رباب قديحي .. قصة نجاح سعودية في علم الفلك
عشقت منذ صغرها مجال الفلك وتمنت أن تتفوق في هذا المجال، وفي عام 2006 نضجت فكرتها بعد حضورها منتدى التواصل الثقافي بالقطيف الذي كان عنوانه "علم الفلك وأسراره" والذي اهتم برفع وتطوير الكفاءات في هذا الجانب.
وواصلت مسيرة الإرشاد والتدريب وقدمت الكثير من البرامج التدريبية والدورات والأبحاث والدراسات لمحاربة التنجيم، وقطفت بعدها ثمار جهدها لتصبح مثالا يحتذى به لشباب وشابات منطقة القطيف والسعودية والعالم العربي.
واستحقت بجدارة العديد من الجوائز، ومنها جائزة مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة للشباب العربي المتميز لعام 2013 التي ستتسلمها في مصر خلال حفل التكريم الذي سيقام قريباً في القاهرة عن كتابها "ألف باء الفلك والفضاء للمكفوفين" الذي فاز بجائزة الثقافة الفلكية لعام 2013.
وتروي لـ "الاقتصادية" رباب القديحي المدربة الفلكية السعودية عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك التابع لجامعة الدول العربية حكايتها مع مجال الفلك قائلة: "هناك ندرة في وجود المدربات الفلكيات، وأنا المدربة الفلكية الأولى والوحيدة في المنطقة، وقدمت العديد من الدورات التدريبية في الفلك لفئة النساء ولفئة الصغار في دبي وسورية ودول الخليج، كما قدمت عدة أوراق أثناء حضوري للكثير من المؤتمرات".
وأوضحت أن جائزة مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة للشباب العربي المتميز التي تقام للعام السابع على التوالي يتبع إدارة الشباب العربي المتميز بجامعة الدول العربية الذي عمل واجتهد ووقف أمام التحديات ليخرج بعمل متميز وإنجاز جاد على أرض الواقع، مبينة أنها قدمت كمرشحة من خلاله خدمة وطنية وقومية للأمة العربية كأحد النماذج التي يحتذى بها.
وتابعت القديحي: "تم اختياري من بين عدد المرشحين للجائزة الذي تعدى الـ 200، تم تنقيحهم وفق المعايير والأهداف والشروط التي وضعها المجلس للجائزة، حيث إن من تم اختياره هو من خرج بإنجاز حقيقي على أرض الواقع أمام منافسة حادة من المرشحين من مصر والمغرب والأردن وفلسطين والجزائر واليمن وتونس، وقد تم التقييم أكثر من مرة وخرجنا بفوز المرشحين الأكثر إنجازاً ومنح بعضهم العضوية الفخرية للمجلس وهيئته الاستشارية".
وحول كتاب "ألف باء الفلك والفضاء للمكفوفين" قالت: "فئة المكفوفين لها حق علينا كباقي فئات المجتمع فلا يجوز تهميشها بل يجب الأخذ بيدهم ومعاملتهم معالة الشخص العادي وما كانت هذه الفكرة لتظهر إلا بعد التحمس الذي أبدته الكفيفات في مجال النحت الذي يعتبر تحديا كبيرا بإبراز أروع المنحوتات فقط بالتخيل، وهذا ليس أصعب من الفلك الذي يعتمد على البصر 100 في المائة".
وأضافت القديحي: "الكتاب يخص فئة المكفوفين من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويتكون من ثلاثة فصول، حيث يتحدث عن علم الفلك وتطوره عبر التاريخ ومن هم أبرز علمائه، ولا يخلو أي مشروع من سلبيات وإيجابيات وربما يكون الأصح قول صعوبات تعيق تقدم هذا المشروع، إذ يعتبر مشروع الكتاب غير مسبوق في المنطقة وبشهادة من أشرف عليه، للتعريف بعلم الفلك لفئة المكفوفين بالتعاون مع اللجان الخاصة بهم، وتوفير مرجع أو مصدر فلكي مبسط للمكفوفين المهتمين بعلم الفلك".
وأشارت إلى أن الكتاب عبارة عن محاولة لجعل المكفوفين يندمجون مع العالم الأوسع ومع ما حولهم من أجرام وكواكب ليستوعبوا مدى قدرة الله تعالى ومساعدة الكفيف والتسهيل عليه بالاندماج في النقاشات التي تتناول الحديث عن الفلك بشكل علمي مع أقرانه من المكفوفين أو المبصرين حيث إن هذا الكتاب صمم بلغة يفهمها الكفيف، مبينة أنه يمكن إنتاج إصدارين لهذا الكتاب يكون الأول بلغة برايل للمكفوفين والآخر بالطريقة المعتادة للمبصرين المهتمين بهذا المجال، ولفتت إلى أنه سيرفق مع الكتاب قرص مضغوط به المادة المقروءة مسموعة ليسهل على الكفيف التعلم سواء بالاستماع أو القراءة.