علماء يطالبون بتسخير التقنية للذود عن خاتم الأنبياء
طالب عدد من العلماء المسلمين بضرورة دفاع الأمة الإسلامية عن خاتم الأنبياء والرسل محمد صلى الله عليه وسلم، وتسخير الإمكانات التقنية الحديثة في إبراز الصورة السليمة عن أشرف خلق الله، وتفنيد الأكاذيب التي تردد في الإعلام والثقافة الغربية، مستعينين في ذلك ببعض المستشرقين المنصفين في حكمهم على نبي الأمة..
جاء ذلك خلال جلسات المؤتمر العالمي حول حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على البشرية، الذي افتتح في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة أمس.
وفي الجلسة الأولى، طالب عبد الهادي لعقاب من كلية العلوم الإسلامية بالجزائر بتوظيف الوسائل الإعلامية والثقافية للدفاع عن الرسول من خلال عدد من الوسائل أجملها الباحث في الخطب والدروس المسجدية، وإقامة الندوات والمؤتمرات العالمية، وإنشاء قنوات مرئية وسمعية في ردّ إفك المتخرّصين، وإقامة المسابقات التنافسية في الكتابة عن شخصيته، ونظم القصائد في مدحه، وإقامة المسرحيات الهادفة الموجهة في تعريف الناس بشخصه، وإنشاء المجلات المتخصصة في سيرته وإبراز معالم حياته واستخلاص العبر منها، الكتابة المتخصصة عنه في الصحف العامة، وإنشاء البرامج الإلكترونية في تعريف الناس به في الشبكة المعلوماتية.
ولفت الدكتور محمد الجندي أستاذ العقيدة والثقافة الإسلامية المساعد في جامعة الملك فيصل بالأحساء إلى وجود العديد من الكتابات الغربية المنصفة للنبي، ضارباً المثال بكتابات ول ديورنت الذي أعتبر محمد صلى الله عليه وسلم أعظم عظماء التاريخ، والفيلسوف توماس كارليل الذي دافع عن صدق الرسالة المحمدية.
وقال الدكتور عبد الله الجربوعي عضو هيئة التدريس بكلية الحديث الشريف بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة إن من حق الرسول على أمته وجوب المحبَّة والدِّفاع عنه.
وأوضحت عائشة داودي من جامعة الأمير عبدالقادر للعلوم الإسلامية بالجزائر أنه من الضروري رد الشبهات حول عالمية الرسالة الإسلامية باعتبارها حاملة للرسالة الخاتمة.
فيما ذكر محمد حباب الباحث في جامعة عبد المالك السعدي في تطوان أن النبي صلى الله عليه وسلم تم إنصافه في العديد من الشهادات الغربية عرض فيها إلى مظاهر رحمة النبي مثل كتابات كارين أرمسترونغ.
وشددت الدكتورة سارة العتيبي أستاذ التاريخ الإسلامي المساعد بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن على عالمية الرسالة المحمدية من خلال عدد من الدلائل والبراهين.
وذكر الدكتور نعيم حسين الغالي الأستاذ المساعد في جامعة طيبة بعض الكتابات المنصفة لغوتة وتولستوي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وعرض إسماعيل غازي الأستاذ المشارك في جامعة طرابلس لبنان صورا من التعايش السلمي في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في العهدين المكي والمدني.
وخلال الجلسة العلمية الثانية، أكد الدكتور محمد زرمان من قسم اللغة العربية بجامعة باتنة بالجزائر أن هناك الكثير من التشويه بالكذب والمغالطة لصورة النبي صلى الله عليه وسلم في الكتابات الأوروبية.
وبين الدكتور سامي مندور أستاذ ورئيس قسم اللغة الفرنسية كلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر في مصر أن شخصية الرسول كانت من العظمة والعبقرية بحيث دفعت كثيرا من الباحثين في الشرق والغرب والمنصفين منهم بخاصة إلى دراسة حياة النبي صلى الله عليه وسلم وتحليل صفاته الخِلقية والخُلقية ومحتوى رسالته، لافتاً إلى أن الكتابات الأوروبية ولا سيما في فرنسا تباينت بين الإنصاف والتشويه.
ومن جهتها، أشارت الدكتورة رقية العلوني الأستاذ المشارك في جامعة البحرين إلى أن الكثير من المفكرين الغربيين والمسلمين تناول سيرة النبي الكريم بالدراسة، حيث اعتبر عدد منهم السيرة النبوية مجرد مواعظ روحية وهداية دينية، وآخرون تناولوا ما فيها من قضايا إنسانية أساسية، مطالبة بإعادة النظر في طبيعة المنهجية التي يتمّ بها تناول السيرة من خلال النظر في كيفية معالجتها لإشكاليات الإنسان وإفرازات مجتمعاته.
وقال سمير زياني الأستاذ المساعد بالملحقة الجامعية مغنية جامعة تلمسان بالجزائر: "تتميّز رؤية النبي الأمي للرّحمة بأنّها شاملة لكلّ مخلوق، حتّى إنّها تعدَّت البشر إلى الحيوانات والجمادات، وخرجت عن إطار المسلمين إلى غير المسلمين، لِيُدرك الجميع مدى العظمة النّبويّة التي تميّزت برحمة ظاهرة في بيئة شديدة القسوة. لقد كان محمد مثالاً يُحتذى في كلّ شيء، لذا كان تغييراً هائلاً ذلك الّذي أحدثه رسول الله في الدُّنيا"، مطالباً بالاستفادة من الشهادات المنصفة للنبي من علماء الغرب بأن يتم تقديمها للإنسان الغربي الذي ضلّله الإعلام.
أما الدكتور بدر الدين محمد رئيس قسم الشريعة والقانون جامعة القرآن الكريم بالسودان فاقترح إنشاء ميثاق إسلامي إقليمي وآليات لحماية حقوق النبي محمد، محدداً عدداً من الآليات ومنها التكييف القانوني للإساءة للنبي والآليات الوطنية لحماية حقوقه وحماية الأديان والرسل في المواثيق الدولية، وأضاف: "يمكن تصنيف هذه الآليات إلى آليات قانونية, وأخرى تتمثل في الآليات الإعلامية، والدبلوماسية والاقتصادية والسياسية، وغيرها من الآليات.