دوريس ليسينج .. روائية شكلت حالة من التمازج الحضاري
تميزت بغزارة عطائها الأدبي والروائي، وأسهمت كتاباتها في إثراء المكتبة العالمية بحصيلة من الروايات التي تناقش العديد من الجوانب الإنسانية.
وتأثرت في كتاباتها بثقافات مختلفة، فرغم أنها بريطانية الجنسية، إلا أنها ولدت وعاشت معظم طفولتها في إيران، كما عاشت فترة أخرى في زيمبابوى.
ولهذه النشأة، للأديبة البريطانية دوريس ليسينج التي فارقت الحياة أمس في لندن عن عمر يناهز 94 عاما، الأثر في جعل إفريقيا الموضوع الرئيس لبواكير أعمالها، والتي تطرقت أيضاً إلى مواضيع أخرى كالسياسة والإرهاب والخيال العلمي.
ودافعت في أعمالها عن قضايا المرأة في أعمالها الأدبية، وتميزت أعمالها الأدبية بالنضال ضد الظلم والاستعمار والتمييز بأشكاله كافة.
وتعد دوريس واحدة من أهم الشخصيات الأدبية الإنجليزية بعد الحرب العالمية الثانية، ورغم أنها بدأت أول محاولاتها في الكتابة عام 1937 إلا أنها لم تحصل على جائزة نوبل للأدب التي تستحقها إلا في عام 2007 عن روايتها "كارثة دموية"، حيث كانت المرأة الحادية عشرة التي تفوز بالجائزة.
ووقتها وصفت الأكاديمية السويدية الملكية في ستوكهولم المانحة لجائزة نوبل للأدب المؤلفة البريطانية بأنها شاعرة ملحمية للتجربة النسائية، وأنها قامت بإخضاع حضارة منقسمة إلى إمعان النظر عن طريق التشكك وقوة الرؤية والتوقد وصنعت حالة من الخليط الحضاري.
كما نالت العديد من الجوائز، ومنها جائزة الأدب الأوروبي من النمسا وجائزة لوس أنجلوس تايمز للكتاب، كما حصلت على شهادة فخرية من جامعة هارفارد قبل حصولها على جائزة نوبل للآداب عام 2007.
وبلغ عدد الكتب التي ألفتها ليسينج أكثر من 60 كتابا تناولت مواضيع مختلفة من بينها إفريقيا والنساء.
وتعتبر رواية "دفتر الملاحظات الذهبي" التي كتبتها في عام 1962 أنجح أعمالها الأدبية.
ومن أهم أعمالها الروائية: مذكرات جارة طيبة، اللعب مع النمر، الباب يغني، لكل امرئ بريته، إن العجوز استطاعت، الإرهابية الطيبة، بن يجوب العالم، تحت جلدي، المفكرة الذهبية، أطفال العنف، مدينة البوابات الأربع.
يذكر أن آخر رواياتها بعنوان "ألفريد وايميلى" التي صدرت عام 2008 حازت استحسانا وتقديرا كبيرا من النقاد والقراء في جميع أنحاء العالم. وتدور الرواية حول فكرة عودة أبويها إلى الحياة وأحداث ما بعد الحرب العالمية الأولى.
وكانت الكاتبة البريطانية دوريس ليسينج قد أعلنت توقفها عن الكتابة عام 2008 لأسباب صحية.