شركات أوروبية تشتكي صعوبة الحصول على تأشيرات لدخول السوق السعودية
دعا مسؤولون ورجال أعمال سعوديون وأوروبيون إلى زيادة التعاون والتبادل الاقتصادي والتجاري بين الاتحاد الأوروبي والسعودية خلال الفترة المقبلة، مشددين على أن الجانبين يزخران بالعديد من الفرص الاستثمارية المتاحة التي من شأنها خدمة مصالح الطرفين.
واشتكى لـ "الاقتصادية" عدد من الدبلوماسيين والشركات الأوروبية من صعوبة الحصول على التأشيرات، الأمر الذي يصطدم برغبة المستثمرين الأوروبيين في دخول السوق السعودي والتعرف عليها بشكل أكبر، آملين أن يتم تسهيل هذه العملية في المستقبل، مشيرين إلى أنه توجد العديد من الشركات الراغبة في دخول السوق وباستثمارات هائلة.
وأوضح آدم كلاتشي سفير المجموعة الأوروبية في السعودية، أن الدول الأوروبية تسعى بكل إمكانياتها إلى تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية مع السعودية وتعزيزها بشكل أكبر، مضيفاً أنهم يهدفون إلى تطوير وتنويع الاقتصاد السعودي، وجلب أفكار جديدة لجعل السعودية دولة حضارية ومكانا أفضل للعيش للأجيال القادمة.
وأشار كلاتشي إلى أن قطاع الأعمال الأوروبي يهتم بشكل كبير بتطوير العلاقات الاقتصادية مع السعوديين، وعمل شراكات وتعاون مع نظرائهم السعوديين، مبدياً ثقة كبيرة في ازدهار ونمو هذه العلاقات خلال الفترة المقبلة.
ونوه إلى أن ما نراه في السعودية ليس فقط عمليات بناء وتطوير عملاقة، وإنما يوجد تطوير للموارد البشرية، وما برنامج الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي للشباب والفتيات إلا أكبر دليل على ذلك، ونحن نفخر أن جزءا من هؤلاء الطلاب يبتعثون في أوروبا.
من جانبه، أوضح محمد شوكت القنصل العام البريطاني في جدة أن اللقاء الذي نظمته الشبكة الأوروبية - السعودية هو الثاني في مدينة جدة بعد اللقاء الأول الذي عقد في العام الماضي في القنصلية الفرنسية، وقال "نحن نستهدف بناء الجسور بين الجانبين، وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بما يخدم المصالح المشتركة".
بدوره، عرج كريس هوبكنز مدير التجارة والاستثمار في السفارة البريطانية على زيارة محافظ هيئة الاستثمار السعودية لبريطانيا الأسبوع الماضي، قائلا "لقد سعدنا بزيارة المحافظ لبريطانيا، وقد كان لهذه الزيارة سببان رئيسان، الأول لقاء المستثمرين البريطانيين وبحث الفرص المتاحة أمامهم في السعودية، والثاني بحث سبل تعزيز المشاريع الصغيرة والناشئة في السعودية عبر لقاء مع عدد من الشركات البريطانية والمسؤولين في هذا المجال". وأشار السيد هوبكنز في حديثه لـ "الاقتصادية" إلى أنه على ثقة بأن الشركات البريطانية ستتواجد في السوق السعودية بشكل أكبر خلال الفترة القادمة، مضيفاً أنه أحيانا نجد صعوبة في الحصول على المعلومات عن السوق السعودية والتسهيلات الموجودة فيها، وهو ما نسعى إليه عبر التنسيق مع ساقية للتغلب على هذه الإشكالية.
وأوضح مدير التجارة والاستثمار في السفارة البريطانية أن معظم الاستثمارات السعودية في بلاده تتركز في قطاع العقارات ولا سيما السكني والتجاري، وكذلك هناك الكثير من الاستثمارات في الثروات، ونحن نتطلع إلى رؤية المزيد من الاستثمارات السعودية في البنية التحتية خصوصا المشاريع.
وفيما يخص قضية التأشيرات وما إذا كان يجري نقاش لتسهيلها، أكد كريس أننا "نصدر حالياً من 5 – 10 سنوات تأشيرة متعددة لرجال الأعمال، ونأمل في المستقبل أن نناقش ترتيبا أفضل، على أن يكون متبادلاً، التأشيرة مهمة بالنسبة للطرفين، ونحتاج إلى تذليل كل الصعوبات التي تواجه المستثمرين في هذا الشأن".
من جانبه، أكد لـ "الاقتصادية" رجل الأعمال عبدالإله كعكي القنصل الفخري لإسبانيا بجدة، أن الاستثمارات الإسبانية توجت عبر مشاركتها في مشروع قطار الحرمين، إلى جانب الكثير من الشركات في مواد البناء والسيراميك، مضيفاً أن الحكومة الإسبانية تنظر لتقوية العلاقات الاقتصادية بين البلدين، كاشفاً عن زيارة وفد اقتصادي في شباط (فبراير) المقبل، مكون من تجار وصناعيين إسبان لبحث زيادة التبادل التجاري والاستثماري".
ولفت كعكي إلى أن الاستثمارات السعودية في إسبانيا معظمها عقارية وسياحية، مشيراً إلى البدء حالياً في عمل دراسة عن حجم التبادل التجاري والاستثمارات المتبادلة.
في غضون ذلك، أوضح جان جاك مانيجار المفوض التجاري في سفارة بلجيكا في الرياض، أن حجم التبادل التجاري مع السعودية تضاعف منذ عام 2008 حتى اليوم، وأنه توجد العديد من الشركات البلجيكية الراغبة في دخول السوق السعودية، وننتظر زيارة الملك فيليب للسعودية مطلع العام الجديد برفقة 14 شركة بلجيكية ستحاول الحصول على فرص استثمارية في السعودية.
وأضاف المفوض التجاري في سفارة بلجيكا لـ "الاقتصادية"، أن أبرز المنتجات البلجيكية تتركز في المنتجات الغذائية، والمختبرات، والصحة، والشوكولاته، ومعدات البناء والإنشاءات، لكنه اشتكى من صعوبة الحصول على التأشيرات بالنسبة للشركات البلجيكية الراغبة في القدوم إلى السعودية والاستثمار فيها.