اغضب ولا يهمك

أكثرنا يخشى التعبير عن غضبه ويكتمه في نفسه بشتى الطرق!.. ولكن في دراسة علمية حديثة نصحت إخصائية الطب النفسي في ألمانيا الدكتورة "جانيت تيلون" الغاضبين بعدم كبح الغضب بداخلهم، حتى يتجنبوا إصابتهم بأمراض ومشكلات في القلب.
وطالبت الدراسة بعدم خشية انفجار الغضب، وبالتعبير عنه بأي صورة من الصور على أن يكون بطريقة إيجابية أو بناءة وليست سلبية أو هدامة، وذلك استناداً إلى ما كشفت عنه الدراسة من أن الأشخاص الذين يعبرون عن غضبهم يعيشون في المتوسط أكثر من غيرهم ممَّن يكبتون مشاعرهم الغاضبة.
وأوضح الفريق المشرف على الدراسة أن من يخشون غضبهم ويبذلون جهداً خارقاً لكبت شعورهم بالغضب ولإخفائه، يواجهون مخاطر ارتفاع ضربات القلب وضغط الدم وغيرها من المشكلات الصحية الخطيرة، وقد توصل الفريق إلى هذه النتيجة بعد إجراء فحوص وتحاليل لما يقرب من ستة آلاف حالة.
كما أوضحت الدراسة أن الغضب حالة عاطفية تتطلب من المرء أن يستخدمها بطريقة إيجابية وبناءة تسمح له بالإعراب عما يحزنه أو يفتقده أو يغضبه أو عما يرغب في تحقيقه، وإذا ما نجح الشخص في توظيف الغضب باعتباره حالة عاطفية على النحو الصحي والسليم فسوف ينتهي به غضبه المعبر عنه بإيجابية إلى تحقيق ما يصبو إليه وما يرغب فيه. وتؤكد الدراسة أيضاً ضرورة التعبير عن الغضب بالشكل الملائم الذي لا يتضمن التفوه بألفاظ نابية أو تحطيم أشياء أو الضرب بقبضة اليد على المكتب أو على الحائط. وفي السياق ذاته، قام الدكتور "سكوت تشايمان" من جامعة تورنتو الأمريكية بإجراء دراسة شملت 1800 أمريكي، طلب الباحثون خلالها من كل شخص ذكر الأسباب التي تجعله يغضب ويعبر عن مشاعره بواسطة الصراخ. وأوضحت الدراسة أن الأشخاص الذين هم دون سن الـ 30 عاماً يعبرون عن شعورهم بالغضب والاستياء بمختلف الطرق بشكل متكرر أكثر ممن هم أكبر سناً.
كما أوضح الباحث الدكتور "سكوت تشايمان" أن هناك عوامل تؤثر في الشباب وتجعلهم يغضبون أكثر من غيرهم، من هذه العوامل ضغوط ونزاعات العمل والمشكلات الاقتصادية، مشيراً إلى أن الذين يواجهون ضغوطاً مادية وعدم حصولهم على الحد الأدنى للعيش الكريم، يكون تعبيرهم عن الغضب بشكل أقوى وقد يتخذ التعبير عن ذلك الغضب أشكال عنف مختلفة، وهو ما يحدث في أنظمة حكم لا تلبي احتياجات الأفراد من مأكل ومسكن وعلاج، ومن ثمَّ يتحول هذا الغضب العنيف إلى ثورة تزيل دعائم نظام الحكم القائم وتأتي بنظام حكم آخر أكثر عدلاً وإنسانية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي