مؤسسة سعودية تُعيد تأهيل 5 آلاف جهاز حاسب للمحتاجين - فيديو
تتلافى مؤسسة مجتمعية لم يتجاوز عمر تأسيسها الـ15 شهرا في المنطقة الشرقية ما تهدره السوق السعودية للأجهزة الحاسوبية التالفة سنويا من أموال، وما تتسب فيه هذه الأجهزة من تلوث بيئي عند التخلص منها من خلال مشروع ضخم يخدم المجتمع، أطلق عليه "ارتقاء"، الذي يتطلع القائمون عليه بعد أن يحقق نجاحا في الشرقية إلى التوسع في أعمالهم بكل مناطق المملكة لتصبح من أهم المبادرات المجتمعية التي تخدم المجتمع.
المشروع الذي يمارس نشاطه بحرفيه عالية يسهم في التقليل من هدر الثروات من خلال إعادة تأهيل الحواسيب الآلية "الكمبيوتر" التي تتجاوز عدد مبيعاتها في السوق أكثر من مليوني جهاز سنويا, يتم إتلافها أو تخزينها بطرق ضارة بعد مرور أقل من أربع سنوات من عمر هذه الأجهزة, مؤسسو هذه المبادرة وجودوا الحاجة الملحة إلى إنهاء هذا التوجه السلبي لتخلص من الأجهزة في ظل غياب نظام يستخدمها بشكل أكثر فائدة.
وبحسب سعود صابر الأمين العام للمبادرة, فإن مركز إعادة التأهيل يستطيع حاليا أن يضخ 450 جهازا شهريا معاد التأهيل, لافتا إلى أن العاملين سيتم تدريجيا سعودتهم بعد تدريب عدد من السعوديين داخل المركز من خلال الخبرات التي تعمل حاليا في المركز والتي تعمل باحترافية في هذا المجال, منوها إلى أن هنالك مناقشات مع كلية التقنية في الدمام أن يرسلوا طلابهم للتدريب في المركز, نهدف إلى أن يكون المركز يديره بالكامل سعوديون.
وتعتبر السوق السعودية أضخم أسواق الحواسيب الآلية في المنطقة؛ إذ تقدر عدد مبيعاتها بأكثر من مليونين سنويا, ويتم التخلص من هذه الأجهزة بعد أقل من أربع سنوات ونسبة كبيرة منها يتم التخلص منها بطرق غير سليمة أو يتم تخزينها لسنوات طويلة دون الاستفادة منها". وتخطط "ارتقاء" لإعادة تأهيل الأجهزة القديمة مع انطلاقة عامها الثاني، حيث يتوقع أن تصل إلى إنتاج خمسة آلاف جهاز سيتم تدريجيا رفع عدد الإنتاج ليبلغ حجمه 32 ألف جهاز مؤهل سنويا من هذه الأجهزة ليتم ضخها للجهات المستفيدة من المشروع.
و"ارتقاء" إحدى مبادرات مجموعة الفوزان لخدمة المجتمع وهي مبادرة خيرية تسعى إلى تقديم خدمة احترافية مستدامة للمجتمع وتهدف إلى الحفاظ على النعمة الرقمية وحماية البيئة", مشيرا إلى أنهم يسعون إلى نشر الثقافة المبينة على الاستفادة المثلى من تقنية المعلومات، ما يسهم في الرقي الفكري والعلمي.
#2#
وبالعودة إلى الأمين العام للمبادرة، يشير إلى أنه وفق عدة اتفاقيات, فإن "ارتقاء" تسعى للاستفادة من هذه الثروات المهدرة من خلال إعادة التدوير, تأهيل تلك الأجهزة "واستخدامها في برامج مفيدة تعود بالنفع على الأفراد ومن باب الحفاظ على البيئة".
وتعد "ارتقاء"، المبادرة الأولى على مستوى المملكة التي تعمل على تجميع أجهزة الحاسب الآلي المستخدمة وتأهيلها وإعادة توزيعها على الجهات المستفيدة, وترسم لنفسها مع شركاها أسلوبا للعمل يشبه إلى حد ما خطوط الإنتاج لإعادة التصنيع فهو يبدأ بضخ عدد من الأجهزة "الكمبيوترية" من قبل المانحين الذين تستهدفهم "ارتقاء" وهم الشركات الكبرى, القطاع المصرفي, وكلاء أجهزة الحاسب الآلي, إضافة إلى القطاع الحكومي والأفراد, من خلال عملية تجميعها, لتصل إلى مقرها الذي يتوقع أن يكون من أهم وأكبر مراكز إعادة تأهيل الحواسيب مستقبلا في المنطقة، الذي يتم داخله إعادة تأهيل الأجهزة ثم تغليفها وشحنها "لتصل إلى أيدي المستفيدين في عدة جهات أبرزها المدارس التي يتجاوز عددها 15 الآف مدرسة يدرس فيها مليونان ونصف المليون طالب وطالبة, بجانب المنظمات التعليمية الأخرى, والمرافق الاجتماعية والطلبة المعوزين والأيتام والسجناء ليكون كل منهم مهما كان مستواه الاجتماعي والاقتصادي يملك جهازا خاصا به, أيضا الأسر ذات الدخل المحدود التي لا يمكن أن تغيب عن التعامل مع التقنية المتطورة في بلد يضخ هذا الحجم من الأجهزة سنويا ويتلفها دون فائدة.
وأشار سعود صابر إلى عدد من الشراكات التي يعقدونها خلال مسيرة عملهم في هذه المبادرة، ومنها شراكات فنية من خلال التعاون مع شركات إنتاج برامج الكمبيوتر العالمية مثل "microsoft, symantec", التي ستقدم لهم برامج بعد إعادة تصنيع الأجهزة القديمة لتشغيلها من خلال تقديم مساندتها للمشروع من خلال دعم هذه الشركات العالمية ومنحهم برامج بتكاليف منخفضة أو بالمجان.
وتسعى مبادرة "ارتقاء" من خلال أهدافها العامة إلى أن تسهم في الرقي الفكري والعلمي لذلك عمدت إلى التركيز على قطاع التعليم وإيجاد شركات تعاونية تكاملية تضمن تحقيق الأهداف التي رسمتها وزارة التربية والتعليم للارتقاء بمخرجات التعليم في بلادنا الحبيبة والاستفادة القصوى من أجهزة الحاسب الآلي وبرامج التدريب التي ستعمل مبادرة "ارتقاء" على توفيرها بصفة مستدامة خلال السنوات المقبلة.
لافتا إلى العمل على تعزيز الشراكة مع وزارة التربية والتعليم لاستحداث ناد تفاعلي لتقنية المعلومات في جميع المدارس الابتدائية للبنين والبنات في السعودية، حيث يبلغ عدد المدارس المستهدفة 15 ألف مدرسة، وعدد الطلاب المستفيدين نحو 2.5 مليون طالب وطالبة، بحيث تسمى المبادرة ونادي تقنية المعلومات في المدرسة (أتعلم فأرتقي).