنه تصحيح أوضاع نحو مليوني عامل، حسب إحصائيات وزارة العمل، ثم بدأ التفتيش والقبض على المخالفين المتراخين وترحيلهم.
وأوضح أنه حينما تكون هناك جنسيات عاشت مخالفة في الظلام فترات كبيرة، إذن فلا بد أن تكون هناك نوازع إجرامية ومنها الاعتراض وإثارة الشغب والفوضى ومخالفة النظام؛ لكن الأمن قادر على ضبط الأمور لكن الأمر يحتاج إلى وقت.
وشدد الدكتور سعود المصيبيح على أن هذه العمالة المخالفة وراء العديد من الجرائم والفساد ومنها غش المواد الغذائية والسلع التجارية، إضافة إلى التزوير والترويج للمخدرات والدعارة، إذن فإثارة الشغب بالنسبة لها "أمر طبيعي"؛ مشيراً إلى أن ما تمر به السعودية مرحلة مؤقتة وستنتهي معها الأمور وفق النظام، ثم تأتي مرحلة التخلص من المخالفين بعد أن يغادروا نهائيا.