الألعاب الخشبية .. أيضا تمثل خطرا على الأطفال
مع التطور التقني الهائل الذي نعيشه في السنوات القليلة الماضية، وتطور ألعاب الأطفال الإلكترونية الحديثة بصورة مذهلة، واكب ذلك تحذيرات عديدة من خطورة تلك الألعاب على الأطفال.
اللافت أن تظهر في هذه الآونة تحذيرات من الألعاب التقليدية، خاصة من مادة الخشب على صحة الأطفال.
فالألعاب الخشبية هي أقدم أنواع الألعاب، وتضفي لمسة كلاسيكية على حياة الأطفال، مع الجانب التراثي الذي تتضمنه، بجانب انخفاض أسعارها مقارنة بالألعاب الحديثة.
كما أنها كانت الأفضل في الشراء، لأنها أكثر متانة وتحملا من باقي الألعاب، والأضمن من ناحية الحفاظ على صحة الأطفال فهي لا تحوي أي مواد أو إضافات ضارة، كما كان شائعاً.
ولكن صدر تقرير حديث عن مؤسسة حماية المستهلك في ألمانيا، نشرته وكالة الأنباء الألمانية، أكد أن الكثير من أجزاء لعب الأطفال في ألمانيا يمثل خطورة عليهم وأن بعض هذه الأجزاء صغير لدرجة تجعله قابل للبلع أو يتسبب في إصابتهم بالسرطان.
وجاء في التقرير أن الألعاب الجديدة التي يزعم مصنعوها أنها بديل من الطبيعة عن الأنواع المصنوعة من البلاستيك تمثل خطورة أكبر مما كان يعتقد الكثير من الآباء حتى الآن.
وأعلنت المؤسسة نتائج الاختبار الذي أجرته على 30 لعبة خشبية للأطفال في برلين أخيراً وقالت إن أكثر من نصف هذه اللعب حصل فقط على تقييم "مقبول" أو "دون المستوى".
وحصلت 14 من إجمالي هذه اللعب الـ 30 على تقدير جيد أو مرضٍ.
وانتقد المختصون حقيقة أن أجزاء من بعض هذه اللعب تتفكك من اللعب الأساسية أثناء اللعب وهي أجزاء يمكن أن يبتلعها الطفل ويختنق بسببها في أسوأ الأحوال، كما انتقدوا احتواء بعض هذه اللعب على مواد سامة يمكن أن تتسبب في الإصابة بالسرطان أو الإصابة بخلل في بعض الصفات الوراثية أو القدرة التناسلية.
من جهة أخرى، ومنذ عقدين أو أكثر وزارة الصحة الألمانية والمعاهد الصحية تتابع بقلق محتويات ألعاب الأطفال السائدة في السوق.
وحذر معهد فحص المواد الألماني أكثر من مرة في الأعوام السابقة، بعد أن أخضع العديد من الألعاب المشهورة لمختلف الفحوصات التي كشفت عن مواد خطرة على صحة الطفل، وهذه المواد تدخل في صناعة البلاستيك أو تحضير الخشب والأنسجة، ويمكن أن تتسلل إلى بدن الطفل أو إلى عينيه وفمه.
ومن أهم المواد الخطرة التي كشفت الفحوصات المختبرية عنها هي: المواد العطرية الحلقية المحتوية على الكربون، المواد الملينة للبلاستيك فاتاليت، الفورمالديهايد، المعادن الثقيلة، ومركبات القصدير. ويعتبر بعض هذه المواد محفزا لنمو الأورام السرطانية، فيما يعتبر البعض الآخر محفزا للإصابة بمختلف الحساسيات.
وفي هذا الإطار، يوصي العديد من المختصين والمراكز البحثية أهالي الأطفال أن يقرؤوا بعناية قائمة المواد التي دخلت في صناعة لعبة الطفل، أن ينتبهوا لخلوها من المواد الملينة للبلاستيك "فاتاليت"، وأن تكون اللعبة صلبة لا تتفتت أو تنكسر بسهولة.