«عبير الخليفة» .. الفن برائحة الماضي
عشقت الفن التعبيري منذ الطفولة، وشكلت ملامح شخصيتها ومكونات ثقافتها بأناملها التي رسمت ما بداخلها وعبرت عنها.
ولم يتوقف غرامها بالفن التشكيلي عند مرحلة التعبير بالرسم عن مشاعرها وأحاسيسها العميقة وآمالها وأحزانها التي تجسد حالتها للمتلقي، ولكنها حاولت نقل هذا الفن ومشاركته مع من حولها لتزرع الحياة والبهجة في نفوسهم، من خلال تخصيص مرسم حر في منزلها.
وافتتحت عبير الخليفة التشكيلية السعودية منزل عائلتها القديم كمرسم وسط أحياء الرس القديمة لتفتح المجال أمام سكان الحي وكذلك لأهالي القصيم والمهتمين من ممارسة الرسم في هذا الموقع وعرض لوحاتهم التشكيلية.
وتعد الخليفة أول سعودية تقوم بهذه الخطوة في افتتاح مرسم بحي سكني أمام الزيارات النسائية والرجالية.
وتقتطع التشكيلية من وقتها لتعليم الأطفال مهارات الرسم وتدريبهم على بعض الفنون التشكيلية ومعرفة الألوان وتطبيقاتها. وأوضحت عبير الخليفة أن المرسم كان فكرة تراودها منذ فترة، مبينة أنها هيأت المرسم بشكل مميز لوجود هذا المنزل وسط أحد أحياء محافظة الرس فكان تجهيزه كلوحة فنية، وأكدت أنها حرصت على إيجاد موقع لعرض اللوحات وموقع للتدريب وهو خاص بالفتيات والأطفال ومفتوح أيضاً للزيارات الرجالية والنسائية.
وقالت: ''أفتخر بهذا المنجز وما تم تحقيقه، وسأعمل على تطوير الفكرة وجعلها مشروعا رائدا في مجال الفن التشكيلي على مستوى الخليج العربي''.
وترى الخليفة أن الفن التشكيلي رسالة سامية يفهمها جميع الشعوب ويحمل قناديلها الفنانون الحقيقيون.
ويقع المرسم في أحد أقدم أحياء محافظة الرس وسط منازل الأهالي الذين قابلوا هذا المكان بالترحاب، مشاركين في حفل الافتتاح والتدشين معتبرينه معلما مهمها في حيهم يسهم في تعليم أبنائهم هذا الفن.
وكان سلطان البازعي رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للثقافة والفنون ومجموعة من التشكيليين في السعودية قد أطلقوا العمل في المرسم الجديد والذي تم افتتاحه في حفل مصغر في الرس أخيراً، وشاهدوا بعض البرامج والخطط التي تنوي عبير الخليفة عضوة جمعية الثقافة والفنون بالقصيم العمل عليها لنشر ثقافة الفن التشكيلي.
وقال سلطان البازعي: إن هذه المبادرة فريدة من نوعها، وهي تجربة جديدة ومباركتها والعمل على إنجاحها سيمكن مزيدا من المبادرات في مختلف مناطق السعودية، حيث إن جمعية الثقافة والفنون تدعم هذه المبادرات الفنية التي تنمي الفن.
وأشار إلى أن التجربة جديدة وسترعاها الجمعية في كافة تفاصيلها لتنتقل من القصيم لمواقع أخرى، وتابع: ''لدينا تجارب تشكيلية رائعة في السعودية تبحث عن إطلاقها بمثل هذه المشاريع الصغيرة التي يقوم عليها الفنانون أنفسهم''.
وزاد البازعي: ''سيكون لوجود هذا المرسم أثر مهم في وجود مزيد من المبدعين في الفن التشكيلي، كما ستظهر مبادرات لجميع الفنون محاكاة لما أطلقته الخليفة في الرس''.