المتستر سند العامل
الكفيل الضال، ومشغل العامل خارج النظام، والمتستر على أجنبي من أجل حفنة من النقود؛ كلهم أخطر من العامل غير النظامي، الذي تضعه الظروف بقصد وبغير قصد مخالفا النظام، فالعامل جاء ليحسن حاله في بلد يشغله في تنمية أو خدمات تكاسل عنها شباب الوطن، أو طردوا منها في منافسة الرواتب المتدنية.
كشفت حملة التصحيح كثيراً من الغثاء المتجمع تحت السطح البراق. وقد أخبرني أحد الوافدين بأن بعض أصحاب المحال المتسترين على عمالة غير نظامية طلبوا بأنفسهم من عمالهم، أو البائعين وعمال المطاعم الشعبية، التوقف عن الدوام حتى تهدأ الحملة، وكنت سأكتب هذا، لكن وزارة العمل، بالتعاون مع وزارة الداخلية تنبهتا للمحال، والمطاعم، والخدمات المغلقة، وعرفت أنها لمتسترين يعبثون بالنظم، فقررت استدعاء أصحاب المحال، وإلزامهم بإحضار عمالهم لتصحيح أوضاعهم أو ترحيلهم، حسب الخبر المنشور في صحيفة ''الاقتصادية'' في (16 نوفمبر 2013م).
المواطن الذي طلب من عماله الاختفاء حتى تنتهي الحملة هو أشد مخالفة من العامل، الذي قد يكون خالف الأنظمة بسبب هذا السعودي المستهتر، الذي عليه أن يتعلم أن النظام في مصلحة الوطن، ومصلحة الجميع، وأن تستره على غير نظاميين يمارسون العمل له أو لأنفسهم هو جريمة في حد ذاتها، واستهلاك لموارد وخدمات الوطن في سبيل بضعة ريالات يحصل عليها من عامل ينهب موارد الوطن، ويقصي المواطن عن رزقه في وطنه.
البعض يرضى ضميره أن يكون خائنا للوطن، مفسدا لموارده، مقابل حفنة من الريالات، وهذه من أبشع صور الفساد، ومثل هذا المواطن يجب أن يعاقب ليرتدع ما دام ضميره لا يردعه.
هذه فرصة لتنظيف غثاء سنين تجمع حتى سد مجاري الحياة الاقتصادية السليمة، وهدد الأمن الوطني، وكفى السعوديين صبراً هذه السنوات لتعود موارد بلدهم إليهم، بعد تنظيفها من كل مخالف جاء وفي ذهنه اللعب على الأنظمة، ومواطن أجرم بمساعدته على فساده.
نهيب بوزارة العمل، وبقوة وزارة الداخلية، وكل الجهات المعنية، التنسيق للقضاء على فساد طالت معاناتنا منه، وأصبح العمال في أوطانهم يتحدثون عن هذا التسيب في النظم، ويتواصون علينا.
قد نفقد بعض المحال، والمطاعم والخدمات، وقد يعاني البعض عدم توافر العمالة، لكن هذا كله مؤقت، فلو صح حال الاقتصاد لتحسنت نوعية الحياة، ووفرنا موارد الوطن للمواطن.
المتسترون أخطر فئة على أمن الوطن، فهم من شجع عمالهم على التسيب، والبحث في فضاء حر منفلت من القوانين، يدعمهم بائعو التأشيرات، وكل متسيب لم يلتزم بالنظم.